قالت منظمة الصحة العالمية اليوم الثلثاء (11 سبتمبر/ أيلول 2012م) إن فريقا تابعا لها زار محافظة حمص السورية الأسبوع الماضي ووجد وضعا إنسانيا "خطيرا ومتدهورا" وإن واحدا من بين كل أربعة من السكان بحاجة لمساعدات إنسانية.
وتقع حمص في وسط سوريا وهي ساحة رئيسية للقتال في الانتفاضة السورية التي اندلعت قبل 18 شهرا حيث يقاتل معارضون القوات الحكومية المؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد.
وقال المتحدث باسم المنظمة طارق جسارفيتش في إفادة صحفية في جنيف إن نصف المستشفيات العامة في المحافظة وثلاثة أرباع مستشفياتها الخاصة لا تعمل وإن المستشفيات التي ما زالت مفتوحة تعمل بقدرة منخفضة وانها مكتظة بالحالات.
وأضاف أن معظم الأطباء غادروا وأن أكبر مستشفى في حمص -وبه 350 سريرا- دمر بالكامل.
وقال "ورد أنه لم يعد هناك سوى ثلاثة جراحين فقط في المحافظة."
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن 550 ألف شخص من بين سكان المحافظة وعددهم 2.2 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
وقال جسارفيتش إنه الى جانب الحاجة للرعاية الصحية فهناك حاجة عاجلة للغذاء والمأوى والماء والصرف الصحي والتعليم.
وقبل اندلاع الانتفاضة ضد الأسد كانت سوريا تنتج 90 في المئة من استهلاكها من الأدوية والعقاقير لكن الانتاج تضرر بسبب القتال ونقص المواد الخام وتأثير العقوبات وارتفاع تكاليف الوقود.
وقالت المنظمة في وقت سابق إن 90 في المئة من مصانع الأدوية في سوريا تقع في محافظات حلب وحمص ودمشق وإن أضرارا كبيرة لحقت بها بسبب الصراع.
وكانت مدينة حمص مثار اهتمام العالم في فبراير/ شباط ومارس/ آذار ومجددا في يونيو/ حزيران عندما تعرضت أحياء تسيطر عليها المعارضة لقصف حكومي استمر لأسابيع ونيران قناصة مما أسفر عن سقوط مئات القتلى.
وقال جسارفيتش "هناك 150 مدرسة تؤوي نازحين. توفر الملاجئ التي افتتحت مؤخرا ظروف معيشة سيئة. ليست هناك كهرباء وخدمات الماء والصرف الصحي ليست كما يجب. القمامة تتراكم ولم تجمع منذ عدة أسابيع."
وعرقل القتال الحصول على الماء واستخدام خدمات الصرف الصحي بالاضافة إلى متابعة التطعيمات ويوجد نقص حاد في المواد والأدوية ذات الاهمية الحاسمة في انقاذ الحياة مثل الامصال والإنسولين والأكسجين والنيتروجين ومواد التخدير وأدوات الحقن بالوريد.
ويعيش معظم العاملين في مجال الصحة بالمدينة في المنطقة الريفية المحيطة ولا يمكنهم الذهاب إلى أعمالهم.
ومعظم المنشات الصحية بها متطوعون غير مدربين.
وقال جسارفيتش إن الوضع سيصبح أكثر الحاحا بسبب اقتراب الشتاء. وتعتزم منظمة الصحة العالمية تزويد مدينة حمص السورية بأدوات صحية اساسية وادوات اختبار الماء بينما سيراقب الهلال الأحمر العربي السوري جودة الماء ويخزن الامدادات الطبية ومستلزمات مراقبة الماء تأهبا لأي تفش محتمل.
وطلبت المنظمة من وزارة الصحة السورية إعداد خطة لتوزيع التطعيمات تشمل محافظة حمص.