استؤنف الانتاج اليوم الاثنين (20 أغسطس / آب 2012) في منجم "لونمين" للبلاتين في شمال جنوب أفريقيا ، حيث لقي 44 شخصا حتفهم في مصادمات بين العمال المضربين والشرطة.
لكن آلاف العمال الذين يطالبون بزيادة الاجور واصلوا إضرابهم عن العمل.وقالت شركة لونمين في بيان " لم يحضر تقريبا سوى ثلث القوة العاملة والبالغ قوامها 28 ألف عامل نوبات عملهم الصباحية اليوم" مع استبعاد العاملين بعقود خارجية وعددهم نحو 10 آلاف عامل.
وأضافت شركة التعدين أن "الغالبية الكبرى من العمال لم تكن مضربة عن العمل لكنها لم تتمكن من العمل منذ بدء أعمال العنف التي صاحبت الإضراب الأخير غير القانوني في المناجم".
وتناقص المخزون لدى الشركة على مدى الاسبوع الماضي بينما ارتفع سعر البلاتين فيما ينتاب القلق المستثمرين بشأن مستويات الانتاج.
وتقول شركة لونمين المسجلة في بورصتي لندن وجوهانسبرج والتي تغطي أكثر من 10 في المئة من الطلب العالمي على البلاتين إن العمال المضربين لم يقدموا أي رسائل رسمية بخصوص شكاويهم أو مطالبهم.
في الوقت نفسه قررت الشركة تمديد المهلة النهائية للمرة الثانية للعمال قائلة إنهم يواجهون مصير الفصل في حال رفضهم العودة للعمل بحلول غد الثلثاء.
من ناحية أخرى تظاهرت زوجات وشقيقات عمال المناجم أمام محكمة في إقليم نورث ويست حيث يواجه 259 عاملا اتهامات تتراوح من القتل إلى الشروع في القتل والسطو المسلح وعشرات المخالفات الاخرى المرتبطة بأعمال العنف في الاسبوع الماضي.
وتقول كثير من الاسر إنها لم تستطع معرفة مكان أقربائهم من العمال الذين فقدوا أثناء أعمال العنف.ومن المتوقع أن تواصل المحكمة إبقاء الكثير من المتهمين رهن الحبس الاحتياطي حتى الاسبوع المقبل لمنح الوقت للقضاة لسماح قضاياهم والنظر في الافراج عنهم بكفالة.
كما أعلن الحداد لمدة أسبوع في البلاد وسط حالة من الصدمة في أنحاء جنوب أفريقيا بسبب حوادث العنف التي تعد الاسوأ منذ انتهاء سياسة التمييز العنصري عام 1994 .
وتقول الشرطة إنها كانت في حالة دفاع عن النفس الخميس الماضي بمنجم شركة لونمين للتعدين في ماريكانا غرب العاصمة بريتوريا، عندما قتل بالرصاص 34 من العمال المشاركين في الاضراب، الذي نظم بدون تصريح.
ولقي عشرة أشخاص، بينهم اثنان من الشرطة، حتفهم في الايام السابقة لذلك، تحول الإضراب إلى اشتباكات دامية بين الأطراف.بدأ حوالي 3 آلاف عامل إضرابا في العاشر من آب/أغسطس الجاري ، للمطالبة برفع الأجور بنسبة 200 في المئة ، وقالوا إن الاجر الحالي الذي يبلغ 4500 راند (450 دولار) شهريا غير منصف.
وتوجهت لجنة حكومية رفيعة المستوى ، يقودها وزراء ومسئولون بارزون، إلى المنجم للمساعدة في تسوية الموقف المتوتر، بما في ذلك تقديم المساعدة لأسر القتلى.
وكان الرئيس زوما قرر تشكيل اللجنة يوم الجمعة للتحقيق في الاضطرابات التي اندلعت بالمنجم.
وقال المتحدث الرئاسي ماك ماهاراج: "يجب التأكد من أن الحق في الاحتجاج مكفول ومصان ، ولكن ينبغي أن نضمن ألا يتطور ذلك إلى أعمال غير مشروعة"، وناشد الشعب عدم اثارة التوترات خلال فترة الحداد.
يذكر أن شركة لونمين هي ثالث أكبر منتج للبلاتين في العالم.
وأدى العنف الذي اندلع في العاشر من آب/أغسطس الجاري في ماريكانا إلى هبوط أسهم الشركة لما يصل إلى 17 بالمئة .