فريق أرسنال الإنجليزي بدأ التقدم بخطى حثيثة إلى فرق المقدمة في الدوري، إذ لا يفصله عن المتصدرين تشلسي ومانشستر يونايتد إلا 5 نقاط، كما أنه يملك مباراة مؤجلة بإمكانه من خلالها تقليص الفارق إلى نقطتين فقط في حال فوزه فيها.
أرسنال بدأ الموسم بصورة متعثرة، إذ لم يحقق في مبارياته الأربع الأولى أي انتصار، واكتفى بالتعادلات والهزائم، إلا أنه تمكن من تدارك الأمر مبكرا وعاد بسرعة إلى طريق الانتصارات.
مدرب الفريق الفرنسي ارسين فينغر تمكن من بناء فريق جل عناصره من الشباب، إلا أنه يعتبر الفريق الأكثر إبداعا وامتاعا في الوقت الحالي على المستوى الأوروبي.
طريقة اللعب التي ينتهجها الارسنال إلى جانب التحركات السريعة والمهارات العالية التي يتمتع بها لاعبوه، أعطت هذا الفريق رونقا خاصا وجمالية كبيرة في الملعب.
في اعتقادي أن الارسنال هو أفضل الفرق الأوروبية حاليا من ناحية الأداء، إلى جانب أنه أصغر الفرق الأوروبية عمرا.
هذا الفريق المميز، تمكن المدرب المحنك ارسين فينغر من صناعته من دون الحاجة إلى صرف ملايين الدولارات، كما يفعل تشلسي في إنجلترا أو ريال مدريد في إسبانيا.
الملايين وحدها لا تصنع الفرق العظيمة، هذا ما يؤكده فريق الارسنال الذي يصرف أقل بكثير لكنه يحصد الكثير، ومن الأمثلة الأخرى المتميزة في هذا المجال فريق ليون الفرنسي، الذي تحوّل إلى امبراطورية قائمة بذاتها، وسنعمل على كتابة موضوع منفصل عنه في مرات مقبلة، وخصوصا بعد الأرباح الخيالية التي حققها هذا النادي في الفترة الأخيرة، إذ قفزت موازنته السنوية من مليوني دولار قبل عشر سنوات، إلى أكثر من 140 مليون يورو في الوقت الحالي.
وبالعودة إلى فريق الارسنال الذي تمكن من السير بخطوات قوية محليا وأوروبيا أيضا، إذ فاز في مباراتين على المستوى الأوروبي وخسر في واحدة فقط أمام سسكا موسكو الروسي خارج ملعبه، وهو قريب جدا من التأهل للدور الثاني.
وبنظرة فاحصة على التشكيلة التي يلعب بها فينغر، نجد أن جلها من اللاعبين الشباب غير المعروفين كثيرا على المستوى العالمي، مقارنة بالنجوم العالميين، إلا أن أداءهم في الملعب هو الأرقى والأفضل والأكثر حيوية.
أكبر اللاعبين عمرا في فريق الارسنال هو الحارس الألماني ليمان الذي بلغ 36 عاما، والمدافع الفرنسي غالاس الذي جاوز الثلاثين أيضا، والمهاجم الفرنسي الفذ تييري هنري الذي قارب الـ 30 عاما، بالإضافة إلى المصاب السويدي ليونبيرغ.
بقية اللاعبين في تشكيلة الارسنال الأساسية جميعهم في العشرينات من عمرهم بل أقل من الـ 25 عاما.
مدرب الارسنال يعتمد استراتيجية تقوم على التركيز على اللاعبين الشباب، إذ يمتنع عن تجديد عقد أي لاعب تجاوز الـ30 عاما لأكثر من موسم واحد، وهو ما دفع لاعبين مثل الفرنسي ريس والإنجليزي كامبل إلى الرحيل من الفريق. هذه الاستراتيجية أمّنت للارسنال بصورة دائمة فريقا جل عناصره من الشباب.
ويعتمد فينغر كثيرا على طريقة 2/4/4 أو 1/5/4 بوجود ليمان في الحراسة، وفي قلب الدفاع المدافع الصلب بل الأبرز حاليا أوروبيا في اعتقادي العاجي حبيب كليتوروي (25 عاما) إلى جانب السويسري الشاب أديغورو، الذي حل بدلا من السويسري الآخر المصاب سندروزا. وفي الظهير الأيمن الإنجليزي هويت الذي حل بدلا من المصاب العاجي ايبوي، وعلى الظهير الأيسر الفرنسي غالاس.
وفي وسط الملعب يلعب جيلبرتو سيلفا في مركز الارتكاز، وإلى جانبه الإسباني الشاب فابريغاس، وعلى الجهة اليمنى البيلاروسي هليب، وعلى الجهة اليسرى التشيكي روزكي. ويغيب عن وسط الملعب السويدي ليونبيرغ المصاب. ويعتبر خط وسط الارسنال في الوقت الحالي أكثر خطوط وسط الملعب ترابطا وسرعة على المستوى الأوروبي، في ظل الحركية العالية التي يعتمدها لاعبوه إلى جانب السرعة في التمرير والمراوغة وأخذ المراكز، ما يعطي التفوق للفريق.
وفي الهجوم هناك المهاجم الأفضل حاليا على المستوى العالمي هنري، وإلى جانبه يلعب في كثير من الأحيان الهولندي الشاب فان بيرسي، وفي بعض الأحيان التوغولي أديبايور، وفي أحيان أقل الإنجليزي الصغير والكت.
أداء الارسنال في مباراته الأخيرة أمام ريدنغ في الدوري الإنجليزي، وفوزه بأربعة أهداف نظيفة إلى جانب فوزه السابق على مانشستر يونايتد في عقر دار الأخير، وأداؤه على المستوى الأوروبي، كلها أمور تعكس قوة هذا الفريق وتماسك خطوطه، إذ سيكون له في حال استمراره على هذا الأداء أفضلية كبيرة محليا، وقد يتفوق من خلالها على تشلسي المعزز بنجوم العالم وعلى الفريق العتيد مانشستر يونايتد.
قدرات الارسنال مقارنة مع صغر سن لاعبيه يعطيه أفضلية كبيرة على جميع الفرق الأوروبية، وإن كان العام الماضي قد احتل المركز الرابع في الدوري الإنجليزي وكان قريبا جدا من الفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا بعد خسارته الصعبة في النهائي أمام برشلونة الإسباني.
وبنظرة أولية على مستويات الفرق الأوروبية بعد شهرين تقريبا من انطلاق المسابقات المحلية والأوروبية، أعتقد أن الارسنال وبالطريقة التي يلعبها والتشكيلة التي يضمها سيكون المنافس الأبرز على مستوى الدوري الإنجليزي، كما سيكون حريصا جدا على خطف اللقب الأوروبي الأول بالنسبة إليه بعد أن حل ثانيا العام الماضي.
كل المؤشرات تدل على قوة المنافسات المحلية في إنجلترا إلى جانب قوتها أيضا على المستوى الأوروبي، ومن دون أن نسبق الأمور، فإن الارسنال سيكون فارس الموسم الجاري، كما كان برشلونة فارس الموسم الماضي، والأسابيع والأشهر المقبلة ستكشف الكثير عن نوايا هذا الفريق
العدد 1515 - الأحد 29 أكتوبر 2006م الموافق 06 شوال 1427هـ