تنطلق اليوم منافسات البطولة العربية لمنتخبات الكرة الطائرة بإقامة لقاءين، إذ سيبدأ «أحمر الطائرة» حملة الدفاع عن لقبه الذي حققه في العام 2008 بمواجهة «الأبيض الإماراتي» عند الساعة (7:15) مساءً، فيما سيسبقها لقاء واحد سيجمع، الكويت مع السعودية عند الساعة (4:30) مساءً.
إذ من المؤمل أن تشهد المباريات تنافساً كبيراً وخصوصاً أن لقاءي اليوم سيأخذان الطابع الخليجي.
هذا، وسيرعى الأمين العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة افتتاح البطولة.
بداية المشوار العربي
يبدأ «أحمرنا» اليوم مشواره في طريق الوصول للقب للمرة الثانية على التوالي، المباراة من المنتظر أن يغلب عليها التوتر وخصوصاً أن المباريات الافتتاحية من المعروف عنها ذلك، إلا أن كل منتخب سيحاول جاهداً أن يقدم أفضل ما لديه حتى يبدأ البطولة بكل قوة وحتى يعلن نفسه قادراً على إكمال المشوار وهو على الطريق الصحيح نحو «الذهب».
منتخبنا الذي يقوده المدرب التونسي نزار الشكيلي سيدخل البطولة وعلى كاهله عمل كبير لابد أن يقدمه نظراً لاحتضان المملكة الحدث العربي ومسئولو الاتحاد يمنون النفس بالحفاظ على اللقب، ولهذا السبب سعى الشكيلي إلى أن يصل لأفضل تشكيلة لديه... إذ من المتوقع أن يلعب محمود حسن في الإعداد، وفاضل عباس مع جاسم النبهان في مركز (4)، فيما سيشغل حسن ضاحي مع ميرزا عبدالله في مركز (3)، على أن يلعب عبدالله النجدي في مركز (2). وسيشغل مركز اللاعب الحر أيمن هرونة.
أما مدرب منتخب الإمارات غيزوري ريس، فستكون هذه المباراة تجربته الرسمية الأولى بعد التعويل عليه من قبل مجلس الإدارة هناك. ولعب الإماراتيون بطولة راشد الدولية كاستعداد وخاضوا معسكرا خارجيا في قطر، وعلى رغم ذلك أكد القائمون على المنتخب أن الاستعداد لا يعتبر كافياً للحدث العربي.
إلا أن الأكيد أن الأبيض الإماراتي سيسعى لتقديم مباراة كبيرة من الناحية الفنية ومحاولة الاستفادة من الضغط الذي سيكون على لاعبي منتخبنا كون المباراة افتتاحية حتى يحققوا المفاجأة في اليوم الافتتاحي... وخصوصاً أن اللاعبين يريدون إثبات أنهم ليسوا صيدا سهلا للمنتخبات المشاركة، ومن بين هؤلاء اللاعبين عامر غلام وعبدالله سيف وراشد أيوب وخالد ثاني.
هذا، ويلعب التاريخ دائماً لصالح منتخبنا الذي كان يحقق الانتصار دائماً على منافسه منذ مطلع الألفية الجديدة وبنتائج ساحقة أحياناً... فيما حقق الأبيض انتصاراً وحيداً على «الأحمر» وكان ذلك في بطولة الخليج العام 2003 عندما فاز بنتيجة (3/2).
علماً بأن آخر مباراة كانت لصالح منتخبنا بنتيجة (3/صفر) بدورة الألعاب الخليجية (بحرين 11) العام الماضي.
الأخضر ضد الأزرق
وفي مباراة ثانية لن تخلوا من الإثارة إطلاقاً لأنها ستجمع الكويت بالسعودية، إذ كلاهما يعاني من غياب بعض العناصر إلا أن الأكيد أن كلاهما يريد تحقيق الانتصار لكي يعزز حظوظه في التأهل للمربع الذهبي.
فالسعودية جاءت بأفضل لاعبيها أحمد بخيت حتى تعود بنتائج إيجابية بعض المشاركة المخيبة العام الماضي بالبطولة الخليجية، وسيكون في الأعداد المخضرم خليل البحراني، وأسعد عزوز في مركز (2)، إذ يعتبر هذا الثلاثي هو الأبرز في الصفوف السعودية.
أما الكويت، فسيحاول مدربها رياض الغندور أن يشكل توليفه تمكنه من تقديم مباراة كبيرة، فعبدالله بوفتين في الاعداد، ومشعل العمر مع سلطان خلف ومحمد إسحاق يشكلون القمة الضاربة للأزرق الكويتي، دون نسيان أن الكويتيون يعولون دائماً على التألق في الشق الدفاعي وهذا السلاح قد يكون مفصلياً في تحديد الفائز في نهاية المباراة.
علماً بأن آخر مباراة كان الفوز فيها من نصيب الأزرق الكويت وكانت في «بحرين 11». عموماً المباراة مفتوحة على كل الاحتمالات، فلمن ستكون الغلبة يا ترى؟
ذكر أخصائي العلاج الطبيعي في الاتحاد البحريني للكرة الطائرة محمد رامي أن جميع لاعبي «الأحمر» جاهزون لخوض غمار البطولة العربية، وأن صفوفه لا تعاني من أية إصابة.
وأضاف «لا توجد إصابات نعاني منها ولله الحمد، إذ الكل جاهز لخوض المعترك العربي وبنسبة تفوق الـ(100) في المئة... إذ كنا نعمل بجهد كبير طوال الفترة الماضية من أجل تجهيز جميع اللاعبين للبطولة، ولله الحمد وفقنا في الوصول لانطلاقة الحدث من دون أي إشكال من ناحية السلامة البدنية للاعبين».
وأشار رامي في سياق حديثه إلى أنهم عملوا منذ العودة من تركيا تدريبات إزالة للإرهاق وذلك للاعبين الذين عانوا من ذلك خلال المعسكر.
وأوضح في سياق حديثه أيضاً: «نحن في التدريبات نحاول دائماً تقوية اللاعبين حتى تكون هناك وقاية من الإصابات، والآن نحن فقط ننتظر انطلاقة الحدث، لأن (الأحمر) جاهز من كافة النواحي لخوض المباريات».
وعن تمنياته التي يتمنى أن تتحقق في البطولة العربية، قال رامي: «أسأل الله ربي أن يوفقنا في البطولة لكي نقدم مستويات فنية عالية تعكس مدى العمل والجهد المبذول في المرحلة السابقة... وطموحنا تحقيق اللقب ولا نريد أقل من ذلك أبداً».
ذكر مدرب منتخبنا الوطني الأول للكرة الطائرة نزار الشكيلي لـ «الوسط الرياضي» أنه لا يأبه بالتوقعات والتكهنات التي تضع البحرين جنباً إلى جنب مع تونس في المباراة النهائية.
وأضاف «هذه تعتبر توقعات وقد تكون وسيلة تخدير بالنسبة لنا، لذلك نحن نفكر في كل مباراة على حدة، وبالنسبة لنا تمثل كل مباراة بطولة بحد ذاتها، لذلك التركيز مطلوب في مباراة من دون استثناء».
وعندما قلنا له، هل أنت كمدرب تريد تحقيق الانتصارات من أجل تجنب تونس في المربع الذهبي، رد قائلا: «أكرر لا أفكر إلا في تحقيق الانتصار ضد الإمارات ومن ثم الكويت وأخيراً ضد السعودية، وإذا تأهلنا للمربع الذهبي لكل حادثٍ حديث بعد ذلك».
وعن لقاء اليوم ضد الإمارات، قال: «لدينا معلومات كافية عن منتخب الإمارات، ورأيناه يلعب في بطولة راشد الدولية، وعناصره لم تتغير، لذلك الأبيض الإماراتي معروف بصفة كبيرة بالنسبة لنا».
وطالب الشكيلي اللاعبين بالتركيز وتطبيق ما يطلب منهم حتى تكون المحصلة النهائية الخروج فائزين من هذه المواجهة، وأضاف «سنحاول التعويل كثيراً على تقوية الإرسال مع تنظيم حوائط الصد أمام مفاتيح القوة لدى الإمارات».
أكد مدرب اللياقة البدنية لمنتخبنا الوطني الأول للكرة الطائرة أنيس الشايب أن اللاعبين جاهزون بدنياً لخوض المعترك العربي وذلك يعود للبرنامج الذي تم اتباعه منذ بداية الإعداد حتى يوم قبل انطلاقة البطولة. وأضاف «حاولنا قدر المستطاع أن نرفع المستوى اللياقي لدى كل أفراد المنتخب حتى يكونوا جاهزين لتطبيق ما يطلبه المدرب منهم... إذ كما هو معروف أن الجانب البدني ضروري جداً... لأن اللاعب القوي لياقياً وبدنياً يستطيع أن يؤدي وفق تركيز عال دائماً، وهذا يساعده على البروز وتطبيق المطلوب منه أيضاً».
وأضاف «بدأنا الاعداد البدني وفق برنامج منذ مطلع شهر يوليو/ تموز ومررنا بمراحل متعددة كان الهدف منها تجهيز المنتخب، إذ لعبنا بطولة كازاخستان الدولية ومن ثم جئنا للتحضير للبطولة العسكرية... وبعد العودة للتدريبات المحلية ذهبنا إلى معسكر تركيا، وهناك حاولنا جاهدين استغلال الوقت من أجل التحضير جيداً للبطولة وخصوصاً بدنياً».
