بعد معاناة الملعب المُخصص لفرق كرة القدم بالنادي الأهلي، بدأت الآن معاناة أخرى تتمثل في عطل المكيفات الخاصة بالصالة الرياضية في النادي والذي أدى إلى إرباك كبير في إعداد الفرق المُختلفة، إذ أصبح الحال سيئاً في أحد أكبر الأندية البحرينية ومن ضمن الأكثر تنافساً في مُختلف البطولات.

والمعاناة الأولى تختص بفرق كرة القدم بالنادي، إذ أنه لا يمتلك سوى ملعب واحد ذي أرضية صناعية، وهذا الملعب تتدرب عليه 5 فرق في اليوم الواحد، وهي المدرسة (البراعم)، الأشبال، الناشئين، الشباب والفريق الأول وبالتأكيد هذا أمر صعب للغاية إن لم نسمه بالمأسوي، خاصة اننا ذكرنا ان الوضع هنا يتعلق بالنادي الأهلي أحد أكبر الأندية المحلية وصاحب الصولات والجولات في جميع الألعاب، فما بالكم لو كان الحديث يختص بأحد أنديتنا الصغيرة، فكيف سيكون بها الحال حينها؟.

وتصوروا كيف أن الأمور أحياناً تحصل في هذا الملعب، إذ يتم تقسيمه لأربعة أقسام، وتقوم كل فئة من الفئات العمرية بالتدريب على ربع ملعب، ولمدة ساعة ونصف تقريباً، في حين أن لاعبي الفريق الأول ينتظرون انتهاء هذا التدريب (الرباعي) كي يأخذوا فرصتهم هم باللعب على هذا الملعب (الفلتة)!، فأي وضع هذا الذي تعيشه رياضتنا؟!، وأكرر أننا نتحدث عن أحد أكبر أنديتنا المحلية.

كيف لهؤلاء اللاعبين أن يتدربوا وكيف لمدربيهم أن يضعوا التمرينات المناسبة لهم والخطط الفنية والتكتيكية، وكيف لهم أن يصقلوا مواهب هؤلاء الصغار إذا ما كانوا يتدربون بشكل شبه يومي على ربع ملعب، والمدرب يكون محظوظاً في اليوم الذي تنشغل فئة أخرى بمباراة ودية خارج أسوار النادي، أو في اليوم الذي تكون هنالك راح لأحد الفرق، فحينها من الممكن أن تتسع رقعة خططه الفنية لتكون على مساحة نصف ملعب!.

أي مواهب ننتظرها وأي لاعبين متميزين ننتظرهم وأي مستقبل ننتظره من كل هؤلاء؟!، بصراحة اللاعب لدينا والأندية عندنا تعيش غالبيتها مآس حقيقية، ويظلون يحفرون في الصخر ومع هذا في أحيان كثيرة نجد منتخباتنا وأندية تُحقق الانجازات لأنها تمتلك ما لا يمتلكه غيرها، فصحيح أن الدول القريبة منا لديها (فائض) من ناحية الملاعب والمنشآت والتجهيزات، لكنها في بعض الأحيان تفتقد للإمكانات البشرية والمواهب، ونحن لدينا هذا (الكنز) الثمين الذي يحسدنا عليه البعض، ولكن لا نعرف كيف نُحافظ عليه، إذ ان هنالك العديد والكثير من هذه المواهب قد ابتعدت عن ممارسة الرياضة من خلال ألعابها المفضلة بسبب عدم وجود الأجواء المثالية، وحتى الإداريين أيضاً، وإلا ماذا يتم تفسير ما يحصل في نادي الشباب حالياً مثلاً، إذ وصلنا الآن لما يُقارب من 3 أشهر ولم يتقدم أكثر من 3 أشخاص لشغل عضوية مجلس الإدارة على الرغم من أن (الماروني) كان من أنجح الأندية بالموسم الماضي من ناحية البطولات الكثيرة التي حققها، إضافة إلى أنها يمتلك بالإمكان أن نعتبره (نموذجياً) إذا ما قارناه بغيره!.

نعود للمعاناة الثانية التي يُعاني منها النادي الأهلي حالياً وتتمثل في المكيفات الخاصة بالصالة، فهذه الأجواء الحارة والخانقة لدينا لا ترحم إطلاقاً، ولكم أن تتخيلوا هؤلاء الصغار كيف بإمكانهم أن يتدربوا لساعة أو ساعتين يومياً في هذه الأجواء القاتلة، ومن يجلس في هذه الرطوبة دون بذل أي مجهود لا يستطيع تحملها، فما هو الوضع بالنسبة لمن يبذل مجهودات كبيرة من خلال الجري والتطبيق الفنية وما شابه؟!.

حقاً الأمور صعبة في أغلب الأندية، وتتطلب التفاتة كبيرة، صحيح أننا في السنوات الأخيرة شهدنا (طفرة) واضحة من ناحية المنشآت ولكننا مازلنا متخلفين عن الكثير من الدول التي هي في (حجمنا) وقريبة منا، وإذا ما نشدنا التطور فلابد أن يشمل ذلك العديد من الجوانب الهامة ومن ضمنها المنشآت، وإلا فالوضع الحالي سيستمر، فغيرنا يتقدم عشرات الخطوات بسهولة ونحن نتقدم خطوة واحدة وبسرعة السلحفاة!.