العدد 3682 - الجمعة 05 أكتوبر 2012م الموافق 19 ذي القعدة 1433هـ

مهرجان البحرين للموسيقى يصدح بأمسيات من منابع الفن الراقي

في نسخته الحادية والعشرية، انطلق في المنامة مهرجان البحرين الدولي للموسيقى بأمسيات ست، وسحر عالمي لملم الموسيقى العربية والعالمية بكل جهاتها، وذلك بالتزامن مع شهر «الموسيقى» ضمن برنامج «المنامة.. عاصمة الثقافة العربية».

المهرجان الذي نظمته وزارة الثقافة في الفترة 30 سبتمبر/أيلول حتى 5 أكتوبر/تشرين الأول 2012 على مسرح الصالة الثقافية، استقطب روائع الموسيقى العربية والعالمية في حفلات موسيقية سعى المهرجان من خلالها إلى مد جسور التواصل بين العادات الثقافية التي تتكلم لغة الموسيقى، وتتناغم مع نوتات الآلات في أسفارها المتعددة. استضاف المهرجان 6 دول عربية وأوروبية، امتدت من مصر، إلى الأردن، فأرمينيا، ثم السودان، إلى تونس، وصولاً حتى إسبانيا، فترامت ليالي المهرجان في أحضان البيانو والعود، القانون، ومزيج مضاف إلى الأوركسترا.

في بداياته، اقترب المهرجان من الموسيقى العربية، فن الأوبرا تحديدًا، حيث وقفت على خشبة الصالة الثقافية الأوبرالية المصرية نورستا الميرغني بمصاحبة عازفة البيانو مايا جفينيزا، لتمنحان الجمهور مقدارًا من «قصة حب»، ترتحل معهما إلى قصص حالمة، بروعة الملاحم الموسيقية عبر الثقافات المتعددة للعصور والأزمان. قدمت الأوبرالية الميرغني بحسها الساحر وأدائها العذب نخبة من أعمال الأوبرا والمسرحيات الغنائية الأكثر شهرة، بدءاً من المدرسة الكلاسيكية»موزارت» إلى مدرسة «بيلكانتو»، «روسيني»، ومروراً بالمدرسة الرومانسية «بيزيه»، وصولاً إلى أشهر عروض برودواي.

أمسية أرمينية ساحرة

الليلة الثانية أخذت الجمهور إلى أرمينيا، فأشاعت المقطوعات الفريدة من نوعها لآلة القانون، للأرمينية هازميك ليلويان الملقبة بــ «ملكة القانون»، منذ سبعينيات القرن الماضي، والمطورة الرائدة لمدرسة القانون الأرمنية، إذ يتشابك أسلوبها في عزف القانون بعرض للثقافة الأرمينية التي تتداخل في أسلوبها مع المقطوعات الشعبية والمقطوعات الكلاسيكية المعقدة بتناسق دقيق، مستعرضة عبرها تاريخ آلة القانون العريق والغني الأرميني.

وقامت ليلويان بالعزف سوياً مع العديد من الفرق المرموقة في موطنها الأصلي أرمينيا، بالإضافة إلى فرق أخرى من جميع أنحاء العالم.

البوب مع سفير الأردن الثقافي

في الليلة الثالثة من مهرجان الموسيقى كان الجمهور على موعد مع عازف البيانو العالمي الأردني زيد ديراني، الذي ألهب المتذوقين بمزج الموسيقى العربية مع نكهات اللاتينية والكلاسيكية والبوب. فالعازف ديراني لا يداعب أطراف البيانو بل يتجاوز النمط السائد، لذلك وصف من قبل صحيفة الواشنطن بوست «بسفير الأردن الثقافي»، كما أنه قام بإحياء العديد من الحفلات الموسيقية أمام آلاف الناس في جميع أنحاء العالم، من ضمنهم قادة معروفين أمثال الملكة إليزابيث، ونيلسون مانديلا، وحضرة الدالاي لاما وغيرهم. كما حصد ديراني خلال مسيرته الفنية على العديد من الجوائز مثل جائزة وزارة التربية والتعليم الأردنية للفنون، والجائزة العربية الأميركية للموسيقى والفن والأدب (AMAL)، وله أربعة ألبومات تصدرت قائمة الألبومات الأكثر مبيعاً، تحمل رسالة السلام والصداقة بين شعوب العالم.

مبدع من بلاد النيلين

من بلاد النيلين، وقف على المسرح المبدع السوداني محمد الأمين برفقة عاشقته آلة العود، ليتحف الجمهور بغنائه الشعري في الأصيل المتمرغ في التراث والشغف منذ ستينيات القرن الماضي في الليلة الرابعة من المهرجان الموسيقي. ويعتبر الأمين من أهم حملة لواء التحديث والتجديد في الفكر الموسيقي بالسودان، وقد لمع اسمه أولاً عبر الإذاعة السودانية، ثم انتشر صيته عبر أعماله المميزة ليعم جمهور محبيه من جميع أرجاء الوطن العربي. وحرص المبدع الأمين عبر عقود الغناء برصيد غني من الأعمال، وحافظ على تأسيس لون أدائي ولحني متفرد للون الأغنية السودانية الأصيلة، مما ساهم في ترسيخها في وجدان وقلوب أبناء وطنه والعالم العربي عموماً، حيث تميزت أعماله بالرقي الفني والبعد عن الرتابة، واتسامها ببعد وحس رسالي ونضالي عميق تتجلى فيه قيم نبيلة تجسد واقع الشارع. ولحّن الأمين في مسيرته الحافلة أشعار النخبة من مشاهير الشعراء السودانيين والعرب أمثال فضل الله محمد ومحمد علي جبارة ونزار قباني وغيرهم، كما تركت أعمال كوكب الشرق أم كلثوم والموسيقار العملاق محمد عبدالوهاب أثراً واضحاً في أعماله ومسيرته الفنية.

أوركسترا خاصة من تونس

أطلت التونسية عازفة الكمان أمينة الصرارفي وفرقة العازفات، في الليلة الخامسة عبر تقديم أمسية خاصة للأوركسترا، بشيء من روائع الحداثة والأصالة، المستمدة من صميم التراث التونسي المألوف والموشحات، إلى جانب أغانٍ طربية وخفيفة غنية بالإيقاعات العربية والغربية كالفالز والرومبا، تُضاف إليها معزوفات من إنتاج الفرقة وأعمال من المغرب والمشرق العربي والخليج العربي.

دي كاميرا رينا صوفيا

أخيرًا، أُسدل ستار مهرجان البحرين الدولي للموسيقى في نسخته 21، في الليلة السادسة مع عاشقي الأوركسترا الإسبانية، لتتيح للجمهور الإنصات إلى أعرق المقطوعات من أساتذة الموسيقى أمثال باخ، هندنسميث، هوست، هايدن، راخمانينوف، بيجوليسكي، فيفالدي، موزارت، تشايكوفسكي، وغيرهم، تقدمها أوركسترا دي كاميرا رينا صوفيا الآتية من العاصمة الإسبانية مدريد.

العدد 3682 - الجمعة 05 أكتوبر 2012م الموافق 19 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً