العدد 3614 - الأحد 29 يوليو 2012م الموافق 10 رمضان 1433هـ

في اتفاق نادر.. طالبان والحكومة الأفغانية تعارضان تفكيك قواعد الناتو

نددت حركة طالبان بتفكيك القواعد العسكرية التي ستتركها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) بعد انسحاب قواتهما من أفغانستان، في اتفاق نادر في الرأي مع أعضاء البرلمان الأفغاني ورئيس البلاد حامد كرزاي.
قالت طالبان في بيان لها نشر على موقعها الإلكتروني مطلع الأسبوع الجاري إنه بينما يمثل الانسحاب "خطوة إيجابية"، فإن هدم البنية التحتية التي تخلفها القوات الأجنبية وراءها أمر "غير منطقي على الإطلاق".
أنشئت المئات من القواعد العسكرية والمواقع القتالية على مدار السنوات العشر الماضية، ويجري التحالف الدولي بقيادة حلف الأطلسي محادثات مع الحكومة الأفغانية حول تسليم عدد قليل من القواعد ، بينما يتم تدمير معظمها قبل انسحاب القوات الأجنبية من البلاد في عام 2014 .
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قالت الشهر الماضي إن شركة "سيركو" ، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها ، فازت بعقد قيمته 57 مليون دولار لتدبير عملية هدم مئات القواعد والمعسكرات.
وكانت الشركة عملت في السابق مع القوات الأمريكية لإغلاق قواعد في العراق.ويقول الجنرال جون ألين، قائد القوات التي يقودها حلف الأطلسي في أفغانستان: "كان لدينا ما يزيد على 600 قاعدة في هذا البلد. بعضها صغير للغاية ، يصل إلى حد القواعد المصممة على حجم الفصيلة ، وبعضها قواعد استراتيجية كبيرة للغاية".وأوضح ألين لتلفزيون الناتو، أثناء تسليمه قاعدة في منطقة ديلارام بإقليم نيمروز غربي أفغانستان: "معظم ما ترونه حولكم سيعود صحراء خاوية مرة أخرى، سنعيدها مجددا إلى شكلها وهيئتها الأصلية".
وقال متحدث باسم التحالف الذي يقوده حلف الأطلسي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن كافة القرارات المتعلقة بتسليم أو إغلاق قواعد القوات الدولية تتخذها "لجنة إغلاق القواعد العسكرية"، وهي لجنة تعمل تحت قيادة وزارة المالية الأفغانية.
وأضاف المسؤول: "في تلك الحالات التي لا ترغب فيها الحكومة الأفغانية في وجود قاعدة تركتها (قوة المساعدة الأمنية الدولية) إيساف ، يتم تجريد القاعدة من الصفة العسكرية وإعادة الأرض إلى حالتها وهيئتها الأصلية".
وأشار المسؤول إلى أنه "في الأشهر العديدة الماضية، تم تسليم ثلثي تلك القواعد محل الدراسة إلى الحكومة الأفغانية"، دون أن يحدد بالضبط عدد القواعد التي تم تسليمها.
غير أن مسؤولين أفغان قالوا إنه سيتم إزالة المزيد من القواعد بدلا من تسليمها. ولعل تكاليف الصيانة أحد أسباب ذلك.
وقال سياماك هراوي ، المتحدث باسم كرزاي ، إن الحكومة طلبت من الدول الأعضاء في حلف الأطلسي تسليم القواعد إلى قوات الأمن الأفغانية.
وأوضح قائلا: "تعتبر القواعد العسكرية ثروة عسكرية لأفغانستان... نظرا للوضع الاقتصادي المتدهور ، فإن الحكومة الأفغانية لا يمكنها إنفاق الكثير من الأموال على إنشاء مثل هذه القواعد".
وكثيرا ما أشار مسؤولون عسكريون أجانب إلى أن القوات الأفغانية ليست قادرة على إدارة كل هذه القواعد التي ستخلفها وراءها القوات الاجنبية، لاسيما تلك الكائنة في قرى نائية ولا يمكن الوصول إليها عن طريق البر.وأشارت تقارير إعلامية إلى أن بعض قواعد الناتو التي جرى إخلاؤها في الماضي استولى عليها متمردو طالبان في وقت لاحق.
وقال هيراوي لـ(د.ب.أ): "ندرك أنه هناك بعض القواعد يصعب كثيرا على الحكومة الأفغانية حمايتها ، بيد أن حلف الأطلسي يجب أن يستشير الحكومة الأفغانية قبل تنفيذ قراره بهدمها جميعا".
وذكر أحمد بيهزاد ، العضو في البرلمان الأفغاني ، إن التفكيك الكلي للقواعد في البلاد "خطوة غير منطقية" ليس من شأنها إلا أن تزيد من الأعباء الاقتصادية على المجتمع الدولي.
وقال لـ(د.ب.أ): "في أي حال من الأحوال ، معظم هذه القواعد بني بأموال تم التبرع بها من أجل الحكومة الأفغانية".ولم يكن لطالبان سوى أن تتبنى موقفا مماثلا.
فتقول الحركة: "إن الأفغان لديهم الحق في تلك المنشآت نظرا لبنائها على أرض الأفغان وبأموال تم جمعها باسمهم".وأضافت طالبان في بيانها: "إن ترك هذه المنشآت يعود بالنفع الكبير على الشعب الأفغاني المضطهد" ، مضيفة أن القوات الأجنبية "تقوم علنا بتدمير منشآت بنيت بأموال الشعب الأفغاني".
وتقول كيت كلارك ، المحللة السياسية بشبكة المحللين الأفغان ، لـ(د.ب.أ): "هذا أمر مثير للغاية".وأضافت أن طالبان "تفترض أن القواعد لن تستخدمها قوات الأمن الوطنية الأفغانية ضدها".
وأوضحت قائلة: "هذا يعكس ثقة غير عادية أو حماقة" ، مضيفة إلى أن طالبان "على ثقة حقا" بأن الحرب لن تستمر أو أن المتمردين سينتصرون.
وقالت كلارك لـ(د.ب.أ): "هكذا يقول التاريخ. عندما انسحب الاتحاد السوفيتي من أفغانستان ، قسمت الأسلحة والعتاد الجوي والمدفعية التي تركها بين الجماعات المسلحة المختلفة في الأساس".ظل الاتحاد السوفيتي في أفغانستان على مدار عقد من الزمان بدءا من عام 1979 .
وخاضعت جماعات مسلحة مختلفة معارك ضد الحكومة حتى غادر الروس البلاد في عام 1989 .
تقول كلارك: "بمجرد سقوط الحكومة الشيوعية (المدعومة من موسكو) في كابول عام 1992 ، استخدمت (القواعد العسكرية والأسلحة) لإلحاق أضرار كبيرة بالمدنيين الأفغان".
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 9:39 ص

      الحكومة الافغانية نعم

      اما طالبان فلايوجد لديها مصلحة في وجود القواعد في افغانستان وهي التي تقوم بمحاربة القوات الاجنبية اما اذاذهبت القوات الاجنبية فستذهب الحكومة الافغانية معها اليوم الثاني

اقرأ ايضاً