العدد 3746 - السبت 08 ديسمبر 2012م الموافق 24 محرم 1434هـ

لن استمر في رئاسة النادي بسبب المعاناة والصعوبات التي نعيشها

في حوار جريء فتح من خلاله جراحات ناديه ... جاسم عبدالعال

مخطط وثيقة أرض نادي المالكية
مخطط وثيقة أرض نادي المالكية

في حوار جريء لم تنقصه الصراحة فتح رئيس نادي المالكية جاسم عبدالعال قلبه لـ «الوسط الرياضي» كاشفا عن المعاناة والحالة المتردية التي وصل إليه ناديه على رغم الجهود الكبيرة والحبارة التي يبذلها وبقية زملائه أعضاء مجلس الإدارة.

ووصف النائب السابق بمجلس النواب في دورته «2002/2006» الواقع والحال الذي يعيشه أبناء المنطقة الغربية بالمحبط في ظل الوعود الكثيرة التي تلقاها لتحسين العمل الإداري، إلا أنها بقيت أضغاث أحلام وبعيدة عن التنفيذ والتطبيق على أرض الواقع.

وتحدث عبدالعال بحرقة وألم عما يواجهه ناديه نتيجة غياب الدعم سواء المالي أو توافر المنشأة القادرة على احتضان شباب المنطقة على رغم الخامات والمواهب الكروية الكثيرة التي يضمها بين جدرانه، مؤكدا أنه وصل إلى مرحلة من اليأس وأن الطريق موصد أمامه وزملائه وهو ما سيؤدي في نهاية المطاف لتسليم مفاتيح مقر النادي المتهالك إلى المؤسسة العامة للشباب والرياضة إذا لم يتغير الوضع للأفضل.

وطالب عبدالعال المسئولين والقائمين على الرياضة بضرورة الاهتمام بالأندية الصغيرة التي وصفها بالمسحوقة والمهملة من أجل الارتقاء بالعمل الرياضي، مؤكدا أن بقاءه في ناديه مرهون بتغيير الوضع الحالي وتغيير الواقع الذي يعيشه بدلا من الوعود والتعاطف الرسمي الذي حصل عليه النادي منذ سنوات طويلة.

وقال عبدالعال «الوضع الإداري في النادي لا يحتمل نظرا للصعوبات التي يواجهها أعضاء مجلسي وهو ما حدا بغالبيتهم إلى الاستقالة والابتعاد بعد المعاناة والإحباط الذي أصابهم، ولم يتبق من أعضاء الإدارة السابقة إلا 4 فقط، فإلى جانبي بقي أمين السر العام والأمين المالي ورئيس لجنة الشئون الثقافية والاجتماعية»، مشيرا إلى أن فترة الإدارة انتهت منذ فترة طويلة ولم تجر حتى الآن الانتخابات الجديدة.

وأوضح عبدالعال أنه تم فتح باب الترشح للإدارة الجديدة ولكن الصعوبات الكبيرة والمعاناة في هذا النادي أدى إلى عزوف جماعي من قبل أهالي القرية، مشددا على أنه واصل العمل إلى جانب بقية الأعضاء لتسيير أمور النادي لحين إجراء الانتخابات أو تعيين إدارة جديدة.

ما هي أبرز المعوقات التي تقف أمامكم في إدارة النادي؟.

- هناك الكثير من المعوقات والمشكلات الرئيسية التي تجعل العمل شاق ومتعب، وأبرزها هي ما يتعلق بعدم وجود الدعم المالي وقلة الميزانية التي تصرف للنادي لتسيير أنشطته الرياضية والثقافية، فشح الموارد المالية يجعلنا أمام مأزق في ظل التحديات الكثيرة التي تواجههنا، بالإضافة إلى غياب المنشأة والملاعب الصالحة لمزاولة الرياضة.

ولكن غالبية الأندية المحلية تعاني من شح الموارد المالية وقلة الملاعب؟.

- ربما يكون ذلك صحيحا، ولكن هناك فوارق كثيرة بين ناد وآخر فيما يتعلق بالميزانيات المصروفة لهم، بالإضافة إلى وجود أندية تملك من المشاريع الاستثمارية ما يوفر لها الكثير من المال يعينها لمواجهة التحديات.

هل تلقيتم وعودا من المسئولين بتحسين موازنة النادي؟.

- التواصل مع المسئولين مستمر منذ سنوات وتلقينا وعودا بتطوير المنشآت وتحسين الموازنة التي تصرف لنا لمواجهة الصعوبات، وللأمانة والحقيقة فإن هناك تعاطفا واقتناعا من قبل المسئولين مع النادي، إلا أن التنفيذ لم نشاهده على أرض الواقع وتبقى الوعود مجرد سراب وأحلام لا مكان لها في الحقيقة، ويمكن مصير نادي المالكية يكون مجهولا في الفترة المقبلة وخصوصا إذا تواصل التهميش والإهمال المستمر منذ عدة سنوات.

هل لك أن تطلعنا على حجم موازنة النادي ومصروفاته السنوية وإيراداته الذاتية؟.

- يبلغ حجم الموازنة التي تصرف للنادي قرابة الـ40 ألفا وهي غير كافية لتسيير أمور النادي إلا لأشهر قليلة لا تتعدى النصف موسم وخصوصا أن مصروفاتنا تتعدى الـ100 ألف دينار، وأما ما يتعلق بالإيرادات فهي قليلة وتتركز غالبيتها في بيع وإعارة لاعبي النادي للأندية الأخرى، وفي هذا المقام نحن كإدارة نعاني الكثير من المصروفات خصوصا على إصابات اللاعبين التي تأخذ جزءا كبيرا من الميزانية نتيجة سوء أرضية الملعب الوحيد الذي نملكه.

وهل توجد محاولات من الإدارة للحصول على عقود رعاية وتسويق للفريق الكروي الأول؟.

- للأسف طرقنا هذا الباب أكثر من مرة ولكن لا حياة لمن تنادي، فالسوق الإعلاني موجه لبعض الأندية التي تملك النفوذ والعلاقات الاقتصادية الوطيدة، ولم نوفق في الحصول على موافقات من قبلها، وأندية القرى تعانى من سياسة التهميش والإهمال من مختلف الجوانب، وربما لو نادينا في منطقة وموقع آخر لنجحنا في الحصول على رعاية لفرقنا الكروية.

وهل يوجد لدى لاعبي الفريق عقود رسمية «احترافية»؟

- في ظل الوضع الحالي لا يمكن لأي إدارة أن تقوم بتحرير عقود احترافية رسمية، ولكننا نصرف مكافآت شهرية رمزية للاعبين قليلة جدا بالمقارنة مع الأندية الصغيرة الأخرى وهي لا تقارن بما هو موجود في الأندية الأخرى.

وكيف تواجهون هذه المعاناة والمشاكل المالية طوال الموسم؟.

- بالإخلاص والوفاء والتضحية من الجميع وخصوصا من اللاعبين والمدربين وهو الجانب الأهم في تسيير أمور النادي، بالإضافة إلى الجهود الشخصية.

ما ذكرته يجرنا للسؤال عن استعدادات النادي لمرحلة الاحتراف التي نادى ومازال ينادي بها البعض؟، وهل بإمكانكم الدخول في هذه التجربة في حال أقرت رسميا؟.

- الواقع يؤكد أن لا وجود لللاحتراف الذي يحتاج للأرضية المناسبة واللازمة لتطبيقه على أرض الواقع، وبهذا الوضع الموجود حاليا في الكرة البحرينية لا يمكن تطبيقه إلا بعد تغييره، فلا إمكانات ولا منشآت ولا موازنات لدى الأندية لتحرير عقود احترافية مع لاعبيها، ونحن في نادي المالكية لا نملك القدرة على شراء الاحتياجات والتجهيزات للاعبين وشراء بدلة شتوية، فكيف سندخل تجربة الاحتراف.

