العدد 3584 - الجمعة 29 يونيو 2012م الموافق 09 شعبان 1433هـ

«المتكأ الثقافي» يدشن ديوان «طقوس أثينية» لعبدالجبار علي

«عادت مدينتنا تنوء بحلم طارقة الرعود.. ولتشرب الموت العقيم.. تفيق من نوم الجياع.. تدق نافذة المساء.. تموز عاد.. متوشحاً بزنابق الدم المسيل.. و»أتيس» يختصر العذاب.. والجالدون ظهورهم عشقوا بحضرته الفداء.. سلخوا الظهور وثم يحترق الصديد.. كنا نهادن جرحنا وأبت تهادننا الجراح.. كنا نقيم صلاتنا.. ونطيل خلف إمامنا إن كان يسرف في السجود».

«أتيس» في زمن الطغاة

ذلك المقطع من قصيدة «أتيس في زمن الطغاة» كان حاضراً نصاً وروحاً في لقاء تدشين ديوان الشاعر البحريني عبدالجبار علي «طقوس أثينية» مساء الاثنين (18 يونيو/ حزيران 2012) بنادي الشباب، وهو الإصدار الثالث ضمن مشروع دعم الإنتاج الإبداعي لمنتدى «متكأ الثقافي»، فيما عبّر الشاعر عبدالجبار علي عن سروره بأن يكون لقاء التدشين مكللاً بحضور كوكبة من أعضاء منتدى متكأ وعدد من الشعراء والأدباء والمهتمين بالحركة الإبداعية ولفيف من الشباب - من الجنسين - ممن يشكلون صورة مستقبلية لعطاء أدبي واعد.

وفي مستهل اللقاء، وجّه مشرف منتدى (متكأ) الثقافي عبدالعزيز الموسوي وعداً للحضور بأن المنتدى ماض في طريقه لدعم إنتاج المبدعين، فديوان «طقوس أثينية» هو الإصدار الثالث لمشروع المتكأ الثقافي لتبني الإنتاج الإبداعي لأعضائه، فقد صدر في العام 2008 ديوان شعر «بأي ذنب قتلت» للشاعرة زهراء المتغوي، ومجموعة قصصية صدرت في العام 2009 للكاتبة يثرب العالي بعنوان «أبيض أحياناً»، مؤكداً الموسوي أنه على رغم محدودية الإمكانات، إلا أن المتكأ سيواصل دعمه للإنتاج المتميز للمبدعين، موجهاً الشكر لكل من ساهم ويساهم في دعم المتكأ من شخصيات ومؤسسات دعماً للعطاء الفكري.

الوجه الآخر والغيمة

الوجه الآخر الخفي، للشاعر عبدالجبار علي لم يظهر في ديوانه «طقوس أثينية» وفقاً لما قاله الناقد زكريا رضي، فذلك الوجه هو تجربة الشاعر في كتابة قصيدة التفعيلة خلاف ما احتواه ديوانه الذي اعتمد الشعر العمودي، إلا أنه – رضي - توقع أن يظهر الوجه الآخر للشاعر في إصداره التالي، فيما كانت عضو المتكأ الثقافي جمانة القصاب تعبر عن تجوالها في الديوان من خلال بقائها على غيمة تجوب بها عالياً وتتمنى أن تبقى فيها طويلاً ذلك أن قصائد الديوان بسيطة اللغة لكنها تتمتع بنضج أدبي وجزالة في المعنى والمضمون، وبعد جولة لها قرأت فيها بعض النصوص، نزلت من غيمة الطقوس ليبدأ توقيع الإهداء في غيمة تلو غيمة، فيما كانت عريفة الأمسية عضو المتكأ خديجة العويناتي تسطر في فقراتها توالي الغيوم.

من قصائد الديوان

*«أفروديت»: هاتي يديك أنا لك.. هاتي يديك وشاطري البحر انعتاق الشمس منهكة تؤوب.. كسلى لتنعس في ارتباك الأفق يلثم وجنتيك.. هاتي يديك محارةً ألقت على وجع الشواطئ حزنها.. شوقاً لبحار سينشلها من القاع الكئيب.. أو موجة ترخي معاطف ملحها – عنها – فتخطفها دروب.. يا أنت حين تجلببين الليل أوشحة من الشوق الملون بالمساء.. أتراك محض تصور يخفي الحقيقة أم تراك تفلسفين حقيقة أخرى فليس لك انتهاء».

*«صور من اسمنت»: الورد.. يجيد إثمار صخورك.. الورد.. يكره أن تكون بائعته.. الورد.. يكره أن يكون عربوناً للخيانة.. وحدك أنت تعرفين طريقة القطف.. ووحدك فقط تعرفين طريقة الشم.. إدماني عليك علمني أن افتراش الليل ليكون تابوتاً من رصاص! أو حقلاً من الإبر أتحدي فيه جنوني بك.. في عيد ميلادك سأغتسل بضوء الشموع التي تقدحها أناملي.. وسألتحفك كما يلتحف الرضيع أجنحة الملائكة».

*«تعالي»: تعالي.. نحرم كل شرائع العاشقين.. تعالي.. نعلم الوفاء فن الوفاء.. أود أن تكوني امرأة تتقن الطيران مع الكلمات.. تهسترني وتنسيني تقاسيم وجهي.. تصنع مني شاعراً ملائكياً.. يلتحف بردة الكعبة في معبدك.. أما أنا.. فسأسرق منك أنت.. سألونك بتشاكيل الحروف التي تعربد على شفاه قلمي.. ستكونين «بلقيسي» وسأكون شعبك حين تسعبدينني.

العدد 3584 - الجمعة 29 يونيو 2012م الموافق 09 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً