سيأتي حتماً
ذلك اليوم
الذي أسامح فيه حتى القتلة
ففي أحسن الافتراضات كانوا يؤدون واجبهم
كثورة مضادة
أو يدافعون عن أنفسهم
أو عما يعتقدونه حقّاً
أما أنتم
أيها المثقفون الذين تعرفون الحقيقة
أكثر مما تعرف هي نفسها
فلن أسامحكم أبداً
ولن تعرفوا غضبي من شتائمي وصراخي
بل من صمتي ولا مبالاتي بوجودكم
كأنكم لم تمروا أصلاً يوماً مَّا
بذاكرتي
كأنني لم أنسكم أبداً
لأني لم أتذكركم قط
ها أنا أغسل دماغي كل يوم
لأطهر قلبي نهائيّاً من حبكم
ومن الحقد عليكم أيضاً
لأني أريد أن أعيش بدونكم تماماً
ما سأشعر به يوماً مَّا
ليس الندم على صداقتكم الزائلة
بل الفراغ تجاهكم
اللاشيء
كل ما مرت بي وجوهكم
ربما أتأملها
لكن ليس حقداً ولا حسرة
بل كمن يحاول أن يقرأ عنوان لوحة عابرة في طريق سريع
ثم يصرف النظر عنها إلى ضجيج الحياة
الحياة التي ستكون أجمل بفقدان أشباحكم
«انحناء الألف»
للفنانة عائشة حافظ
العدد 3717 - الجمعة 09 نوفمبر 2012م الموافق 24 ذي الحجة 1433هـ