بدأت محكمة شمال القاهرة اليوم الأربعاء (26 سبتمبر/ أيلول 2012م) محاكمة قبطي مصري بتهمة ازدراء الأديان وتحقير الذات الإلهية بعد اتهامه بانه نشر على صفحته على موقع فيسبوك مقاطع فيديو من الفيلم المسيء للاسلام الذي فجر موجة من الغضب والعنف في عدد من البلدان الإسلامية.
وقررت المحكمة تأجيل النظر في القضية الى 17 تشرين الاول/اكتوبر المقبل لإتاحة الفرصة لمحامي صابر لدراسة القضية.
وألقي القبض على ألبير صابر (27 عاما) في 13 أيلول/سبتمبر الجاري بعدما تجمهر مئات المسلمين الغاضبين تحت بيته متهمين اياه بنشر مقاطع من الفيلم المسيء للاسلام على الانترنت، وقام ألبير بالاتصال بالشرطة لحمايته لكن الأخيرة ألقت القبض عليه ليقدم للمحاكمة بتهمة ازدراء الديانتين الإسلامية والمسيحية، وفقا لمنظمات حقوقية.
ويواجه صابر تهما تصل عقوبتها للسجن خمس سنوات.
وقال صابر، الذي ظهر في قفص المحكمة شاحبا وحليق الرأس بزي الحبس الاحتياطي الأبيض، لفرانس برس "أنا متهم بأشياء لم أفعلها على الإطلاق"، متابعا "حسابي على الفيسبوك مسروق منذ 2010 وقمت بتحرير محضر بذلك".
وأضاف ان "90% من أصدقائي مسلمون ونأكل ونشرب سويا ولا اكره أي دين"، مضيفا ان "بعض المتشددين استغلوا الفيلم وقدموني كبش فداء".
وتابع صابر وقد بدت على وجهه آثار عراك "تم التحقيق معي تحقيقا دينيا.. المحقق سألني عن إيماني بالقرآن وعن معتقدات ديني"، متابعا "كما تعرضت للتمييز أثناء التحقيق فتم طرد المحامي الذي حضر معي عندما اعترض على الأسئلة الدينية".
وأضاف "معتقدي الديني ليس محل نقاش مع الناس".
ومنع القضاة دخول المصورين للقاعة لكنهم عادوا وسمحوا بالتصوير، ليتدافع عشرات المصورين باتجاه المتهم الذي أشار لهم بعلامات النصر وهو يضحك.
وقال صابر الذي ظل مبتسما طوال المحاكمة وطلب من أمه عدم البكاء، "هذه ليست نتيجة الثورة التي قمنا بها"، مضيفا "أنا ناشط سياسي ولا انتمي لحركة سياسية معينة ويتابعني أكثر من 4 ألاف متابع على الانترنت".
وتأتي القضية فيما يشعر المصريون الاقباط بالقلق ويخشون من ان يدفعوا ثمن الفيلم المسيء للاسلام الذي انتجه في الولايات المتحدة قبطي يقيم في هذا البلد.
ويشكو الاقباط منذ سنوات من تعرضهم للتمييز وخصوصا من عدم تعيينهم في الوظائف العليا في الدولة ومن فرض قيود على بناء الكنائس.
وتعهد الرئيس المصري محمد مرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين الثلثاء، في تصريحات على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، بحماية حقوق النساء وغير المسلمين وبأن تظل مصر دولة تعددية مدنية.
وقال مرسي امام منتدى نظمه الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون، "لدينا حقيقة دولة جديدة ديمقراطية ومدنية في مصر: دولة غير دينية وغير عسكرية".
واضاف ان "كل المصريين يمثلون الاغلبية: الرجال والنساء والمسلمون والمسيحيون .. من دون تمييز على اساس الدين والجنس واللون".
وأعرب أحمد عزت، محامي المتهم، عن اعتقاده بأن القضية ربطت بقضية الفيلم المسيء للنبي محمد من دون أن يكون لموكله شأن بها.
وقال "البير ليس له علاقة بالفيلم المسيء لكن قضيته أخذت في هذا السياق كجزء من تهدئة الرأي العام الغاضب"، متابعا ان "القضية تدور في إطار من التمييز والإدارة غير الجيدة للعدالة خاصة بحق المنتمين للأقليات".
وحضر الكثير من ناشطي المجتمع المدني، وأغلبهم من المسلمين، المحاكمة بالإضافة لمحامين مسيحيين قالوا إنهم جاءوا للدفاع عن حرية الرأي والتعبير.
وقال عزت "كل ما قام به ألبير هو عقد مناظرات بين الأديان وانتقاد بعض رجال الدين المتشددين"، متابعا "المشكلة في مواد القانون الفضفاضة وليس في ما فعله البير فمواد القانون المتعلقة بازدراء الأديان وإثارة الفتن يمكن تقديم 100 تفسير لها".
من جانبه، قال محمود رفعت المدعي بالحق المدني في القضية "ادعيت بالحق المدني لأنه تم إيذائي معنويا"، متابعا "لقد قال ألبير إن الله ضعيف وان الرسول محمد كتب القرآن للتزوج من النساء"، مضيفا بحدة "أطالب المحكمة بأقصى عقوبة ليكون عبرة لكل العابثين بالدين".
ومنذ القبض على صابر، غادرت أسرته المنزل بعد أن تلقت تهديدات بالقتل إن عادت، بحسب ما اكدت والدته كريمان مسيحة لوكالة فرانس برس.
وقالت مسيحة "انا مصدومة ومرعوبة ولا اصدق أن كل ذلك يحدث لي ولابني"، مضيفة "ليس لنا أي علاقة بالفيلم المسيء لكننا ندفع ثمنه".
واضافت "أدافع عن ابني وعن حقه في التعبير، الم تنادي الثورة بالحرية"، متابعة بينما كانت تمسح دموعها التي انهمرت بغزارة "ربنا هو من سيدافع عنا".
وقال احمد سيف الإسلام المحامي وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، ان "القضية متأثرة بالجو الملتهب المرتبط بالفيلم المسيء واخشى أن تزيد القضية من حالة التوتر بين المسلمين والأقباط".
واضاف "نحن هنا لنضمن لألبير محاكمة عادلة فالعدالة ليس لها علاقة بالأديان"، مضيفا "نريد أن نبعث رسالة مفادها أننا كمسلمين ندافع عن المتهمين بغض النظر عن الأديان".
واحالت النيابة العامة المصرية الثلثاء ثلاثة مسلمين الى المحاكمة من بينهم اثنان متهمان باحراق نسخة من الانجيل بتهمة ازدراء الاديان.