ترددت أنباء قوية مساء أمس عن توجه الاتحاد البحريني لكرة القدم نحو إقالة مدرب منتخبنا الأول الانجليزي بيتر تايلور من مهمته، وذلك بعد الخسارة الثقيلة التي تعرض لها المنتخب أمس أمام نظيره الإماراتي بستة أهداف مقابل هدفين أمس في دبي ضمن استعدادات المنتخبين لكأس خليجي 21.

ولم يؤكد الاتحاد البحريني لكرة القدم أو ينفي ما تردد بشأن إقالة تايلور على رغم انتشار الخبر في بعض وسائل الاعلام والمنتديات الرياضية ووسائل التواصل الاجتماعي مساء أمس، لكن الاتحاد أعلن مساء أمس بأن مجلس إدارة الاتحاد سيعقد اجتماعا طارئاً عصر يوم بعد غدٍ (الجمعة) لمناقشة جميع أمور وشئون المنتخب الوطني ومشاركتيه المهمتين في بطولة غرب آسيا التي ستقام في الكويت خلال ديسمبر المقبل وكأس خليجي 21 في البحرين خلال يناير المقبل.

ووفق المعلومات التي حصل عليها «الوسط الرياضي» فإن الاجتماع الطارئ الذي سيعقده مجلس ادارة اتحاد الكرة سيكون موضوع المدرب تايلور وتحديد مصيره بين الاستمرار في مهمته أو الرحيل على رأس الموضوعات التي ستتم مناقشتها وحسمها، وخصوصاً أن هناك مؤشرات عن توجه قوي لدى بعض المسئولين عن شئون المنتخبات منذ فترة نحو الاستغناء عن المدرب تايلور بعد الانتقادات التي طالته في الفترة الأخيرة اثر بعض قراراته التي أثارت جدلاً، وأن ذلك التوجه ازداد بعد الصورة المتواضعة التي ظهر عليها المنتخب في مباراتيه الوديتين أمام الفلبين والامارات أمس.

وأفادت معلوماتنا أن المسئولين باتحاد الكرة وضعوا خيارات بديلة لقيادة المنتخب في حال اتخاذ قرار إقالة المدرب تايلور ومن بين الأسماء المطروحة المدرب الكرواتي ستريشكو الذي سبق له العمل مع المنتخب في الفترة بين عامي 2003 و2005 وحقق نجاحاً في كأس آسيا 2004 والتي أحرز خلالها منتخبنا المركز الرابع وخصوصاً في ظل قصر الفترة الفاصلة عن بطولة الخليج والتي تستوجب تعيين مدرب ملم بالكرة البحرينية، وجميع هذه الأمور ستحسم خلال اجتماع الجمعة.

دفاع «شوارع» وهجوم «ضائع» وانهيار منتخبنا في الإمارات

خسارة تاريخية كادت تكون «كارثية» تدق جرس الخطر للأحمر وتايلور

متابعة – المحرر الرياضي

تعرض منتخبنا الأول لكرة القدم لخسارة تاريخية ثقيلة أمام نظيره المنتخب الإماراتي بستة أهداف مقابل هدفين في المباراة الدولية الودية التي جمعتهما مساء أمس على ملعب نادي الوصل في دبي ضمن استعدادات المنتخبين لبطولة كأس خليجي 21 التي تستضيفها البحرين خلال يناير/ كانون الثاني المقبل.

وكشفت المباراة عن الوضع السيئ الذي يعيشه منتخبنا الكروي في الفترة الحالية وحاجته إلى تصحيح الكثير من الأمور الفنية والنواقص والثغرات سواء في النواحي الهجومية أو الدفاعية التي كانت مفتوحة على مصراعيها أمام الإماراتيين وكاد منتخبنا أن يخرج بخسارة أكبر وكارثية لو استثمر الفريق الإماراتي الفرص العديدة والسهلة التي سنحت للاعبيه الذين اكتفوا بتسجيل ستة أهداف والتي على رغمها إلاّ أن حارس مرمى منتخبنا عباس أحمد تألق في التصدي للعديد من هذه الكرات الخطيرة التي طرقت شباكه ولا يسأل عن الأهداف في ظل دفاع مفتوح على رغم أنه ضم عناصر الخبرة متمثلة في المحترفين حسين بابا وسيدمحمد عدنان وعبدالله عمر الذين كانوا خارج فورمتهم المعروفة.

ودقت الخسارة الثقيلة جرس الخطر لمنتخبنا والمسئولين عن المنتخب وخصوصاً أن المباراتين الدوليتين الوديتين اللتين خاضهما منتخبنا في المرحلة الثانية من الإعداد لم يظهر خلالهما المنتخب بصورة مطمئنة وكان متواضعاً إذ تعادل سلبياً مع منتخب الفلبين المتواضع ثم تعرض لخسارة ثقيلة أمام الإمارات، ويبدو أنه حتى خيار تجربة مجموعة من اللاعبين الشباب أو الجدد لم يحقق مردوده الايجابي في ظل الوضع السيئ الذي يعيشه المنتخب في الفترة الحالية!

تفوق إماراتي وتواضع بحريني

جاءت المباراة متوسطة المستوى ووصلت إلى حد الضعف في بعض فتراتها على رغم الأهداف الكثيرة والتي جاءت أغلبها من أخطاء فادحة وسهلة من الجانبين، وكان المنتخب الإماراتي أفضل وفرض تفوقه وسيطرته وخصوصاً في الشوط الثاني واستثمر الحال السيئة التي كان عليها منتخبنا في ظل تميز «الأبيض» بانسجام لاعبيه ومهاراتهم العالية وجلهم من تشكيلة المنتخب الأولمبي مع مدربهم الوطني مهدي علي ونجح الفريق في ترجمة ذلك إلى فوز صريح بسداسية تألق في تسجيلها مهاجمه علي مبخوت «سوبر هاتريك» وحمدان الكمالي وعمر عبدالرحمن.

ودخل مدرب منتخبنا الانجليزي بيتر تايلور المباراة بتشكيلة ضمت عباس أحمد وفي الدفاع المحترفين سيدمحمد عدنان وحسين بابا ووليد الحيام وعبدالله عمر وفي الوسط عبدالوهاب علي ومحمد الحربان وسيدضياء سعيد وسيدأحمد جعفر «كريمي» والمهاجمين إسماعيل عبداللطيف وعبدالله يوسف، ثم أجرى تايلور ستة تبديلات في الشوط الثاني بأشراك علي حرم وسامي الحسيني وعيسى موسى ومحمد دعيج وعبدالله الهزاع وهؤلاء الرباعي وجد نفسه في وضع صعب لأنهم دخلوا في توقيت كان فيه المنتخب ضائعاً فنياً ونفسياً!

ووضح غياب الانسجام بين عناصر التشكيلة وهو ما انعكس على غياب الترابط التكتيكي بين خطوط الفريق وظهور أخطاء التمركز والتغطية في محور الوسط والدفاع بالإضافة إلى المساحات الواضحة سواء في الوسط أو العمق، فيما انتهج منتخبنا على طريقة دفاع المنطقة 4-4-2 والاعتماد على الكرات المرتدة الطولية التي ترسل نحو ثنائي الهجوم إسماعيل عبداللطيف وعبدالله يوسف مع مساندة في فترات معينة من جانب سيدأحمد «كريمي» وضياء سعيد لكن المحاولات الهجومية لمنتخبنا كانت قليلة خلال الشوط الأول واقتنص كرتين سجل منهما هدفين الأول من ضربة جزاء عن طريق إسماعيل عبداللطيف في الدقيقة الخامسة، والثاني من المدافع المتقدم حسين بابا عندما ارتقى لكرة عالية من ركلة ركنية سجل منها هدفاً في الدقيقة 25، فيما أضاع المهاجم الشاب عبدالله يوسف فرصة في الدقيقة العاشرة وهو أمام المرمى.

ضياع وانهيار!

وفي الشوط الثاني شهد مستوى منتخبنا هبوطاً وانهيارا كاملاً على الصعيدين الفني والمعنوي وكثرت فيه الأخطاء الكارثية والثغرات في منطقتنا الدفاعية التي كانت مفتوحة على مصراعيها وسهلت من مهمة اللاعبين الإماراتيين بدليل أن الدقائق العشر الأولى من الشوط شهدت الهدفين الإماراتيين الثالث عن طريق قائد المنتخب حمدان الكمالي والرابع بتوقيع نجم المباراة علي مخبوت الذي سجل أربعة أهداف.

ولم يكن خطنا الهجومي أفضل حالاً بل كانت السلبية الهجومية واضحة في ظل غياب دور خط الوسط وصناعة اللعب وحتى عناصر هذا الخط كانت مهامها تميل غالباً إلى الناحية الدفاعية وبالتالي غابت الفعالية والخطورة لمنتخبنا حتى الهدفين اللذين سجلهما منتخبنا في الشوط الأول كانا عن طريق ضربتين ثابتتين، ولم تغير التبديلات التي أجراها تايلور من الوضع السيئ الذي كان عليه منتخبنا سواء في الناحيتين الدفاعية أو الهجومية!