أسدل الستار يوم أمس الأول (الثلثاء) عن منافسات البطولة العربية لمنتخبات الكرة الطائرة الثامنة عشرة وذلك بتتويج المنتخب التونسي بطلاً للبطولة للمرة الثامنة في تاريخه بعد فوزه الماراثوني على منتخبنا الوطني للكرة الطائرة بنتيجة (3/2).
النهائي جاء مثيراً كما كان ينتظره الكثيرون. ولعبت فيه الجزئيات البسيطة لكن التجربة والقدرة على الحفاظ على هدوء الأعصاب وإن حدث بعض التوتر والنرفزة في بعض الأحيان رجح كفة «التوانسة» في استعادة اللقب.
منتخبنا على رغم خسارته إلا أنه قدم مستوى فنيا رائعا إذ كان جنباً إلى جنب مع المنتخب الذي هزم مصر والكاميرون والجزائر وتأهل عن جدارة لأولمبياد لندن. لذلك الكل لديه قناعة بأن نجوم «الأحمر» قدموا ما عليهم وإن كان التتويج هو أمنيتهم بالطبع.
«الأحمر» استطاع أن يجاري «نسور قرطاج» على رغم الصعوبات الكبيرة التي واجهها في الكرة الأولى، التي عطلت كثيراً الخطط التي كان من المنتظر أن يتم تطبيقها من قبل صانعي الألعاب محمود حسن والبديل حسين الحايكي، علماً بأن تونس فقدت شوطين فقط في طريقها نحو اللقب وهما من «أحمرنا» في النهائي.
عموماً... الاتحاد وأعضاء الجهاز الفني أبدوا رضاهم عن أداء المنتخب مؤكدين أن عزاءهم كان الخسارة بفارق جزئيات بسيطة جداً من فريق يدعى «تونس».
«الوسط الرياضي» حرص على إجراء بعض اللقاءات السريعة مع نائب رئيس الاتحاد البحريني للكرة الطائرة جهاد خلفان وكذلك مساعد المدرب يوسف خليفة، بالإضافة إلى بعض صناع الانجاز التونسي. وإليكم ما قالوه:
أبدى نائب رئيس الاتحاد البحريني للكرة الطائرة جهاد خلفان لـ «الوسط الرياضي» رضاه عن أداء المنتخب الوطني الأول في نهائي البطولة العربية لمنتخبات الطائرة على رغم خسارته بنتيجة (3/2) مما أدى لفقدانه اللقب الذي حققه العام 2008.
وتابع خلفان قائلا: «أود أن اشكر اللاعبين على الجهد الكبير الذي بذلوه... وكذلك الجهاز الفني، ويجب ألا أنسى الجماهير التي آزرت الأحمر بقوة وكانت سبباً في عودته وتألقه في هذا النهائي الصعب».
وأضاف «رضانا منبثق عن قناعة كبيرة بأداء المنتخب، إذ قدم مباراة كبيرة ضد منتخب قوي ويملك أسماء رنانة، ويكفي أن نقول إنه شارك في أولمبياد لندن، لكن على رغم كل ذلك كنا نداً قوياً لهم، وكادت المباراة ستكون لصالحنا بعد العودة القوية لكننا فقدنا هذه الفرصة بعد ارتكاب أخطاء بسيطة، ربما جاء بسبب الضغط النفسي الموجود على اللاعبين وخصوصاً أنهم آمنوا بقدرتهم على التتويج بعد العودة من بعيد».
وأوضح خلفان أن الخسارة كانت بفارق جزئيات بسيطة وهذا يعني أن «أحمرنا» يسير في الطريق الصحيح وإن كانت هناك بعض الأخطاء فهذا أمر طبيعي، إذ من يعلم لابد أن تكون لديه بعض الأخطاء التي سيتم العمل لتفاديها مستقبلاً، وأضاف «أكبر تحد كان هو أن نبقي الأحمر منافساً دائماً على الألقاب العربية وهذا ما أظهره في هذا الحدث العربي».
وأشار خلفان إلى أن المنتخب عانى من بعض الصعوبات في الاستقبال وخصوصاً في ظل قدرة اللاعبين التوانسة على لعب الإرسال الهجومي القوي وكذلك الموجه المركز. وأضاف «عموماً نحن نعتبر أنفسنا أبطالاً بعد المردود الذي قدمه اللاعبون في النهائي».
وعن التنظيم قال: «التنظيم كان ناجحاً بشهادة جميع الوفود المشاركة... وهذا يؤكد مكانة البحرين في التنظيم دائماً. وبدورنا نشكر كل من ساندنا وعمل معنا في سبيل إنجاح الحدث العربي».
جددنا عقد الشكيلي
وعندما سألناه، هل الاستراتيجية الموضوعة للمنتخب ستتواصل أن هناك توجها لإجراء بعض التغييرات، رد قائلا: «الاتحاد مقتنع تماماً بعمل المدرب نزار الشكيلي ولهذا عقده مدد من قبل. لكن الأكيد أننا سنحاول وضع استراتيجية جديدة بشأن المرحلة المقبلة وأي مجلس إدارة قادم مطالب بذلك حتى يستمر العمل على ما تم إنجازه في المرحلة السابقة».
وتابع قائلا: «تبقت (5) أيام تقريباً على إغلاق باب الترشح لانتخابات اتحاد الطائرة، وأسبوعين على موعد الانتخابات. من الباكر لأوانه تحديد أشياء الآن... لكن ما أتمناه هو أن نرى استمرارية في العمل والتطوير بالنسبة للمنتخبات حتى نرى الكرة الطائرة البحرينية دائماً بخير». وعندما سألناه، هل هناك توجه للتجديد مع الطاقم الذي عمل مع الشكيلي أيضاً، أجاب قائلا: «كما أسلفت بعد الانتخابات لكل حادثٍ حديث، لكن التجربة أثبتت فعاليتها بكل صراحة واستمرارها ضروري، سواءً بشأن المدرب المساعد يوسف خليفة أو أخصائي العلاج الطبيعي محمد رامي أو مدرب اللياقة أنيس الشايب».
ذكر لاعب ارتكاز طائرة تونس بلال بنحسين أنهم هيئوا أنفسهم لأصعب السيناريوهات وهذا ساعدهم على تحقيق الفوز على رغم صعوبة المباراة التي واجهوها في النهائي بعد العرض الكبير الذي قدمه المنتخب البحريني.
وتابع بنحسين قائلا: «كنا نعلم أن الحكم سيعاني من بعض الضغوط كون البطولة تقام في البحرين، وقد يحتسب بعض الأخطاء بتسرع، ولهذا على رغم بعض العصبية التي أظهرناها عدنا بقوة وقلبنا المعطيات في أهم أوقات المباراة». وعن أدائه المميز في النقاط الأخيرة وسبب ذلك، قال: «حاولت أن أساعد منتخب بلادي وأن أوظف الخبرة التي أمتلكها وخصوصاً أنني ألعب في المنتخب منذ 12 عاما تقريباً، ولله الحمد وفقت في أداء المطلوب مني رفقة زملائي اللاعبين ونجحنا في كسب المباراة». وتابع قائلا: «الإرسال كان له دور إيجابي في ترجيح كفتنا لأننا حاولنا تصعيبه مع تنظيم حوائط الصد أمام مفاتيح القوة ونجحنا بالفعل... طبعاً دون نسيان التعويل على الإعداد السريع سواءً من وسط الشبكة أو حتى من مركز (2)». وعن البحرين قال: «كانوا جنبا لجنب معنا... صراحةً قدموا عرضا كبيرا وأثبتوا أنهم خصم متمرس وصعب». وختم قائلا: «أنا سعيد بهذا التتويج لأننا اجتهدنا كثيراً لكي نستعيد اللقب العربي».
أكد مساعد مدرب «أحمر الطائرة» الوطني يوسف خليفة أن لاعبي المنتخب افتقدوا التركيز نوعاً ما في الوقت الحاسم من الشوط الفاصل ولهذا خسر المباراة.
وتابع قائلا: «أود أن أشكر اللاعبين على الجهد الذي بذلوه طوال البطولة وفي النهائي بالتحديد... إذ قدمنا أفضل أدائنا في النهائي، وكنا نداً قوياً للتوانسة، لكن قدر الله وما شاء فعل... عموماً نحن مرتاحون من الأداء الذي قدمه اللاعبون على رغم الخسارة».
وعن الأمر الذي رجح كفة تونس وجعله يتوج باللقب، قال: «الفرق هو أن تونس لديها دكة بدلاء قوية جداً، إذ رأينا مدربهم فتحي المكور يجري بعض التغييرات بهدف تكتيكي وآخر لإراحة اللاعبين، فيما نحن لم نستطع بدرجة كبيرة بتكرار العمل نفسه... لذلك الراحة أثناء المباراة أمر مهم وخصوصاً في المباريات القوية».
وختم قائلا: «عودتنا للمباراة جاء بعد تقوية الإرسال وتحسن أداء حوائط الصد، لكن تونس بخبرة لاعبيها تمكنت من قلب المعطيات مستغلةً أخطائنا التي جاءت بفعل غياب التركيز نوعا ما كما أسلفت من قبل».
أكد نجم التونسي مروان القارصي لـ «الوسط الرياضي» أن منتخب بلاده يملك لاعبين إذا ما انفعلوا فإنهم يؤدون بقوة داخل الملعب وهذا يكون في مصلحتهم. وأضاف «بالفعل، التحكيم ارتكب بعض الأخطاء وجعلنا نتوتر كثيراً، لكننا عاهدنا أنفسنا لكي نعود بقوة لكسب اللقب واستعادته بعد فقدانه في النسخة الماضية».
تابع القارصي قائلا: «فزنا بفضل توجيه خبرة لاعبينا والتجربة التي نمتلكها... طبعاً دون نسيان عمل المدرب فتحي المكور الذي كان يجري التغييرات في الأوقات المناسبة ولاحظنا أنها قلبت الموازين في أكثر من مناسبة».
وعن عودة البحرين قال: «عانينا نوعاً ما لأننا تسرعنا الفرحة قبل نهاية المباراة، ولهذا عاد المنتخب البحريني وقدم مستوى فنيا جعلنا نلعب بكامل ثقلنا حتى نحقق الفوز، ولله الحمد وفقنا في ذلك».
وعن سبب تحولهم من لعب الإرسال الهجومي إلى الموجه التكتيكي قال: «عانينا أولاً من الإرهاق ونقص اللياقة... وحاولنا بالإرسال التكتيكي إعاقة ضاربا مركز (4) من الهجوم بأريحية بالإضافة لتقليل الأخطاء. هذا الأمر جعلنا نكون يقظين بعد ذلك ونجحنا في تحقيق الانتصار».
وأبدى القارصي سعادته بتحقيق الفوز، وقال: «أثبتنا أننا قادرون على استعادة اللقب وتمكنا من فعل ذلك... ونهنئ الجمهور التونسي، وبكل تأكيد نحن سعداء جداً بهذا التتويج».
أبدى اللاعب الصاعد في المنتخب التونسي محمد الميلادي سعادته بتحقيق نقطة استعادة اللقب العربي، وأضاف «الحمد لله ربي وفقني وشاركت في هذا النهائي الصعب والجماهيري... إحرازي للنقطة جاء بدعم زملائي وكذلك الجهاز الفني بقيادة المدرب فتحي المكور، وأنا أهدي اللقب للجماهير التونسية التي آزرتنا في صالة البطولة وبثت في نفوسنا الحماس والرغبة في التتويج واستعادة اللقب».
وأنهى حديثه بالقول: «أن أحقق نقطة اللقب هذا يعني أني أسعد إنسان في العالم الآن... أتمنى أن تكون هذه البطولة دافعا لتطوير المستوى أكثر وأكثر».
العدد 3722 - الأربعاء 14 نوفمبر 2012م الموافق 29 ذي الحجة 1433هـ