صبراتة، هي مدينة ليبية كان اسمها عند اليونانيين «لبروتون بولس كاي ليمن» (ميناء ومدينة لبروتون) وعرفت بعد فترة باسم «صبراتة».
تذكر المصادر التاريخية أن الفينيقيين هم مؤسسو هذه المدينة، ثم وقعت تحت سيطرة الرومان، ثم الوندال الذين دمروها كغيرها من المدن التي طالتها أيديهم، ثم احتلها البيزنطيون فأعادوا تعميرها إلى أن جاء الفتح الإسلامي. ويذكر ابن خلدون في تاريخه (المجلد السادس منه) أن هذه المدينة كانت قبل الإسلام ملكاً لقبيلة نفوسة البربرية، ولكن الظاهر أن البيزنطيين استعادوها منهم مصالحةً. بيد أنها خربت بعد الفتح الإسلامي؛ حيث فضّل ساكنوها من البيزنطيين (وكانوا يقدرون بزهاء خمسة عشر ألف نسمة بحسب ما تذكر بعض المصادر) الرحيل عنها إلى بلادهم الأصلية.
وقد كان الاسم الذي عرفت به هذه المدينة عند العرب هو (صبره)، وبه ذكرها ابن خلدون في تاريخه، والتيجاني في رحلته، وغيرهما.
وكان يقطن بجانب المدينة بعد الإسلام وربما قبله مجموعة من بربر زواغة، فأخذت المنطقة بكاملها اسم زواغة، وبهذا الاسم تذكرها المصادر التاريخية، ككتاب (التذكار فيمن ملك طرابلس وما كان بها من الأخيار) لابن غلبون، وكتاب (المنهل العذب في تاريخ طرابلس الغرب) لأحمد بك النائب الأنصاري، وبهذا الاسم ذكرها أيضاً الرحالة المغربي العياشي في رحلته (مخطوطة).
العدد 3680 - الأربعاء 03 أكتوبر 2012م الموافق 17 ذي القعدة 1433هـ