وعندما سألناه، هل إلغاء (3) مباريات ودية قد يسبب هبوطا في مستوى اللاعبين لأنهم اعتادوا فقط على التدريبات، رد قائلا: «عوضنا ذلك بالتدريبات البدنية والفنية أيضاً لذلك لا يوجد خوف إطلاقاً... واللاعبون بإمكانهم أن يلعبوا أكثر من (5) أشواط في المباراة الواحدة».
وتمنى الشايب أن يوفق في تقديم الإضافة لـ «الأحمر»، وقال: «أتمنى أن نرى ثمار الجهد خلال البطولة، وخصوصاً أن طموحنا ككل إحراز اللقب ولا شيء آخر».
أوضح مدير المنتخبات في الاتحاد الإماراتي للكرة الطائرة محمد العطاس لـ «الوسط الرياضي» أن الأبيض الإماراتي لم يكن مرتباً له أن يشارك في البطولة العربية، والدليل على ذلك أن الدوري كان لابد أن ينطلق في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلا أنه بعد الموافقة على المشاركة تم ترحيله لما بعد الحدث العربي.
وأضاف «المدرب غروري رس لم يختر قائمة المنتخب لأن التعاقد معه تم مؤخراً فقط، ولهذا قد تكون هناك بعض التغييرات بعد البطولة العربية، لأن هناك خطة موضوعه من أجل تجهيز المنتخب للبطولة الآسيوية العام المقبل والتي ستحتضنها الإمارات... ولهذا السبب الكل يود أن يقدم المنتخبات مستويات فنية إيجابية فيها، وكذلك المنافسة بقوة على اللقب الخليجي العام المقبل، لذلك نحن نعتبر البطولة العربية فرصة للتحضير وتقييم اللاعبين ومعرفة مدى إمكاناتهم في تحقيق المطلوب من الأهداف».
وعندما سألناه، هل هذا يعني أن المدرب البولندي سيستمر لمدة أطول مع المنتخب، قال: «لا. السؤال يجب أن يوجه لمجلس الإدارة... لكن ما أعرفه هو أن الخطة التي وضعه تتطلب استمرار المدرب في قيادة الجهاز الفني للأبيض».
وبشأن استعداد الأبيض الإماراتي للبطولة، قال: «استعدادنا لا يعتبر كافياً لأننا خضنا بطولة راشد الدولية ومن ثم عسكرنا في قطر لمدة (9) أيام فقط، وجئنا للبحرين لخوض البطولة، ولهذا نؤكد أن فترة الاعداد قصيرة جداً، لكن هذا لا يعني أننا لا نريد أن نقدم مستويات إيجابية».
وأثنى العطاس في حديثه على دور الاتحاد بدعم المنتخب على رغم قصر المدة وخصوصاً أن أعضاءه تم انتخابهم مؤخراً.
وعن أسباب غياب نجم المنتخب عبدالله سيف عن بطولة راشد ومن ثم تواجده مع القائمة المشاركة بالعربية، قال العطاس: «عبدالله كان يعاني من قبل من إصابة أجبرته على الابتعاد للعلاج والراحة... ولكنه الآن جاهز بنسبة تصل إلى (75) في المئة». وأشار إلى أن عامر غلام سيتم التعويل عليه كلاعب مهم في مركز (2)، وأضاف «عامر هو الآخر يعاني من إصابة خفيفة في الكاحل، لكنه بإذن الله سيكون جاهزا لمباراة اليوم».vوعن المجموعة التي وقع فيها منتخب بلاده، قال: «بإمكاننا تسميتها دورة خليجية مصغرة. إذ كما هو معروف أن للقاءات (الخليجية - الخليجية) طابعا خاصا، سواءً من ناحية التنافس أو حتى الحساسية الزائدة، لذلك أرى أن الحظوظ قائمة للجميع، ونسأل الله التوفيق».
وعن لقاء اليوم ضد منتخبنا الوطني، قال العطاس: «البحرين منتخب قوي ومعروف... وله صولات وجولات على الصعيدين العربي والخليجي، لكن هذا لا يعني أننا سنسلم له المباراة. نعم من حقه اختيارنا في الافتتاح، لكننا أوضحنا للاعبين ضرورة تقديم أفضل مالدينا في الميدان، لأنه باختصار شديد (الفيصل)».
وأضاف «وكذلك أوضحنا للاعبين أن الجماهير قد تكون عاملا مساعدا لنا، لأن اللعب وسط حضور الجماهير يعطي دافعا للاعب لإظهار لمحاته الفنية الرائعة... لذلك الروح والقتال والحماس مطلب أساسي إذا ما أردنا تقديم مباراة كبيرة».
العدد 3713 - الإثنين 05 نوفمبر 2012م الموافق 20 ذي الحجة 1433هـ
