وجّه رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة إلى تجسيد الأمر الملكي السامي بضرورة إقامة حفل سنوي مميز تكريماً لأصحاب الإنجازات الرياضية في مختلف الألعاب، ووضع التصوّر النهائي للحفل الذي يساهم في تحفيز الرياضيين على بذل المزيد من الجهود لتحقيق إنجازات تساهم في تشريف مملكة البحرين في شتّى المناسبات والمحافل الرياضية.
كما وجّه سموّه بإنشاء مدارس رياضية في مختلف محافظات المملكة، تهدف إلى تحقيق التوازن بين الجانب الأكاديمي للطالب البحريني وتسمح له بمزاولة الأنشطة الرياضية، مما يحقّق طموحات الطالب والأسرة والقائمين على المنظومة الشبابية والرياضية في تسهيل اكتشاف المواهب والقدرات الرياضية، وتسمح بالتالي في صناعة بطل رياضياً متفوقاً أكاديمياً قادر على خدمة المجتمع البحريني.
جاء ذلك خلال الاجتماع الأول للمجلس الأعلى للشباب والرياضة للعام 2012، والذي عُقد أمس الأول في مقر الأمانة العامة للمجلس بضاحية السيف، وترأسه سموّه بحضور الأعضاء نائب الرئيس الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة ووزير المالية الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة ووزير الأشغال عصام خلف ووزير التربية والتعليم ماجد النعيمي والأمين العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة ورئيس المؤسّسة العامة للشباب والرياضة هشام الجودر.
كما حضر الاجتماع الشيخة حياة بنت عبدالعزيز آل خليفة وعضو مجلس الشورى علي عبدالرضا العصفور والرئيس التنفيذي لشركة ناس سمير بن عبدالله ناس ومدير عام شركة شيفرون عبدالمجيد حاجي شفيع ومساعد مدير العلاقات العامة علي حسين شرفي.
وحضر الاجتماع بالإضافة لأصحاب المعالي والسعادة أعضاء المجلس، الأمين العام للجنة الأولمبية الشيخ أحمد بن حمد آل خليفة ومدير إدارة التخطيط والسياسات والمتابعة بالوكالة في المجلس راشد عبداللطيف الزيّاني ومدير إدارة الموارد والخدمات ومروان كمال ومقرّر الاجتماع محمود بحران.
الأمر الملكي عنوان لعطاء الرياضيين
رحّب ناصر بن حمد في بداية الاجتماع بأعضاء المجلس، مشيداً بالجهود المضنية التي يبذلونها في سبيل رفعة وازدهار الحركة الرياضية والشبابية في المملكة، وبيّن أن الأمر الملكي السامي والقاضي بإقامة حفل رياضي يكرَّم فيه الرياضيون من أصحاب الإنجازات، يعطي دافعاً للرياضي البحريني في توظيف طاقاته في سبيل تحقيق الإنجازات سواء على المستوى المحلّي أو من خلال تمثيل المنتخبات الوطنية في المشاركات الخارجية، وهو ما يحقّق آمال وتطلّعات الأسرة الرياضية البحرينية في ازدهار الحركة الرياضية في المملكة ويعزّز من المكتسبات التي تحقّقت في الأعوام السابقة.
وأشار سموه إلى ضرورة وضع التصوّر العام للحفل، وتحديد موعد زمني لإقامته سنوياً، مشدّداً على أن يكون الحفل ذا قيمة مميزة ومختلف من الناحية التنظيمية وفق أحدث المعايير والمتطلّبات الفنية التي تكفل بإخراجه في أفضل صور التنظيم الرياضي والتي تؤكد مكانة الرياضيين من أصحاب الإنجازات وتساهم على تحفيز جميع الرياضيين في مختلف الألعاب الرياضية في تكثيف جهودهم للوصول إلى منصّات التتويج، ما يشكل إضافة كبيرة على الرياضة البحرينية من خلال وضع قاعدة راسخة للتنافس الرياضي.
وعن إطلاق الفكرة التي أطلقها سموّه والتي تهدف إلى إنشاء مدارس رياضية في مختلف محافظات المملكة، أكد ناصر بن حمد أن المدارس الرياضية تتميز بشمولية الخدمات التي تقدّمها، مشيراً إلى أن ما يميّزها أنّها تولي أهمية كبيرة بالجانب الصحّي في حياة الفرد من خلال التركيز على ممارسة الأنشطة الرياضية، وهو الأمر الذي يسمح بالتأكيد في اكتشاف المواهب الرياضية في سنّ مبكرّة، ممّا يسهّل إمكانية الوصول لتلك المواهب والاعتناء بها وتطوير قدراتها في سنّ مبكرة.
كما أشار سموّه الى أن تلك المدارس لا تغفل عن الجانب الأكاديمي للطالب وهو ما كان يشكّل قلقاً لدى الأسرة بأن تركيز الطفل فقط على الرياضة، وتداعيات ذلك على التحصيل العلمي لدى الطالب، مشيراً إلى أن فكرة المدارس الرياضية وتطبيقها بالأساليب العلمية الدقيقة، يساهم في إزالة حاجز الخوف لدى الأهالي وعلى العكس يساعد في تشجيعهم على إيفاد الطلبة إلى تلك المدارس.
وأكّد الشيخ ناصر بن حمد ضرورة عمل دراسة على أبرز الأنشطة الرياضية التي تُمارس بحسب طبيعة المناطق الجغرافية في المملكة من حيث الألعاب الأكثر شعبية في كل منطقة، والتركيز في المدارس الرياضية على ميول الطلبة في ممارسة الألعاب والتي قد يكون للعبة الممارسة بحسب طبيعة المنطقة دور كبير في نجاحها.
الاهتمام بالجانب الترفيهي لتلبية حاجات الشباب
وشدّد رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، على إيلاء الشباب البحريني أهمية كبيرة في الخطط والبرامج المستقبلية للمجلس، ودعا إلى تأسيس برامج وأفكار تولي الجانب الترفيهي أكثر اهتماما، مشيراً إلى أنها تساهم كثيراً في تفريغ طاقاته بما يحقّق الراحة الذاتية والنفسية عند الشاب.
وبيّن سموه إلى أن الدور الهام الذي تمثّله فئة الشباب في المجتمع البحريني يحتّم على الجميع وضع أولوية كبرى لهذا القطاع، ودمجه في أن يكون فعّالاً في النسيج الوطني وشريكاً هامّا في خدمة ورقي المجتمعات، كما أشار سموّه إلى ضرورة إقحام الشباب البحريني والاستفادة من قدراته في إنجاح المشاريع الرياضية والشبابية والتي يأتي في مقدمتها على سبيل المثال تنظيم المملكة لدورة كأس الخليج الحادية والعشرين لكرة القدم.
استعدادات خليجي 21
واستمع ناصر بن حمد إلى شرح تفصيلي عن آخر استعدادات مملكة البحرين لاستضافة دورة كأس الخليج الحادية والعشرين لكرة القدم، إذ رفع الأمين العام للمجلس رئيس اللجنة التنفيذية في دورة كأس الخليج الشيخ سلمان بن إبراهيم تقريراً رسمياً عن آخر مراحل الاستعداد بيّن فيه أهم منجزات اللجان العاملة في الدورة حتى اللحظة.
وأكّد سلمان بن إبراهيم أن توجيهات سموّه كانت القاعدة التي ارتكزت عليها اللجان العاملة في الدورة وانطلقت من خلالها الاستعدادات المكثّفة الجارية حالياً لعكس الصورة المشرقة عن البحرين في استضافة هذا الحدث الكروي المنتظر، مشيداً بتعاون الوزارات والهيئات الحكومية في إنجاح الدورة من خلال الخدمات التي باتت تقدّمها.
وطمأن الأمين العام للمجلس سمو رئيس المجلس والأعضاء بأن الجوانب التنظيمية في الدورة تسير وفق الخطط الموضوعة لها بدقّة متناهية، وبيّن شهادة لجنة التفتيش الخاصّة بالكشف عن استعدادات المملكة لاستضافة الدورة، التي أكّدت رضاها عن الانجازات التي تحقّقت منذ إسناد تنظيم الدورة إلى المنامة.
ورفع مدير إدارة التخطيط والسياسات التابعة بالوكالة في المجلس الأعلى للشباب والرياضة راشد عبداللطيف الزيّاني مشروع استيراتيجية عمل الأمانة العامة للمجلس والتي تتضمنّ الكثير من الدراسات التي قامت بها الأمانة تحت مفهوم تعزيز الانتماء للوطن والقيادة من خلال خلق قاعدة سليمة لمختلف الفئات العمرية والألعاب الرياضية، وتضمنّت الكثير من البنود التي تتعلّق بكيفية النهوض بقطاع الشباب والرياضة في المملكة.
وأكّد الزياني أن الدراسة تتلخّص أيضاً بزيادة وعي المجتمع البحريني بمفهوم الرياضة وأثرها في تطور المجتمعات، وربطها بضرورة الاهتمام بممارسة الأنشطة الرياضية، كما تشير الدراسة إلى التركيز على كافة فئات المجتمع البحريني من مواطنين ومقيمين وعدم حصر التركيز على الاهتمام بالمقبلين على ممارسة النشاط الرياضي فحسب.
وبيّن الزيّاني أن دراسة الأمانة العامة خضعت للكثير من المعايير الدقيقة تخلّلها زيارة فريق عمل يضم أصحاب كفاءة وخبرة في الأمانة العامة والمؤسسة العامة للشباب والرياضة واللجنة الاولمبية ووزارة التربية والتعليم الكثير من الدول للاستفادة من تجاربهم في هذا المجال، واستشهد بالتجربة السنغافورية التي بدأت تعطي نتائج فعّالة في المجتمع السنغافوري من خلال الإحصاءات والأرقام الرسمية التي تؤكّد زيادة ممارسة النشاط الرياضي من خلال تغيير المفهوم السائد.
المؤسّسة تكشف خطّتها المستقبلية للأعوام 2012 – 2016
ورفع رئيس المؤسّسة العامة للشباب والرياضة هشام محمد الجودر خطّة المؤسّسة للأعوام من 2012 – 2016، والتي حملت رؤيا (بحريني الهوية، عالمي العطاء)، وبيّن أنّ رسالة المؤسّسة في المرحلة المقبلة هي مواكبة التطورات العالمية في مجال الشباب والرياضة، وترجمتها إلى مجموعة من البرامج الشبابية والرياضية لتمكين الشباب من إثراء العملية المستدامة والتنافسية في المملكة.
وأكد الجودر إلى أن المؤسسة ترتكز في عملها على السياسات العامّة للمجلس الأعلى للشباب والرياضة وبرنامج عمل الحكومة ومرئيات الحوار الوطني بالتنسيق مع مجلس التنمية الاقتصادية والمؤسسات والدوائر الرسمية التي مثّلت شراكة استيراتيجية واعدة نحو تطبيق رؤى وأهداف القيادة.
ورفع الجودر شرحاً مختصراً عن أبرز منجزات المؤسسة المؤسّسة في الأعوام السابقة، والتي جاء في مقدمتها الإشراف على أكثر من 90 ناديا ومركزا شبابيا في مختلف أنحاء المملكة، بالاضافة إلى استحداث وصيانة وترميم العديد من المنشآت الرياضية التي توفّر البيئة المناسبة لممارسة الأنشطة الرياضية والاهتمام بدور المرأة في هذا الجانب، على رغم ضعف الإمكانات الاقتصادية لدى المؤسسة.
اللجنة الأولمبية تستعرض إنجازاتها ومبادراتها
كما رفع الأمين العام للجنة الأولمبية الشيخ أحمد بن حمد آل خليفة تقريراً يتضمن أبرز إنجازات اللجنة الأولمبية في الأعوام 2010 – 2012 والتي كان في مقدّمتها تطوير التشريعات الأساسية مثل النظام الأساسي واللوائح الداخلية وزيادة الهيكل الوظيفي الذي يغطّي المشروعات الواعدة للجنة وزيادة ميزانيات الاتحادات الرياضية، والذي ساهم في استضافة دورة الألعاب الرياضية الخليجية الأولى ودورة الألعاب الشاطئية الخليجية الأولى وطرح فكرة جائزة سمو الشيخ ناصر بن حمد للبحث العلمي في المجال الرياضي.
وأشار أحمد بن حمد أن الانجازات استمرت من خلال تحقيق ما مجموعه 607 ميدالية في مختلف الألعاب أبرزها الميدالية الأولمبية التاريخية التي تحقّقت في أولمبياد لندن الأخيرة عن طريق مريم جمال، بالإضافة إلى الكثير من الميداليات في دورة الألعاب العربية والخليجية، مؤكّداً أنّ ذلك الحصاد من الميداليات هو الأكثر في تاريخ الرياضة البحرينية.
وختم الأمين العام تقريره بالتأكيد على أن اللجنة الاولمبية تطرح مبادراتها بعدم التركيز في خططها وبرامجها على البعد الرياضي فحسب، بل يشتمل الأبعاد الاقتصادية والتعليمية والصحيّة والاجتماعية والبيئية والثقافية والاستثمارية.
العدد 3654 - الجمعة 07 سبتمبر 2012م الموافق 20 شوال 1433هـ