العدد 3636 - الإثنين 20 أغسطس 2012م الموافق 02 شوال 1433هـ

القرن الإفريقي: توقعات بتفاقم انعدام الأمن الغذائي

من المتوقع أن تتفاقم مشكلة الأمن الغذائي في شرق منطقة القرن الإفريقي نتيجة لسقوط أمطار أقل مما كان متوقعاً خلال الموسم الرئيسي الذي يستمر من مارس/ آذار إلى مايو/ أيار 2012.

وقد حذر نظام الإنذار المبكر بالمجاعة التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية من أن معدل سقوط الأمطار في هذه الفترة سيتراوح ما بين 60 و80 في المئة من المتوسط طويل المدى، وأن احتمال تحقق الحد الأدنى يبلغ 30 في المئة.

وذكر نظام الإنذار المبكر بالمجاعة في تقريره الصادر بتاريخ (3 أبريل/ نيسان 2012) أنه «من المرجح أن تحدث زيادة في حجم السكان الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وكذلك زيادة في حدة انعدام الأمن الغذائي».

وحذر التقرير من «آثار جسيمة على إنتاج المحاصيل وتجدد المراعي وتجدد الموارد المائية» في المنطقة التي عانت في العام 2011 من واحدة من أسوأ الأزمات الغذائية الناتجة عن الجفاف على مدار عقود.

وتعتبر الفترة الممتدة من مارس إلى مايو هي الموسم الرئيسي لهطول الأمطار في المناطق الرعوية والزراعية في شمال كينيا وإثيوبيا وأجزاء من الصومال، ويسقط خلال هذا الموسم ما بين 50 و60 في المئة من الأمطار السنوية في المنطقة.

وفي محاولة لمنع تحول الصدمات المناخية في المستقبل إلى أزمات إنسانية جديدة، أطلقت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، وهي هيئة إقليمية، وشركاء التنمية الدولية مبادرة لتعزيز المرونة والقدرة على الصمود في المنطقة.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قالت المفوضة الأوروبية لشؤون التعاون الدولي والمساعدات الإنسانية والاستجابة للأزمات كريستالينا جورجيفا: «لقد خصصنا مبلغ (340 مليون دولار) لدعم برامج التكيف، وعلى رغم استحالة حل المشكلات بين عشية وضحاها، إلا أنه من المهم تقدير الحاجة إلى استثمارات طويلة الأجل في مجالات مثل التعليم والمياه والحاجة إلى تحديد المشكلات في وقت مبكر والتعامل معها في الوقت المناسب. فالناس يحتاجون إلى المساعدة لتحقيق التعافي السريع من الكوارث».

وحسبما أفاد وزير الزراعة الإثيوبي سيلشي غيتاهون، الذي يوجد في بلاده نحو 3.2 ملايين شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، فإن الالتزام السياسي من قبل الدول الأعضاء في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية - بغض النظر عن دعم شركاء التنمية - سيلعب دوراً حاسماً في إيجاد حلول مستدامة لمساعدة الناس على مواجهة آثار موجات الجفاف المتكررة في المنطقة.

حان وقت «التغيير»

وأضاف سيليشي أن «لا يمكننا نحن الحكومات الإقليمية التحدث عن الشيء نفسه (الجفاف) مراراً وتكراراً من دون أن نفعل شيئاً لمساعدة الناس. لقد حان الوقت للحكومات الإقليمية أن تحدث تغييراً».

وفي حوار مع شبكة الأنباء الإنسانية، أفاد وزير التنمية البريطاني ستيفن اوبرين بأن «دعم برنامج التكيف والمرونة هو جزء مهم من الدعم والاستجابة الإنسانية، ويوفر طريقة أكثر استدامة للتعامل مع الكوارث».

وسيكون توفير البذور المقاومة للجفاف والمياه والتعليم وكذلك الاستثمار في تقنية التنبؤ بالأحوال الجوية والتوسع في برامج التغذية من بين الأمور التي سيتم إعطاؤها الأولوية.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية، قال السكرتير التنفيذي للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية محبوب معلم، إن حل النزاعات المختلفة في منطقة القرن الإفريقي، التي شهدت نزوح الآلاف ومقتل أعداد أكبر، سيكون خطوة حاسمة في تحسين قدرة الناس على الصمود في مواجهة الكوارث.

وأضاف أنه «في مواجهة كوارث مثل الجفاف والمجاعة، تتعطل سبل العيش، ولا يمكن تجاهل الجهود الرامية لوقف الصراعات المختلفة التي نراها في القرن الأفريقي لأن الناس لا يستطيعون الصمود في حالة استمرار الصراعات».

العدد 3636 - الإثنين 20 أغسطس 2012م الموافق 02 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً