العدد 3707 - الثلثاء 30 أكتوبر 2012م الموافق 14 ذي الحجة 1433هـ

وزير التربية يؤكد على أولويات العمل التربوي المشترك استجابةً لتحولات أسواق العمل

خلال افتتاح المؤتمر الـ 22 لمكتب التربية العربي لدول الخليج

صورة جماعية للوزراء وممثلي المنظمات الدولية
صورة جماعية للوزراء وممثلي المنظمات الدولية

مدينة عيسى - وزارة التربية والتعليم 

30 أكتوبر 2012

أكد وزير التربية والتعليم رئيس الدورة الثانية والعشرين للمؤتمر العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج ماجد النعيمي أهمية العمل الخليجي المشترك في المجالين التربوي والتعليمي، وذلك في إطار توحيد الجهود الخليجية بين أنظمة التعليم ورصد أولويات العمل التربوي المشترك؛ لمواجهة متطلبات التنمية والاستجابة للتحول المتنامي في أسواق العمل سريعة التغير، فالتعليم يظل أساس التنمية ومحركها الفعال.

جاء ذلك خلال افتتاحه أمس الثلثاء (30 أكتوبر/ تشرين الأول 2012) أعمال المؤتمر العام الثاني والعشرين لمكتب التربية العربي لدول الخليج الذي يعقد في البحرين، بحضور الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني، ووزراء التربية والتعليم بالدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج، وممثلي منظمات اليونسكو والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الأسيسكو) ومكتب التربية الدولي بجنيف التابع لليونسكو، ووفود الدول المشاركة، وعدد من المسئولين.

ونقل الوزير النعيمي تحيات القيادة إلى المجتمعين لحضورهم ومشاركتهم الفعالة في هذا المؤتمر الدوري الذي تحتضن البحرين دورته الثانية والعشرين، مؤكداً ضرورة الاستفادة من التجارب التربوية والتعليمية التطويرية التي تنفذها دولنا، وتنسيق الجهود لنقل آثارها والاستفادة القصوى من الإمكانيات المتاحة، حيث إن الظروف والتحديات متشابهة، وفي مقدمتها تأهيل العنصر البشري وتدريبه باستخدام أفضل تكنولوجيات العصر، منوهاً بمكتب التربية العربي لدول الخليج باعتباره تجمعاً مؤثراً تربوياً ذي وزن ومكانة بين المنظمات الإقليمية والدولية، ويتجلى ذلك في تنسيق مواقف الدول الأعضاء والدفاع عن رؤيتهم المشتركة، بما يؤكد أن هذه الدول قادرة على مواصلة السير على طريق التعاون المثمر من أجل تحقيق الأهداف التربوية المشتركة.

من جهته، أكد وزير التربية والتعليم بدولة الإمارات العربية المتحدة رئيس الدورة الحادية والعشرين للمؤتمر حميد محمد القطامي في كلمته، أهمية هذا الاجتماع الذي يتم من خلاله مراجعة إنجازات مكتب التربية العربي لدول الخليج وبرامجه ومشروعاته الحالية والمستقبلية، خصوصاً في هذه المرحلة التي غدت التربية فيها سر تقدم الأمم وشاغلها الأكبر، مشيداً بالمكتب الذي يمثل منظومة خليجية استطاعت تحقيق الكثير من الإنجازات على الصعيد التربوي، ومتطلعاً إلى الإسهام بفعالية لتحقيق المزيد في ظل الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ودعا إلى مضاعفة مجالات التعاون والعمل المشترك بين المكتب ووزارات التربية والتعليم بالدول الأعضاء بوصفه بيت خبرة معايشاً للواقع الميداني في تلك البلدان.

ومن جهته، أشاد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني بالدعم المستمر من قبل قادة دول المجلس لمسيرة التعاون المشترك في قطاع التعليم، إيماناً منهم بالدور المحوري الذي يلعبه التعليم في تحقيق الأهداف التنموية والارتقاء بالأفراد وتأهيلهم لمواجهة متطلبات العصر، منوهاً بجامعة الخليج العربي التي حققت مكانةً بارزة بين مؤسسات التعليم العالي في الوطن العربي، ودورها في تخريج كفاءات خليجية شابة في مختلف ميادين العلم والثقافة، مؤكداً أن مسيرة التعليم في دول المجلس تتطور بشكل مستمر وتحقق نتائج مشرفة في التقارير العالمية، ومنها تقرير التعليم للجميع الصادر عن منظمة اليونسكو، مما أتاح لدول المجلس أن تكون في مقدمة الدول التي بلغت أهداف الألفية التي وضعتها منظمة اليونسكو بل وتجاوزتها، مشيراً إلى أن ما تحقق من إنجازات في قطاع التعليم يشكّل دافعاً لمزيد من الجهد نحو نهضة تعليمية شاملة تقوم على الاهتمام بالمعارف العلمية والتقنية وتعزيز قيم التسامح والتفاهم مع شعوب العالم من أجل إحراز التقدم المنشود، داعياً إلى تنظيم منتدى تربوي موسع بمشاركة المختصين في التربية والاقتصاد والعلوم والثقافة والإعلام وتكنولوجيا الاتصال والمعلومات؛ لبحث مستقبل التعليم وسبل الارتقاء به وتطويره.

وأشار الأمين العام إلى المبادرة العالمية التي أطلقها الأمين العام لليونسكو بعنوان (التعليم أولاً) والهادفة إلى نشر التعليم الجيد وتعزيز المواطنة، داعياً إلى أن يكون لدول المجلس مبادرات خاصة للنهوض بالتعليم وفق رؤية طموحة تواكب العصر وتتناسب مع تطلعات مواطنيه، مضيفاً: «إن دول المجلس تواجه عدداً من التحديات التي تستهدف الأمن والاقتصاد والنسيج الاجتماعي والهوية الثقافية، لذلك فإن التعليم هو الحصن الحصين لمواجهة تلك التحديات، وعليه يجب الاهتمام بتقويته وتعزيز أركانه حفاظاً على المكتسبات».

ومن جهته، أشاد المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج علي بن عبدالخالق القرني بجامعة الخليج العربي كونها المؤسسة الوحيدة المشتركة، والتي تعتبر أولى إنجازات المكتب، حيث يشهد الميدان بكفاءة خريجيها في جميع المجالات، وخصوصاً مجال الطب، منوهاً بمكرمة عاهل المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بتخصيص مبلغ مليار ريال لإنشاء مدينة الملك عبدالله الطبية في الجامعة، وكذلك مكرمة عاهل البحرين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بتخصيص أرض لبناء هذه المدينة الطبية، مؤكداً أن مكتب التربية العربي لدول الخليج يقف شاهد حراك على التطوير التربوي الذي تقوده وزارات التربية والتعليم بالدول الأعضاء بالمكتب، والذي يشمل العناية بالمعلم وتطوير الممارسات التربوية والخطط والمناهج وتحسين البيئة المدرسية، موضحاً أن الدول الأعضاء استطاعت بلوغ أهداف التعليم للجميع، والمقرر أن يتم تحقيقها في موعد أقصاه العام 2015، مشيراً إلى أن المكتب ماضٍ في طرح البرامج والأنشطة التربوية والورش والدورات والاستفادة من التجارب الدولية الجديدة في هذا المجال، منوهاً بالإنجازات التي تحققت خلال الدورات المالية السابقة، ومن أمثلتها مجلة «جسور» الرقمية التي تصل إلى 170 ألف معلم ومعلمة، ومضاعفة الإصدارات التربوية المؤلفة والمترجمة، والاطلاع على التجارب الدولية في الميدان، والتعاون مع المنظمات العالمية ذات الصلة بالعمل التربوي، وذلك من أجل إبراز الصورة المشرقة للتعليم في البلدان الأعضاء بالمكتب وما يحظى به التعليم من اهتمام من أرفع المستويات.

ومن جهته، أبدى المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الأسيسكو) عبدالعزيز بن عثمان التويجري سعادته بالمشاركة في هذا المؤتمر المهم الذي يعقد في وقت يتزايد فيه الاهتمام الدولي بالتعليم وقضاياه ودوره في التنمية، مؤكداً أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في صناعة المستقبل، وأن تطوير منظومة التعليم هو الطريق لرقي المجتمع نحو الازدهار المنشود، مضيفاً: «إن تحقيق أهداف الألفية الإنمائية يقوم على تطوير نظم التعليم لإيجاد مناخ للتنمية المستدامة، وهذا ما التزمت به دول العالم، ومن ضمنها الدول العربية»، مشيراً إلى أن التخطيط المحكم والتعاون والاستفادة من خبرات الدول المتقدمة والمتميزة في التعليم والتنفيذ الصحيح للاستراتيجيات التعليمية والتقويم المناسب لانعكاساتها يتيح لدولنا تحقيق تعليم ذي جودة عالية. وأضاف: «إن منظمة الأسيسكو بصدد تنظيم مؤتمر في الرياض بالمملكة العربية السعودية سيعتمد خطة عمل جديدة، وستكون نتائج المؤتمر العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج المنعقد حالياً مفيدةً لتعزيز التعاون والتكامل بين المنظمتين».

ومن جهته، أشاد المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) محمد العزيز بن عاشور بمكتب التربية العربي لدول الخليج باعتباره مؤسسة خليجية عتيدة تحظى بمنزلة نقطة مضيئة في طريق العلم والنهوض بالتعليم، مشيراً إلى أن تطوير التعليم وتحقيق الجودة يمثل رهاناً حيوياً يؤدي إلى تيسير الطريق أمام الأجيال للتعامل مع متطلبات العصر بشكل ثابت، وإلا فسيكون حضورنا في الساحة العالمية متراجعاً رغم المجهودات المبذولة، موضحاً أن منظمة الألكسو قامت بإطلاق خطة لتطوير التعليم منذ العام 2008، وتقوم حالياً باتخاذ التدابير اللازمة لتنفيذها من خلال تنظيم البرامج والمشاريع بالتنسيق مع وزارات التربية والتعليم، ومن أبرز إنجازات المنظمة إنشاء المرصد العربي للتربية الذي حظي باهتمام البنك الدولي وساهم في توقيع اتفاقية شراكة بين الطرفين لدعمه، والشراكة مع معهد اليونسكو للإحصاء للاستفادة من خبرته في هذا المجال، والعمل على تنفيذ برنامج لمعالجة مسألة الجودة في التعليم والارتقاء بالمخرجات التعليمية، معرباً عن استعداد الألكسو لتعزيز علاقات التعاون مع مكتب التربية العربي لدول الخليج للنهوض بالتعليم في الدول العربية.

ومن جهته، قال مدير مكتب اليونسكو الإقليمي ببيروت حمد بن سيف الهمامي والممثل عن المدير العام لليونسكو إيرين بوكوفا: «إن المبادرة التي أطلقها الأمين العام للمنظمة تهدف إلى تعزيز العمل العالمي في التعليم وإعطاء دفعة للأمام لتحقيق أهداف التعليم، ومنها تأمين التعليم الأساسي لجميع الأطفال بشكل متساوٍ، وخصوصاً لأولئك الذين يعيشون في المناطق المتضررة من الصراعات، وتحسين نوعية التعليم عن طريق الارتقاء بأداء المعلم وطرق التدريس ومعالجة مسألة عدم تطابق المهارات مع احتياجات سوق العمل، وتعزيز قيم المواطنة وحقوق الإنسان لإعداد الأفراد ليكونوا مواطنين عالميين»، مضيفاً: «إن مكتب اليونسكو ببيروت قام بتنظيم (المنتدى الإقليمي للتعليم للجميع) بجمهورية مصر العربية؛ وذلك لمساندة الدول ودعمها ووضع خطة عمل لتحقيق أهداف الألفية الإنمائية»، منوهاً بالمراكز الإقليمية التي تقع تحت مظلة اليونسكو مثل المركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال بالبحرين، والمركز الإقليمي للتخطيط التربوي بدولة الإمارات العربية المتحدة، والمركز الإقليمي للجودة والمزمع إنشاؤه في المملكة العربية السعودية، ومشيداً بمكتب التربية العربي لدول الخليج باعتباره شريكاً مهماً لليونسكو.

من جهتها، قدمت مديرة مكتب التربية الدولي بجنيف التابع لمنظمة اليونسكو كلمنتينا أسيدو عرضاً عن أنشطة المكتب على الصعيد الدولي والخدمات التي يقدمها في مجال التمهين والتدريب، وتطرقت إلى أوجه التعاون مع الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج. بعدها قام وزير التربية والتعليم رئيس الدورة الثانية والعشرين للمؤتمر العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج ماجد النعيمي، والمدير العام للمكتب علي بن عبدالخالق القرني بتكريم رئيس المؤتمر العام الحادي والعشرين ورئيس المجلس التنفيذي في الدورة المالية السابقة، بالإضافة إلى تكريم الأعضاء السابقين في المؤتمر العام والمجلس التنفيذي والذين انتهت عضويتهم قبل انتهاء تلك الدورة، بعدها قام الوزراء المشاركون بافتتاح المعرض المقام على هامش المؤتمر والذي شاركت فيه وزارات التربية والتعليم في الدول الأعضاء واشتمل على إصداراتها وبرامجها ومشروعاتها التربوية والتعليمية.

الحضور في أولى فعاليات المؤتمر
الحضور في أولى فعاليات المؤتمر
افتتاح المعرض المصاحب لمؤتمر التربية العربي لدول الخليج أمس
افتتاح المعرض المصاحب لمؤتمر التربية العربي لدول الخليج أمس

العدد 3707 - الثلثاء 30 أكتوبر 2012م الموافق 14 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً