ارتبط اسم الحكم الدولي المتقاعد علي جاسم كمنكة بتحكيم لعبة كرة القدم في سيتينيات وسبعينيات القرن الماضي ، وكان من الحكام اصحاب الشخصية القوية التي تفرض سيطرتها على المباريات التي تقام على الملاعب المفتوحة.
بدأ مشوار التحكيم العام 1958 بعد ان تدرب على يد خبير كرة القدم البحرينية جاسم المعاوده في فريق النسور , واختيرعضوا في لجنة الحكام بتاريخ 1972 وتم ترشيحه للحصول على الشارة الدولية في أكتوبر/ تشرين الأول 1976، وقام بتحكيم مباريات الدورة العربية في الكويت العام 1963 وبطولة كأس العرب في العراق 1966 ودورة كأس الخليج الثالثة في الكويت العام 1974 واعتزل التحكيم العام 1978 لكنه استمر في خدمة التحكيم لمدة تزيد على55 عاما ، كان خلالها نعم الشخص المخلص للعبة كرة القدم، كما شارك في العمل الإداري في الاتحاد والأندية. وعشق التمثيل وكان ممثلا في اسرة هواة الفن . وفيما يلي استعراض لبعض من صور أرشيفه الخاص :
الحكم الدولي على كمنكة كان من أفضل الحكام القادرين على إدارة المباريات التي كانت تقام على الملاعب المفتوحة على رغم المشاكل التي كانت تواجه الحكام من جمهور متعصب غير ملم بأمور التحكيم أو لاعبين متوترين، وكانت لجنة الحكام توكل إليه كل المباريات القوية الحساسة التي تشعر بأنَّ وراءها مشاكل مثال على ذلك حينما يلتقي فريق الترسانه مع فريق التاج.
وحينما سألناه عن سبب نجاحه وقوة شخصيته أجاب «في الأساس أنا كنت أعمل في مهنة التدريس ردحاً من الزمن وهذه المهنة أعطتني الاحترام من اللاعبين وأفراد المجتمع لدرجة أنَّهم لا يقولون الحكم الفلاني بل الأستاذ الفلاني، بالإضافة إلى إلمامي الكامل بالقانون ونظرتي الثاقبة للمباريات والإلمام بأمور الفريقين وجماهيرهما؛ لذلك كنت أمتلك الثقة التي تجعلني آخذ القرار المناسب في الوقت المناسب».
وعن أسوأ مباراة أدارها قال: «لم تكن هناك مباراة سيئة بالنسبة لي ولكن أتذكر في بدايات التحكيم في النصف الأخير من خمسينيات القرن الماضي كنت أحكم مباراة بين النسور وفريق جولستان وأثناء المباراة اعترض على أحد القرارات لاعب جولستان عبد الرحيم جمال، وحينما هددته بالطرد لكمني في فكي ما سبب جرحاً كبيراً، إلا أنَّ الأمور لم تسِرْ بعدها بشكل طبيعي فقد أحاطت به الجماهير وأوسعته ضرباً لدرجة أنه لم يكن يستطيع المشي، فذهب إلى مركز الشرطة يشتكي بأنني من ضربته على طريقة المثل القائل «ضربني واشتكى» لكن تدخل بعد ذلك أولاد الحلال وتصالحنا وانتهى كل شيء!».
العدد 3633 - الجمعة 17 أغسطس 2012م الموافق 29 رمضان 1433هـ