العدد 3710 - الجمعة 02 نوفمبر 2012م الموافق 17 ذي الحجة 1433هـ

أميركا اللاتينية غير مبالية عموما بالإنتخابات الأميركية

يرى محللون ان اميركا اللاتينية التي اصبحت اليوم في مركز ثانوي بعد ان كانت منطقة نفوذ للولايات المتحدة في السابق، لا تتوقع شيئا ملموسا من الرئاسة الاميركية.

لكن بعض دولها مثل البرازيل تعول على الاستفادة من هذه اللامبالاة لمواصلة توسيع نفوذها الاقليمي.
واعتبر المحللون الذين سألتهم وكالة فرانس برس ان اميركا اللاتينية غير مدرجة على قائمة اولويات واشنطن، أكان مع اعادة انتخاب باراك اوباما او فوز منافسه الجمهوري ميت رومني في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر.
فضلا عن ذلك، فان فوز اوباما قد يحض النظام الشيوعي في هافانا على مزيد من الانفتاح بينما فوز رومني قد يؤدي الى تفاقم الوضع مع دول الثورة البوليفارية.
وفي حين توجه واشنطن انظارها نحو الصين وسوريا وايران، تحقق اميركا اللاتينية التي يحكمها في الغالب اليسار، مزيدا من الاستقلالية.
وقد انشأت في السنوات الاخيرة هيئات مثل رابطة دول اميركا اللاتينية والكاريبي (سيلاك) او اتحاد دول اميركا الجنوبية (يوناسور) التي تركت الولايات المتحدة خارجا.
وقال روبنز بربوسا السفير البرازيلي السابق في واشنطن لفرانس برس ان لامبالاة الولايات المتحدة "امر جيد بالنسبة للبرازيل لانها تواصل تقدمها اقتصاديا وسياسيا في المنطقة".
واعتبر برونو بورجس الخبير في العلاقات الدولية في جامعة بوك-ريو ان "البرازيل توفر امامها الفضاء لتنمو ولوضع سياسات اقليمية"، و"اصبحت القوة الاقليمية المعتدلة التي تحاور الجميع"، مؤكدا ان على واشنطن "ان لا تخشى شيئا".
ولفت بربوسا الى ان "النزاعات انتهت. و(الرئيس الفنزويلي هوغو) تشافيز لم يعد يشكل تهديدا وكوبا لم تعد (تهديدا)" وحركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) تتفاوض مع بوغوتا.
لكن تبقى نقطة سوداء تتعلق بالعنف المرتبط بتهريب المخدرات في اميركا الوسطى وخصوصا في المكسيك التي تتقاسم حدودا مشتركة مع الولايات المتحدة بطول 3200 كلم.
وقال اوليفر ستونكل خبير العلاقات الدولية في مؤسسة جيتوليو فارغاس في ساو باولو ان "اوباما محبوب جدا في المنطقة. لكن اميركا اللاتينية لم تشعر بشكل كاف بانعكاسات سياسته الخارجية ليكون لديها تفضيلا واضحا" بينه وبين رومني.
واذا تدهورت العلاقات مع فنزويلا او بوليفيا في ظل حكم جورج بوش، فان الرئيس السابق هو الذي صادق على عدد من اتفاقات التبادل الحر التي تعود بالنفغ على المنطقة، مع تشيلي وكولومبيا واميركا الوسطى وجمهورية الدومينيكان والبيرو، كما لفت الخبراء.
واضاف بربوسا ان "البلدان البوليفارية لا تريد اي اتفاق لحرية التبادل مع واشنطن، كذلك دول مركوسور --الارجنتين، البرازيل، الاوروغوي، فنزويلا والباراغواي (علقت عضويتها حتى انتخابات اذار/مارس 2013)-- لان الولايات المتحدة غير مستعدة لفتح قطاعها الزراعي الذي يهمنا".
وكان هوغو تشافيز قال قبل اعادة انتخابه "لو كنت اميركيا لانتخبت اوباما"، واصفا الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش (2001-2009) ب"الاحمق" و"السكير".
لكن تشافيز هو الزعيم الوحيد في القارة الذي عبر علنا عن تفضيله.

وحليفه البوليفي ايفو موراليس قال مؤخرا ان اقامة علاقات طيبة مع الولايات المتحدة "هراء".
اما القادة الاخرون من المكسيك الى الارجنتين مرورا بكولومبيا فاعتمدوا موقفا حذرا وبراغماتيا وامتنعوا عن الانحياز الى اي جانب.
لذلك يصعب القول من تفضل الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف. فعلاقاتها مع البيت الابيض تتسم بالتهذيب لا اكثر.
وقد قامت رئيسة سادس قوة اقتصادية في العالم بتدوير الزوايا في سياستها الخارجية فتفادت استقبال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد على سبيل المثال كما فعل من قبلها سلفها ومرشدها لويس ايناسيو لولا دا سيلفا.
لكنها صعدت لهجتها بشكل حازم لانتقاد "التسونامي المالي" الذي تسببت به سياسة واشنطن التي كانت وراء تدفق كثيف للدولارات الى البرازيل وارتفاع قيمة الريال.

وقالت "لن اسمح للدول الثرية بابتلاع الدول الناشئة".

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً