شهدت الجولة الثانية من دوري الدرجة الثانية لكرة القدم ارتفاعا ملحوظا في المستوى العام للمباريات بدليل الحرج الذي تعرض له فريقا الرفاع الشرقي والأهلي خلال مواجهتيهما أمام قلالي والتضامن، وكشفت الجولة عن الطريق الصعب الذي ينتظرهما وخصوصا مع وجود فرق طموحة وقادرة على إحراجهما مثل سترة ومدينة عيسى والاتحاد.
الجولة الثانية أكدت أن طريق دوري الأضواء بحاجة لعمل شاق وكبير ومن يريد قطع بطاقة وتذكرة العودة المباشرة عليه العمل على تحسين صورته ومستواه من أجل الحصول عليها، في حين سيكون مشوار البطاقة الثانية أكثر صعوبة وخصوصا أنها ستمر عبر نفق «الملحق» الغامض، فالمستويات الفنية للفرق تكاد تكون جميعها متقاربة عدا بعض الجزئيات الفنية الصغيرة التي تمنح لبعضها الأفضلية سواء في جانب الخبرة للاعبين أو المهارات الفنية الفردية أو من الجانب البدني والجهوزية المطلوبة للاعبين.
نتائج الجولة الثانية أفرزت صدارة شرقاوية واتحادية بعلامة كاملة بعد نجاحهما في تحقيق الفوز الثاني على التوالي وعززا بهما رصيديهما ووصلا للعلامة الكاملة حتى الآن، فيما ظفر الأهلي بفوزه الأول في أول ظهور له أمام التضامن، في حين خرج لقاء مدينة عيسى وسترة بتعادل عادل أكدا من خلاله أنهما قادران على الدخول في المنافسة ومزاحمة بقية الفرق.
من جانب آخر تبدو الأمور تسير بعكس ما تتمناه فرق قلالي والتضامن والبديع بتلقيهم الخسارة الثانية على التوالي ما يجعل حظوظهم في اللعب على مراكز المقدمة والمنافسة تبدو صعبة وخصوصا مع فارق الإمكانات والقدرات سواء الفنية أو المادية على رغم اجتهادهم ومحاولاتهم ومستوياتهم الفنية التي قدموها في الجولتين الماضيتين، وعلى رغم ذلك فإنهم لن يكونوا صيدا سهلا لبقية الفرق وستواجه الفرق الأخرى صعوبات في تجاوز وعبور هذه الفرق وخصوصا إذا واصلوا على المستوى الذي ظهروا عليه في المباريات الماضية.
التوقعات تشير إلى ارتفاع في المستوى العام لدوري «الظل» إذا ما بقت النتائج تسير في اتجاه التقارب وعدم اتساع الفارق بين الفرق، وربما تكون الجولتين المقبلتين اختبارا جادا وتحديا خاصا لبعض الفرق التي تسعى لمواصلة تقديم المستويات الفنية الجيدة من أجل البقاء ضمن دائرة الصراع والمنافسة على المراكز الأولى.
معدل التهديف في هذه الجولة ارتفع نسبيا ووصل عدد الأهداف إلى 15 هدفا في 4 مباريات بنسبة تصل إلى 3.75 في المباراة الواحدة وهو معدل مرتفع نوعا ما مقارنة مع الجولة الأولى التي شهدت تسجيل 11 هدفا بمعدل 2.75 في المباراة، وعلى صعيد ركلات الجزاء فإن الجولة شهدت احتساب ركلتي جزاء للأهلي خلال مباراته مع التضامن سجل الأولى حسين الشكر وأهدر الهولندي سيرجيو الثانية، أما البطاقة الحمراء فظهرت 3 مرات الأولى لحارس التضامن حسين الموشي والثانية للاعب قلالي يوسف النهام والثالثة للاعب الاتحاد علي عبدالوهاب.
أثبت اللاعب حسين عيسى أنه صفقة رابحة لفريق الرفاع الشرقي من خلال هدفيه الحاسمين في شباك قلالي ومنحا فريقه النقاط الثلاث، وكان عيسى انتقل للشرقي من جاره اللدود الرفاع في اليوم الأخير من فترة التسجيل الأولى.
ونجح اللاعب في تسجيل 5 أهداف في مباراتين وضعته في صدارة الهدافين، ويملك عيسى الذي سبق اختياره لصفوف منتخبنا الأولمبي الكثير من القدرات الفردية والمهارة ويجيد اللعب في مركزي الهجوم والوسط.
جولة «الدموع» هي ملخص ما خرجت به مباريات الجولة الثانية وخصوصا مع ما حدث في 3 منها، إذ شهد ملعب اتحاد الريف بالمنطقة الغربية إلقاء عبوات «مسيل الدموع» سواء في محيطه أو على أرضيته وهو الأمر الذي تسبب في تعطيل المباريات وإيقافها بل وصل الأمر لعدم إكمال مباراة الرفاع الشرقي وقلالي وإنهائها قبل وقتها الأصلي بسبب عدم قدرة بعض لاعبي قلالي على اللعب بحسب تأكيدات مسئوليه وإدارييه.
هذه الوقائع جعلت اتحاد الكرة يفكر جديا بنقل مباريات المسابقة إلى الملاعب الخارجية ببيت الكرة على أمل الحفاظ على صورة الكرة البحرينية، إلا أنه اصطدم بواقع مرير وخصوصا مع حاجته لفترة طويلة لتجهيز خطته البديلة بحسب تعبير رئيس لجنة المسابقات حسن إسماعيل.
نجح التضامن في تغيير الانطباع والصورة التي ظهر بها في الجولة الأولى أمام الرفاع الشرقي وخسارته الكبيرة التي تعرض لها، ونجح في كسب احترام الجميع بمستوى فني جيد بحسب إمكانات لاعبيه الفردية، ونجح في الصمود أمام الأهلي بعراقته وتاريخه وصمد حتى الربع الأخير من عمر المباراة لولا افتقاد لاعبيه للتركيز الذي أوقعهم في أخطاء فردية غير مبررة.
لن يكون خصمه سهلا، هذا هو حال مدينة عيسى من خلال ما قدمه في مباراته أمام سترة وخلالها ظهر الفريق بصورة أفضل من المباراة الأولى أمام البديع، ونجح مدربه خليل شويعر في تغيير استراتيجية وأسلوب الفريق وفق قراءة فنية جديدة لما يمتلكه ووفقا لمعطيات وإمكانات خصمه، وكاد الفريق أن يخرج بفوز ثمين لو لا بعض الأخطاء الدفاعية وغياب التركيز من لاعبيه في دقائق المباراة الأخيرة.
بدأت تظهر بصمات المدرب سيدحسن شبر على فريقه من خلال التجديد الكبير الذي طرأ على صفوفه ومنحه الثقة للاعبيه الشباب والصغار عبر الزج بهم في المباراة، ونجح الاتحاد في تحقيق فوز مستحق بفضل المستوى الفني الجيد الذي كان عليه طوال فترات ومجريات المباراة وعبر ترابط خطوطه، وتميز الفريق بقلة أخطائه الدفاعية وبتنظيم جيد على أرضية الملعب ونجاعته الهجومية التي استثمر منها 3 وحولها لشباك خصمه.
لم يقدم الفريق المستوى المنتظر منه في مباراته الثانية وكاد يقع في المحظور، وظهرت واضحة الثقة الكبيرة التي دخل بها لاعبوه وهو ما أثر سلبا على المستوى العام للفريق، وغابت خطورة الفريق في غالبية فترات المباراة بسبب عدم قدرته على اختراق التحصينات الدفاعية لخصمه وعدم التنويع في الهجوم مع غياب الضغط المباشر، ولو لا مهارة بعض من لاعبيه أمثال حسين عيسى لفشل في تحقيق الفوز.
قدم الفريق مستوى مهزوزا في بداية المباراة جعله يغيب عن مجرياتها، بالإضافة إلى العقم الهجومي الغريب للاعبيه والذي استمر حتى الدقائق الأخيرة، وعاب على الفريق عدم قدرته على بناء الهجمات نظرا للبطء الذي واكب أداء لاعبيه، ولولا تدخلات مدربه موسى حبيب في الرمق الأخير لتعرض لخسارة ستكون مؤثرة في حسابات المنافسة، ويملك سترة بلاعبيه الشباب أكثر مما قدمه حتى الآن في الجولتين الماضيتين.
مستوى غير مقنع للفريق في بداية المشوار تأكد من خلاله أنه سيواجه صعوبات كثيرة أمام الفرق المنافسة والطموحة، وعلى رغم كل الإمكانات التي يمتلكها إلا أن لاعبيه بحاجة للتركيز أكثر في المباريات المقبلة من أجل تفادي الحرج وعدم الوقوع في الأخطاء، وعاب الأهلي في مباراته مع التضامن عدم الفاعلية الهجومية وافتقاده للكثافة العددية في مناطق الخطورة علاوة على البطء الكبير في نمط وأسلوب لعبه.
قدم قلالي في مواجهته مع الرفاع الشرقي مستوى فنيا مميزا على رغم الظروف التي واكبت مجرياتها وأبرزها النقص العددي الذي أصاب صفوفه منذ الشوط الأول، وعطفا على ما قدمه الفريق فإنه لا يستحق الخسارة وخصوصا أنه كان ندا عنيدا لخصمه وكاد أن يخرج بنتيجة إيجابية لو لا بعض الأخطاء التي وقع فيها لاعبوه، بالإضافة إلى عدم استثماره الفرص التي سنحت له.
ظهر البديع بصورة مغايرة عن تلك التي ظهر بها في الجولة الأولى، وعاب الفريق تفكك خطوطه وتباعد المسافات بين لاعبيه وكثرة الأخطاء وخصوصا في الشق والجانب الدفاعي الذي بدا واضحا مدى الثغرات والفراغات في صفوفه، في حين كان الشق الهجومي غائبا بصورة مؤثرة واعتماده بصورة كبيرة على لاعبيه سموئيل السر وعلي الدوسري وهو ما جعل الدفاع الاتحادي يلغي خطورتهما ويقلل من فرص الاستفادة منهما.
العدد 3688 - الخميس 11 أكتوبر 2012م الموافق 25 ذي القعدة 1433هـ