العدد 3706 - الإثنين 29 أكتوبر 2012م الموافق 13 ذي الحجة 1433هـ

حفظ التنوع البيولوجي يحسن صحة البشر بالمناطق التي تعرف توسعاً مدنياً متزايداً في العالم

بحسب تقييم الأمم المتحدة

حيدر آباد (الهند) - منظمة الأمم المتحدة 

29 أكتوبر 2012

للتوسع الحضري انعكاسات كبيرة على التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية إذا ما استمرت الاتجاهات الحالية، مع تأثيرات غير مباشرة على صحة البشر والتنمية، هذا ما أشار إليه التقييم الجديد الذي أعدته الاتفاقية المتعلقة بالتنوع البيولوجي التابعة للأمم المتحدة (CBD).

ويفيد هذا التقرير الذي يسلط الضوء على مساهمات أكثر من 121 عالماً، بأن أكثر من 60 في المئة من الأراضي التي من المتوقع أن تتحول إلى أراضٍ حضرية بحلول العام 2030، لم يتم البناء عليها بعد وهذا يشكل فرصة كبيرة لتحسين الاستدامة في العالم عبر تعزيز الكربون المنخفض والتنمية الحضرية المتّسمة بكفاءة استخدام الموارد والذي يحد من التأثيرات الضارة على التنوع البيولوجي وتحسين نوعية الحياة.

وتمثل نشرة توقعات المدن والتنوع البيولوجي أول تحليل عالمي عن كيفية تأثير أنماط توسع الأراضي الحضرية المتوقعة على التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية الحرجة.

ومن المتوقع أن تتضاعف المنطقة الحضرية في العالم ثلاث مرات ما بين 2000 و2030، مع تضاعف عدد سكان المدن ليبلغ نحو 4.9 مليارات نسمة في الفترة ذاتها. ويقترب التوسع الحضري من المياه والموارد الطبيعية الأخرى وتستهلك الأراضي الزراعية الأولية.

وقال الأمين التنفيذي للاتفاقية المتعلقة بالتنوع البيولوجي براوليو فريرا دي سوزا دياز: «إن الطريقة التي صممت بها مدننا وسبل عيش المجتمعات فيها والقرارات السياسية التي اتخذتها السلطات المحلية ترسم إلى حد واسع مستقبل الاستدامة في العالم».

وأضاف «لا يكمن الابتكار كثيراً في تطوير تكنولوجيات ومنهجيات بنيوية جديدة لكن بالعمل بالذي نملكه بين أيدينا، وغالباً ما تتطلب النتائج موارد اقتصادية أقل وهي أكثر استدامة».

ويفيد التقرير بأن التوسع العمراني يحدث بسرعة كبيرة في المناطق القريبة من «المناطق الساخنة» من ناحية التنوع البيولوجي وفي المناطق الساحلية. وغالباً ما تفتقر المناطق التي تشهد توسعاً مدنياً سريعاً، كالمستوطنات الكبيرة ومتوسطة الحجم في البلدان الإفريقية الواقعة جنوبي الصحراء الكبرى وفي الهند والصين إلى الموارد من أجل تنفيذ التخطيط الحضري.

وقال وكيل الأمين العام في الأمم المتحدة والمدير التنفيذي في برنامج الأمم المتحدة للبيئة آشيم شتاينر: «إن أكثر من نصف سكان العالم يعيش اليوم في المدن، ومن المتوقع أن تزداد هذه النسبة إلى 60 في المئة بحلول العام 2030».

وتابع «يشكل التقرير برهاناً بأنه يجدر بالمعنيين بإدارة المدن والتخطيط الحضري إيلاء أهمية أكبر إلى الرصيد الطبيعي الواقع ضمن حدود المدن. إن التطوير الحضري المستدام الذي يدعم النظم الإيكولوجية الثمينة يمثل فرصة مهمة لتحسين الحياة وسبل العيش وتسريع الانتقال نحو اقتصاد أخضر شامل».

وتعرف المدن أيضاً بدورها المتزايد في دعم أنواع النباتات والحيوانات والنظم الإيكولوجية المتنوعة، فعلى سبيل المثال، أكثر من 50 في المئة من أنواع النباتات الزهرية في بلجيكا يمكن إيجادها في بروكسل، في حين 65 في المئة من أنواع الطيور تعيش في بولونيا.

وتقوم المساحات الخضراء الحضرية بخدمات كبيرة في مجال النظم الإيكولوجية، وعلى سبيل المثال تنقية الغبار وامتصاص ثاني أكسيد الكربون من الهواء وتحسين نوعية الهواء. وتفيد البيانات من المملكة المتحدة بأن زيادة بنسبة 10 في المئة في الغطاء الحرج في المدن يساهم في خفض من 3 إلى 4 درجات في درجة الحرارة المحيطة، ما يحد بالتالي من الطاقة المستخدمة في تكييف الهواء.

ويقدم التنوع البيولوجي الحضري منافع كبيرة للصحة وقد أشارت الدراسات إلى أن الاقتراب من الشجر يمكن أن يحد من حدوث الربو وأنواع الحساسية. ويحمل التخطيط الحضري المستدام الذي يتطرق إلى مسائل التنوع البيولوجي وأولويات أخرى كالتخفيف من وطأة الفقر والعمالة والإسكان تأثيرات إيجابية للصحة والبيئة.

وبحسب البروفيسور توماس إيلمكفيست، من مركز Stockholm Resilience Centre والمحرر العلمي لهذا التقرير فإن «المدن تحتاج إلى كيفية الحماية وبشكل أفضل التنوع البيولوجي وتحسينه، لأن التنوع البيولوجي يمكن أن يكون له وجود في المدن وهو ذات أهمية كبيرة على صحة البشر ورفاهيتهم».

وتسلط نشرة توقعات المدن والتنوع البيولوجي الضوء على مجموعة واسعة من المبادرات الناجحة التي تقوم بها المدن والسلطات المحلية والحكومات من دون الوطنية في البلدان النامية والمتطورة على حد سواء.

ففي بوغوتا، كولومبيا، أدت التدابير كإقفال الطرقات في العطل الأسبوعية وتحسين نظام النقل العام وإنشاء ممرات للدراجات الهوائية إلى تزايد نسبة الأنشطة البدنية بين المقيمين والحد من انبعاثات غازات الدفيئة.

ويقدم التقرير أيضاً تحاليل مفصلة عن اتجاهات التحضر الإقليمي وتأثيرها على التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية.

آسيا

تشهد المنطقة في السنوات العشرين المقبلة نحو نصف ازدياد الأراضي الحضرية في العالم وتحدث التغييرات الكثيفة في الهند والصين.

ومن المتوقع أن تؤدي المجموعات الحضرية المتزايدة في الهند (كالممر الصناعي مومبي - دلهي) إلى تحويل مناطق بأكملها، ما يؤثر بشكل ملحوظ على الموائل والتنوع البيولوجي.

يشكل فقدان الأراضي الزراعية لمصلحة التحضر، والذي يرافقه بتخطيط غير كافٍ في خطوط التموين الغذائي عقبة حادة أمام الأمن الغذائي المستقبلي للمجتمعات الهندية المتزايدة.

يؤدي التغير في أساليب الحياة في الهند نتيجة التحضر إلى التخفيف من الضغوط على الغابات بسبب استخدام أقل للحطب والفحم.

في الصين، تزحف المناطق الحضرية أكثر فأكثر نحو المناطق المحمية.

إفريقيا

ينتشر التوسع المدني في إفريقيا بشكل أسرع من أية قارة أخرى، ويحدث معظم النمو السكاني في المدن التي تضم أقل من مليون نسمة، وغالباً ما تضم هذه المدن هيكليات حوكمة ضعيفة ومستويات فقر عالية وقدرة علمية ضعيفة تتعلق بالتنوع البيولوجي.

مستويات منخفضة من العمالة الرسمية في المدن تزيد من تبعيتها العالية على توفير خدمات النظم الإيكولوجية (وعلى سبيل المثال إنتاج الغذاء والمياه) في المناطق التي تقع ضمن حدود المدن أو قريبة منها.

في أميركا اللاتينية ودول البحر الكاريبي

تضاعف عدد المدن في المنطقة ست مرات خلال السنوات الخمسين الماضية.

يحدث الزحف العمراني نتيجة الإسكان وخاصة للمقيمين ذوي الدخل المحدود في المناطق المهمة في تنوعها البيولوجي وفي خدمات النظم الإيكولوجية، كالأراضي الرطبة والسهول الفيضية. وغالباً ما تعتبر هذه المناطق أنها قيمة هامشية من قبل مسئولي التخطيط العمراني.

في أوروبا وأميركا الشمالية

في أوروبا، بلغ مستوى التوسع الحضري 70 إلى 80 في المئة، وقد جاء النمو العمراني في العقود الأخيرة بشكل توسع في الأراضي الحضرية بدل نمو سكاني.

أظهرت الكثير من المدن الأوروبية والأميركية اتجاهات في تقلص و/ أو تحول في أنماط السكان في أواسط المدن، ترافقها انزياح نحو الضواحي والمناطق خارج الضواحي.

وتظهر نشرة توقعات المدن والتنوع البيولوجي كيف أن المناطق الحضرية تلعب دوراً مهماً في تحقيق الأهداف العشرين الرئيسية للتنوع البيولوجي (والتي تعرف بأهداف أيتشي للتنوع البيولوجي) التي وافقت عليها أطراف الاتفاقية المتعلقة بالتنوع البيولوجي في العام 2010.

فعلى سبيل المثال، يساهم ترميم أو تخضير المواقع التي كانت في السابق صناعية أو مواقع مهملة من قبل السلطات الحضرية في دعم الجهود الرامية إلى تحقيق الهدف الخامس عشر لهدف أيتشي، الذي يقضي باستعادة 15 في المئة من النظم الإيكولوجية المتدهورة بحلول العام 2020.

وتساهم المدن المساعدة في منع انقراض الأنواع المعروفة (هدف أيتشي الثاني عشر) عبر البحث والاستثمار في حدائق الحيوانات وأحواض الأسماك والمتاحف والتي تديرها السلطات الحضرية.

العدد 3706 - الإثنين 29 أكتوبر 2012م الموافق 13 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً