عاد إلى البلاد وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة، بعد زيارة رسمية قام بها إلى المملكة المتحدة، التقى خلالها بوزير العدل البريطاني كنيث كلارك، وعدد من المسئولين الحكوميين والقضائيين.
وقد رحب وزير العدل البريطاني بزيارته، حيث جرى خلال اللقاء استعراض علاقات الصداقة التاريخية التي تربط بين البلدين وما تشهده من تقدم ونماء مستمر في كافة المجالات بما يدعم ويخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين، وبحث تعزيز آفاق التعاون في المجالين القانوني والعدلي بين الجانبين.
وأشاد الشيخ خالد بمستوى علاقات التعاون المشترك القائم بين وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف بمملكة البحرين ووزارة العدل البريطانية.
وتناول الاجتماع العديد من الموضوعات الخاصة بتطوير سبل التقاضي والاتجاهات الحديثة في هذا الميدان على المستويين التشريعي والإجرائي، وما يتضمنه من رؤى ومبادرات حول تطوير الأجهزة المساندة للقضاء ودوره ورسالته بما يدعم ويكرس مبدأ سيادة القانون، حيث أعرب وزير العدل عن الاهتمام المستمر للاستفادة من التجارب والخبرات القضائية المتخصصة في هذا الشأن بما يستجيب للتحديات الجديدة، ومنها العمل المستمر على تحديث مناهج التدريب المتخصص بما يستوعب أبرز مجالات وموضوعات العمل القانوني.
ومن جانبه أكد وزير العدل البريطاني الحرص على تطوير مجالات التعاون مع وزارة العدل بمملكة البحرين، وذلك من خلال تقديم المساعدات اللازمة في مجالات التطوير القضائي ومنها مجال إدارة الدعوى، والتطوير التشريعي الهادف إلى مواكبة أفضل الممارسات القانونية، وكذلك ما يرتبط بحماية المجتمع من خطاب التحريض على العنف والكراهية والطائفية أو أي سبب آخر يخالف مبادئ حقوق الإنسان المعترف بها.
كذلك التقى وزير العدل بالنائب العام البريطاني دومينيك جريف لبحث سبل التعاون العدلي والاجراءات التشريعية والإدارية المتبعة لحماية حقوق الضحايا والشهود والخبراء.
كما التقى وزير العدل ولشئون الإسلامية والأوقاف، بوزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية البريطانية اليستير بيرت، الذي أعرب عن ارتياح حكومة المملكة للتقدم الحاصل في مملكة البحرين وتأكيد الدعم لجهود المملكة في مجال الإصلاح والتطوير على كافة الأصعدة. حيث أكد وزير العدل على أهمية إرساء دعائم حكم القانون، مشدداً على أن أجهزة العدالة مناط بها تأكيد احترام الجميع لمبادئ حقوق الإنسان المعترف بها في ظل الدستور والقانون والأنظمة المطبقة.
وكذلك التقى وزير العدل مع أعضاء مجلس العموم البريطاني من مجموعة The Bahrain All Party Group اللذين اعربوا عن ترحيبهم بالخطوات الإيجابية التي اتخذها جلالة الملك خلال الفترة الماضية، والحكمة التي أبداها جلالته في التعامل مع أحداث العام الماضي.
هذا وقام وزير العدل بزيارة مقر المحكمة العليا في بريطانيا حيث التقى مع كبار قضاتها اللورد فيليبس واللورد هوب ، حيث اطلع على منهجية عمل المحكمة واليات سير العمل فيها، كما تناول اللقاء بحث السبل الكفيلة لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات القانونية والقضائية.
كما قام الشيخ خالد بزيارة المحكمة التجارية في لندن التقى خلالها مدير عام المحكمة الذي قدم عرضاً شاملاً حول اختصاص المحكمة ومُجريات التقاضي بها، والوسائل التكنولوجية المُختلفة المُستخدمة في إدارة الدعاوى.
كما زار الوزير مركز تسوية المُنازعات المعني بالوساطة في المنازعات المدنية، حيث تم الإطلاع على عمل المركز وما يقدمه من خدمات رائدة في مجال فض المنازعات التجارية من خلال شرح مفصل قدمه مدير المركز.
وأكد وزير العدل على ما تمثله الوسائل البديلة لتسوية المنازعات وأبرزها التحكيم والوساطة من حلول متقدمة أثبتت نجاحها وفعاليتها الكبيرة عبر تقديم خيارات ملائمة تستجيب لمتطلبات البيئة الاستثمارية والتجارة المعاصرة.
واستعرض تجربة المملكة من خلال تأسيس غرفة البحرين لتسوية المنازعات بقسميها الأول والثاني وما توفره من خدمات متقدمة تسعى إلى تزويد المنطقة بآخر وأرقى الحلول في الوسائل البديلة من خلال تقديم عناصر فريدة كالمنطقة الحرة للتحكيم والوساطة.
ومن جانب آخر، التقى وزير العدل بالمفتش العام للسجون في بريطانيا، حيث اطلع على منهجية عمل المفتش العام وما يلعبه من دور هام في سبيل إرساء قواعد العدالة والإنفاذ الصحيح والفعال للمبادئ الدولية لحقوق الإنسان. كما قام بزيارة أحد السجون خارج لندن اطلع خلالها على العملية الإدارية للسجن والتي شملت زيارة مرافق الخدمات والتعليم والتدريب التي تقدم للنزلاء.
إلى ذلك اختتم الوزير زيارته للعاصمة البريطانية بلقاء مُمثلي مجموعة كبيرة من المُنظمات غير الحكومية ومُنظمات المُجتمع المدني.
حضر اللقاءات سفير مملكة البحرين لدى المملكة المتحدة والوفد المرافق لمعاليه.
وتأتي هذه الزيارة في إطار جهود وزارة العدل للإرتقاء وتطوير التشريعات المرتبطة بالمنظومة العدلية والسعي الدائم للاستفادة من الخبرات المتقدمة في هذه المجالات.