العدد 3616 - الثلثاء 31 يوليو 2012م الموافق 12 رمضان 1433هـ

عملتُ في الصَّحافة من أجل دفع أقساط أول سيارة في حياتي

«الوسط الرياضي» يوثق تاريخ الرياضة البحرينية (9)

يسعى «الوسط الرياضي» منذ عدة أعوام، في شهر رمضان الكريم، طرح لقاءات حوارية مع قيادات رياضية، لعبت دوراً بارزاً في صناعة صرح الرياضة البحرينية . بهدف المساهمة في توثيق الرياضة البحرينية، وحفظ سجل هذه الشخصيات الرياضية. وحينما سعينا للقاء شخصية هذا العام التي تألقت وبرزت في مجال التربية الرياضية المدرسية، وتميَّزت بأنَّها أول شخصية بحرينية تتخصص في علوم التربية الرياضية وتحصل على شهادة البكالوريوس من معهد التربية الرياضية بالقاهرة، ويتبوأ مديراً لإدارة التربية الرياضية والكشفية والخدمات الطلابية مدة 27 عاما. كان الهدف منه توثيق تاريخ الرياضة المدرسية. التي كانت يوماً ما تمثل القاعدة التي انطلقت منها جميع الألعاب. إلا أنَّنا وجدنا في شخصية محدثنا جاسم محمد أمين واجهة تاريخية بارزة، نطل منها على تاريخ الرياضة البحرينية، بعد أن شارك مع أوَّل وفدٍ كروي توجه إلى المكسيك لتقديم عضوية البحرين في «الفيفا» العام 1986 وترأس أول لجنة تشرف على تنظيم لعبة كرة السلة العام 1967، بجانب حضوره الكبير في مجال التربية الرياضية كمدرس وموجه ومراقب ومدير للإدارة... لذلك كان لنا معه هذا الحوار المتشعب الذي أرَّخ للعديد من الألعاب الرياضية.


أؤمِنُ بمثل الرباع المصري القائل «حمل أطنان الحديد أسهل من حمل القلم»

الوسط - عباس العالي

جانبٌ مضيءٌ من تاريخ الصحافة الرياضية عايشهُ محدثنا في منتصف ستينيات القرن الماضي حينما كانت الصحافة بدأت تهتم بتغطية الفعاليات الرياضية وإعطائها مساحة جيدة، فبعد عودته من القاهرة وعمله كمشرف لمكتب التربية الرياضية بمدرسة المنامة الثانوية، ووجود وقت من الفراغ يقضيه في المطالعة والقراءة وهما الهوايات المحببة لديه، وحينما تلقى عرضاً من «مجلة المجتمع الجديد» التي كان يرأسها المرحوم إبراهيم كمال، للعمل كمحرر رياضي وافق على ذلك وخصوصاً أنه كان يجيد هذا العمل وقام بإعداد الكتيب الخاص بالبعثة التي شاركت في اجتماعات «الفيفا» بالمكسيك؛ لذلك وافق على هذا العمل ووجد فيه عرضاً سيدرُّ عليه مبالغ مالية تساهم في زيادة دخله الشهري ما جعله يفكر في شراء أول سيارة جديدة في حياته كانت ماركة «تويوتا».

وقد استمر في هذا العمل الجزئي بجانب - أيضاً - إلى انضمامه كمحرر رياضي في مجلة «هنا البحرين» التي تصدر عن وزارة الإعلام إلى زيادة مدخوله الذاتي، ويقول ضاحكاً بأنه امتهن مهنة الصحافة من أجل الحصول على الرزق الحلال ولكن ليست على طريقة «مجبر أخاك لا بطل!».

ومحدثنا أمين حينما كان يدرس في القاهرة، استمع لأحد الأمثلة التي قيلت عن مجال حمل رسالة القلم وأطلقها أحد الرباعين المصريين حينما قال «حمل الحديد أسهل من حمل القلم» فالكتابة ليست بالسهولة التي يراها البعض، فالصحافي الجيد هو الملم بما يكتب، القادر على أن يطوع الكلمات التي تخدم أفكاره، ويطرح القضايا بموضوعية وحيادية كبيرة، ويبحث عن المواضيع التي تهم المجتمع وتعالج قضاياه، وأذكر بأنني كتبت عن لعبة كرة السلة مطالباً وجود صالة رياضية تحتضن مسابقاتها، كما طالبت باستمراريتها طوال العام.

وقد استمريت في مهنة العمل الصحافي قرابة 5 أعوام كانت آخرها دورة كأس الخليج العربي الثانية لكرة القدم التي أقيمت في المملكة العربية السعودية، وشاركت فيها كإداري ضمن الوفد الرسمي وليس كصحافي، وكنا نمني النفس الفوز بلقب هذه البطولة، ولكن حدث ما لا يحمد عقباه، إذ انسحب الفريق من هذه البطولة أثناء مباراته مع السعودية، وأنا من الأشخاص الذين أرفض مبدأ الانسحاب مهما كانت النتيجة، وأن لا تأخذنا العاطفة، وبعد العودة إلى البحرين انتقدت هذا القرار، وانتقدت أداء الفريق في المباريات التي لعبها لسبب أنه خيَّب أحلام الجماهير في الفوز باللقب، وهو اللقب الذي لم نفز به منذ انطلاقة البطولة على أرض البحرين في مارس/ آذار 1970، وبعد هذه الدورة استمريت فترة من الزمن. لكنني لم أعتبر نفسي خلال الفترة التي قضيتها في الصحافة بأنني محرِّر محترف ولكن عملت فيها كهاوٍ يلبي طموحاته الرياضية المنوعة.

العدد 3616 - الثلثاء 31 يوليو 2012م الموافق 12 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً