يطرح الموضوع السوري اليوم الخميس (2 أغسطس / آب 2012) خلال محادثات صعبة يجريها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في لندن مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يقوم بزيارته الاولى للندن منذ سبع سنوات لحضور نهائيات مسابقة الجودو، لعبته المفضلة، ضمن دورة الالعاب الاولمبية التي تجري في العاصمة البريطانية.
وفي الوقت الذي تحتدم فيه المعارك بين المتمردين والقوات النظامية في حلب ثاني اكبر المدن السورية، سيحاول رئيس الوزراء البريطاني مرة اخرى التاثير على موقف الرئيس الروسي اثناء مباحثات معه في مقر رئاسة الوزراء.
وكانت روسيا حليف سوريا التقليدي، عطلت ثلاثة قرارات في مجلس الامن الدولي تهدد دمشق بعقوبات.
كما واصلت موسكو تزويدها السلاح لنظام الرئيس بشار الاسد الذي يخوض قتالا من دون هوادة مع المعارضة المسلحة منذ آذار/مارس 2011.
وقال متحدث باسم الرئاسة الروسية الاربعاء "نتوقع ان نحصل على فرصة جديدة (...) لتفسير موقفنا المتماسك والواضح جدا والشفاف للجانب البريطاني".
وعلى غرار شركائها الغربيين فان بريطانيا تريد ان يتنحى الاسد لاتاحة عملية انتقالية سلمية.
وكان كاميرون بحث الامر مع بوتين في حزيران/يونيو اثناء قمة مجموعة العشرين في المكسيك.
ولمح حينها الى ان الرئيس الروسي لا يتشبث ببقاء بشار الاسد في السلطة لكن متحدثا باسم الرئاسة الروسية نفى ذلك.
واوضح الاربعاء "لنقل انه خطأ في الترجمة".
وكان بوتين قام بزيارة دولة للندن في حزيران/يونيو 2003. كما زار اسكتلندا في 2005 للمشاركة في قمة مجموعة الثماني.
ويريد الرئيس الروسي ان ينتهز هذه الزيارة لبحث آفاق التعاون الاقتصادي وفي مجال الطاقة وايضا ارضاء شغفه بالجودو (يحمل حزاما اسود) من خلال متابعة المباريات النهائية للاولمبياد في هذه اللعبة، برفقة كاميرون.
وكثيرا ما يتم تصوير بوتين وهو بصدد التباري مع لاعبي الجودو في روسيا.
ويامل كاميرون في ان يتيح هذا الفاصل الرياضي ابرام بعض العقود الكبرى.
واوضح في الاونة الاخيرة ان "اولويتي الرئيسية هي ابرام عقود" و"ليس التركيز على ما يجري فوق" الحلبة.
وكان كاميرون تمكن اثناء زيارته لموسكو نهاية 2011 من ابرام عقود بقيمة 384 مليون يورو.
وبعد فوز بوتين بالرئاسة في آذار/مارس اتصل به كاميرون ليبلغه انه "يتطلع بفارغ الصبر" للعمل معه "لتجاوز العقبات في العلاقات بين البلدين وارساء علاقات سياسية وتجارية اقوى".
فالعلاقات بين البلدين ظلت مضطربة منذ ان قتل العميل الروسي السابق الكسندر ليتفينينكو الشديد الانتقاد لبلاده، في 2006 بلندن.
وغذت قضايا حقوق الانسان هذا الجدل اضافة الى خيبات مجموعة بي بي البريطانية في روسيا التي تسعى للاستثمار في الاحتياطي الهائل من المحروقات في القطب المتجمد الشمالي.
وتخلى عملاق النفط في الاونة الاخيرة عن المشاركة في اقامة خط انابيب الغاز "نورث ستريم" الذي يصل حتى بريطانيا وذلك بسبب التوتر في الشركة المختلطة تي ان كي-بي بي التي تسعى الشركة البريطانية حاليا للتخلي عن حصتها فيها.
ويربط خط انابيب نورث ستريم روسيا والمانيا.
واكدت الصحيفة الاقتصادية الروسية فيدوموستي الخميس ان فلاديمير بوتين لا يمكنه "تفادي بحث القضايا الصعبة" في اشارة الى سوريا، ولكن ايضا الى رسالة مفتوحة وجهها ديفيد ميليباند ومالكولم ريفكيند طلبا فيها الافراج عن "المساجين السياسيين" في روسيا.