تراجعت العقود الآجلة لـ «برنت» لليوم السادس أمس الثلثاء (23 أكتوبر/ تشرين الأول 2012)، بفعل المخاوف بشأن نمو الطلب نظراً إلى عدم التيقن إزاء توقعات الاقتصاد العالمي لكنها ظلت فوق 109 دولارات للبرميل؛ إذ ساعدت التوترات في الشرق الأوسط على الحد من الخسائر بعض الشيء.

وتجدّدت المخاوف بشأن النمو العالمي بعد أن حذرت «كاتربلر» أكبر منتج في العالم للجرارات والحفارات من أن الاقتصاد العالمي يتباطأ أسرع من المتوقع. وطغى ذلك على المخاوف من تعطل إمدادات الشرق الأوسط في أسواق النفط جراء احتدام العنف في لبنان. وبحلول الساعة 0612 (بتوقيت غرينتش) تراجع خام «برنت» 19 سنتاً إلى 109.25 دولارات للبرميل ليقترب من أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع 109.12 دولارات الذي لامسه خلال الجلسة السابقة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة باراتس بوليتن لأبحاث السلع الأولية في سيدني، جوناثان بارات: «يبدو الناس عاجزين عن استيعاب توقعات النمو العالمي (...) لا يوجد مؤشر واضح على الطريقة التي سيعالج بها صناع السياسات مسألة النمو الاقتصادي العالمي».

ويتوقع بارات أن يستمر تحرك أسعار النفط في نطاق ضيق لحين نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة، أكبر بلد مستهلك للخام في العالم وعندما تتضح السياسات والموازنة الحكومية بشكل أكبر.

الإنتاج الإيراني حالياً 4 ملايين برميل

وقال وزير النفط الإيراني، رستم قاسمي أمس، إن إنتاج إيران من النفط يبلغ حالياً 4 ملايين برميل يومياً. وكان الوزير يتحدث على هامش مؤتمر عن الطاقة في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة. وقال قاسمي للصحافيين: «النفط مسألة تجارية وليست سياسية (...) عندما يرتفع سعر النفط يصب هذا في صالح بعض الدول. ونحن لا نريد لسعر النفط أن يرتفع فلابد أن يكون سعراً منطقياً». ومن المعتقد أن إنتاج النفط الإيراني تضرر جراء العقوبات الاقتصادية الغربية. ويزيد الرقم الذي أعطاه قاسمي بشكل واضح عن كثير من التقديرات المستقلة لإنتاج إيران. وفي وقت سابق من هذا العام قدّر صندوق النقد الدولي أن إنتاج إيران في 2012 سيصل في المتوسط إلى 3.6 ملايين برميل يومياً انخفاضاً من 4.1 ملايين برميل يومياً في العام الماضي (2011). ووفقاً لأحدث بيانات قدّمتها إيران لـ «أوبك» فقد أنتجت طهران 3.75 ملايين برميل يومياً في أغسطس/ آب. وتظهر أحدث تقديرات من مصادر ثانوية نشرتها «أوبك» أن إيران أنتجت 2.75 مليون برميل يومياً فقط في سبتمبر/ أيلول دون تغيير عن أغسطس/ آب.

دبي تحدّد سعر البيع لشحنات نفط يناير

وقالت دائرة شئون النفط في دبي أمس، إن الإمارة حدّدت سعر البيع الرسمي لشحنات يناير/ كانون الثاني من الخام عند مستوى العقود الآجلة للخام العُماني؛ أي دون تغيير عن ديسمبر/ كانون الأول. ويطبّق فرق السعر على متوسط التسويات اليومية لعقد أقرب استحقاق للخام العُماني تسليم يناير في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني لتحديد سعر البيع الرسمي لخام دبي تحميل يناير.

معظم النفط البري للإمارات سيصدَّر من الفجيرة

وقال وزير النفط الإماراتي، محمد الهاملي، أمس، إن خط أنابيب الفجيرة الذي لا يمر بمضيق هرمز سيدخل الخدمة بالكامل بنهاية العام وسينقل معظم صادرات أبوظبي من الخام. وفي ظل تهديدات إيرانية بغلق مضيق هرمز أكبر ممر ملاحي لتجارة النفط في العالم دشنت الإمارات العربية المتحدة خط الأنابيب الذي تأخر كثيراً لضخ ما يصل إلى 1.8 مليون برميل يومياً وأرسلت أول شحنة صادرات في يوليو/ تموز. وأبلغ الهاملي الصحافيين على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دبي «نأمل بنهاية العام أن يدخل الخدمة بالكامل». وينقل خط الأنابيب المقام بطول 370 كيلومتراً النفط من حقول في صحراء غرب الإمارات إلى الفجيرة وهي مركز رئيسي لتخزين النفط وتزويد السفن بالوقود على الساحل الشرقي. والمرفأ الجديد مزود بثمانية صهاريج لتخزين النفط الخام سعة كل منها مليون برميل. لكن منذ أول ثلاث شحنات - وبعضها عاد إلى الإمارات - لم يعمل مرفأ الفجيرة بالكامل بعد لاستيعاب معظم صادرات النفط الإماراتية.

وقال الهاملي: «نريد أيضاً أن نختبر متانة خط الأنابيب. إذا أردنا تصدير كميات إضافية فإننا نضخ عبر الخط لمعرفة الحجم القابل للاستمرار». وقال: «مصافي التكرير لدينا تحصل أيضاً على الخام من البر لذا علينا تغذية مصفاتينا والمتاح بعد ذلك سيصَدَّر عبر الفجيرة».