أفادت وحدة الإرشاد المهني وقسم السلامة المهنية بوزارة العمل إن التطور التقني الذي شهده العالم وما صاحبه من تطور في الصناعات نتج عنه الكثير من المخاطر التي ينبغي على الإنسان إدراكها وأخذ الحذر والحيطة من الوقوع في مسبباتهـا، كما إن الانتقال من الأعمال اليدوية إلى الأعمال الميكانيكية، ساهم في تطور طبيعة المخاطر الناجمة عن العمل، فالمخاطر الناتجة عن التعامل مع الآلات والحوادث الميكانيكية تشكل نسبة لا يستهان بها من الحوادث الصناعية.
فأماكن العمل من ورش ومصانع ومختبرات تعتبر بيئات خطرة وبحاجة إلى أنظمة دقيقة جداً من حيث الآلات الميكانيكية والأجهزة الحساسة، والمواد الخطرة الناتجة عنها، وما غير ذلك.
وفي هذا الجانب فإن المخاطر الميكانيكية الناتجة عن العمل على الآلات والمعدات الخطرة يمكن تعريفها بأنها كل ما يتعرض له العامل في مكان العمل من الاصطدام والاتصال بين جسمه وبين أحد أجزاء الآلة الميكانيكية ويكون ذلك أثناء حركة أحدهما. وأهم هذه الأجزاء هي الأعمدة والعجلات المتحركة، والبكرات وأدوات القطع الدوارة والمسببة للاحتكاك. كما ان معظم الإصابات تكون نتيجة الاصطدام بأجزاء الآلة أو تطاير أجزاء منها أو نتيجة انحشار أجزاء من الجسم بين الأجزاء المتحركة أو الدوارة، حيث أن التعرض للمخاطر السابقة يسبب إصابات تأخذ العديد من الأشكال، منها: القطع، التمزق، القص، البتر، الكسر، الالتواء، وكثير من هذه الإصابات قد تسبب عجزا دائما أو مؤقتا، وقد تصل في بعض الأحيان إلى الوفاة.
وقد أوضح القرار الوزاري رقم 15 لسنة 1977 بشأن تحديد وتنظيم الخدمات والاحتياطات اللازمة لحماية العمال أثناء العمل من الآلات الخطرة في مختلف مواده النظام المتبع في العمل على الآلات والمكائن والتي من خلالها يتضح بأنه يجب أن تحتوي – الآلات- على وسائل الوقاية المناسبة مثل الحواجز المختلفة سواء ثابتة أو متحركة حسب طبيعة الآلة، كما يجب أن تتوفر بهذه الحواجز للوقاية الكاملة من المخاطر المحتملة الوقوع وأن تحول دون وصول العامل أو جزء من جسمه إلى منطقة الخطر أو تؤدي إلى عرقلة العامل عن تأدية عمله.
كما تضمن القرار الوزاري ضرورة تدريب العمال على الطرق الصحيحة والمأمونة في استخدام المعدات والآلات وتوفير معدات الوقاية الشخصية، وبالأخص ارتداء الملابس المناسبة بحيث لا تكون أطرافها متدلية، بالإضافة إلى تواجد شخص مؤهل ذي خبرة كافية بجميع التعليمات والخطوات التي يجب اتخاذها في حالة الطوارئ، إلى جانب أن تتخذ كافة التدابير لمنع تواجد أو اقتراب أي أشخاص آخرين من الأجزاء المكشوفة الخطرة من الآلات.
ولا يمكن أن نغفل عن دور مشرف العمل في متابعة الصيانة الدائمة والمستمرة للآلات التي يجب تنفيذها من قبل أشخاص متخصصين، كما يجب إعادة كافة الحواجز والأدوات الوقائية إلى مكانها بعد الانتهاء من الصيانة، إلى جانب ترتيب وتنظيم مكان العمل عن طريق وضع الأجهزة والآلات في أماكن مناسبة، بحيث يتم عزل الخطرة منها عن غيرها، وتخصيص ممرات كافية بين الآلات لتسهيل حركة العمال وضمان بيئة عمل سليمة من الإصابات والحوادث.
فالسلامة المهنية بالطبع مسؤولية كل فرد في موقع العمل ومرتبطة بعلاقة متعددة مع من حوله من الأشخاص والآلات والأدوات والمواد وطرق التشغيل وغيرها، فالسلامة المهنية لا تقل عن أهمية الإنتاج وجودته والتكاليف المتعلقة به. فقد أصبحت للسلامة أنظمة وقوانين يجب على العاملين معرفتها كما يجب على الإدارة تطبيقها وعدم السماح للعاملين بتجاوزها، وأن يتم تدريب العاملين على هذه الأنظمة حتى يمكن تلافي العديد من مخاطر العمل التي تحدث للعمال في بيئات العمل المختلفة.