بعد مرور عام كامل على مولد دولة جنوب السودان، تؤكد نساء البلاد أن الاستقلال لم يسفر عن التغيرات الإيجابية - السياسية والاقتصادية والاجتماعية - التي كنّ يأملن فيها.
وأعربت الناشطات عن القلق من عدم قيام حكومة بلادهم بفعل ما يكفي لتحسين حياة المرأة، وذلك منذ انفصالها عن السودان في 9 يوليو/ تموز 2011 عندما أصبح جنوب السودان أحدث دول العالم والدولة الإفريقية الرابعة والخمسين.
وعلى رغم احتفال الأهالي في التاسع من هذا الشهر بالذكرى السنوية الأولى للاستقلال عن السودان بعد حرب أهلية استمرت 21 عاماً، فقد كانت هذه الفترة محفوفة بالأزمات.
فجنوب السودان في خضم أزمة اقتصادية عارمة، وخاصة بعد قرار حكومتها في يناير/ كانون الثاني 2012، بوقف إنتاج النفط، وهو الذي يمثل 98 في المئة من عائداتها، وذلك جراء نزاع مع السودان بسبب الرسوم المفروضة على استخدام خطوط أنابيبها.
يضاف إلى ذلك، حال انعدام الأمن الغذائي المتفشية في مختلف أنحاء البلاد. ففي يونيو/ حزيران 2012، أفاد برنامج الأغذية العالمي التابع إلى الأمم المتحدة أن أكثر من نصف سكان جنوب السودان 2.8 مليون نسمة - سيحتاج إلى مساعدات غذائية بحلول نهاية العام الجاري.
كما أصبح مخيم اللاجئين في أعالي النيل على شفا أزمة إنسانية. والمخيم يأوي نحو 200 ألف لاجئ فروا من الصراع في الولاية الزرقاء في السودان، بحسب الأمم المتحدة.
وحذرت منظمة أطباء بلا حدود من أن معدّل الوفيات بين الأطفال في المخيم بلغ 2.8 من 10 آلاف في اليوم الواحد. هذا الرقم هو أعلى من عتبة الطوارئ التي تحدّد باثنين لكل 10 آلاف طفل.
في خضم كل هذا، تعترف القيادات النسائية والناشطات بأنه كانت لديهن آمال قوية معلقة على العام الأول لاستقلال البلاد. ويشعر البعض بأن واقع الاستقلال قد فشل في الارتقاء إلى مستوى الضجيج والنشوة الذي يثار بشأنه.
«كانت لدينا توقعات كبيرة، لكني أعتقد أنها كانت ولاتزال واقعية ولا ينبغي إهمالها. فوضع المرأة سيء سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وتعليمياً. وعلى الحكومة أن تتخذ التدابير الكفيلة بالتصدّي للتحديات التي تواجه المرأة حتى تتمكن من التمتع بحق الحياة في دولتها المستقلة الجديدة»، وفقاً لتصريحات لورنا ميريكاجا من برنامج مراقبة ورصد الانتخابات المحلية في جنوب السودان، لوكالة إنتر بريس سيرفس.
تشارلتون دقي
وكالة إنتر بريس سيرفس
العدد 3602 - الثلثاء 17 يوليو 2012م الموافق 27 شعبان 1433هـ