في ظل هذه الأوضاع السيئة هل لديك نية في مواصلة العمل الإداري مع النادي في الفترة المقبلة؟.

- إذا لم تتحسن وتتغير الأمور من الصعب مواصلة العمل، ونقطة أخرى مهمة وجوهرية وهي تتعلق بالجمعية العمومية للنادي التي لها كلمة الفصل في هذا الجانب في حال ترشحي مرة جديدة.

وهل لديك نية للترشح مرة جديدة لرئاسة النادي؟.

- فترة ولاية الإدارة انتهت منذ يونيو/ حزيران 2011 والموجودون يمارسون عملهم بصورة مؤقتة حتى الآن، ولكن بسبب سياسة التهميش والإهمال فإن الأمور تبدو صعبة للاستمرار وخصوصا مع التحديات والمتطلبات التي يحتاجها النادي، ولن أقبل بالترشح أو التعيين في حال استمر الوضع على ما هو عليه، وإذا استمرت الوعود والكلام «العسل» الذي سمعناه ونسمعه فلن أقبل بالتواجد في الإدارة المقبلة، كما أعتقد أن أي شخص سيدخل للإدارة في ظل هذا الوضع سيكون بمثابة انتحار.

ماذا عن مقر النادي والمنشآت الخاصة به؟.

- بالنظرة الأولى للمقر والمنشآت ترى التفاوت الواضح في التعامل بين هذا النادي أو ذاك، فهناك أندية محرومة من الخدمات ونادي المالكية هو النادي الوحيد في الدرجة الأولى الذي لا يملك منشآت أو ملعب مزروع بالمقارنة مع الاندية الاخرى ولا الثانية، ومقر النادي مبنى قديم متهالك ولا يصلح أن يكون مقرا لمزاولة أي نشاط رياضي.

ولكن هناك أرض جديدة مخصصة لإقامة مقر جديد وملعب وغيرها من المنشآت، إلى أين وصل العمل فيها؟.

- بهذه المناسبة أقدم شكري وتقديري وجميع منتسبي النادي إلى صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة على تخصيصه للأرض لبناء منشآت جديدة للنادي، ولكن المشروع توقف منذ فترة لأسباب لا نعلمها.

ما هي الأسباب التي أدت لتأخير أو وقف العمل بالأرض؟.

- الإجراءات البيروقراطية هي السبب ومنذ فترة تناهز ستة شهور ونحن نعمل ونتحرك من أجل استخراج شهادة مسح وكل جهة ترمي بالكرة في ملعب الأخرى، وأنا أطالب المؤسسة العامة للشباب والرياضة بحل هذه الإشكالية.

وبنظرة على أرض الواقع هناك أندية ومراكز رياضية ليس لها تأثير أو انتاجية قامت المؤسسة العامة ببناء منشآت وملاعب، وبقدر ما هو أمر مفرح أن ترى هذا العمل لتوفير احتياجات شباب الوطن وأن الخير يعم الجميع، إلا أننا في النادي نتساءل لماذا هذا العمل حلال في مناطق وحرام في مناطق أخرى.

وأرض النادي الجديدة ستحل لنا الكثير من المشاكل والصعوبات ومنها على سبيل المثال تفعيل الجانب الاستثماري من خلال اقتطاع جزء منها لعمل محلات تجارية ستدر مبالغ جيدة على خزينة النادي، كما أن الأرض الجديدة يمكن لها أن تحل لنا إشكالية الملعب وبناء صالة وغيرها من المنشآت التي ستفتح لنا أبواب أخرى لاستثمار قدرات وطاقات الأهالي، ونحن لدينا طموحات ورؤى كثيرة لاستثمار مبنى النادي القديم عبر فتحه للنشاط النسائي ووفق الضوابط الشرعية وتخصيصه للنساء فقط كناد خاص.

وأطالب المؤسسة العامة للشباب والرياضة بحفظ حقوق النادي من خلال تطوير الأرض الخاصة به عبر تخطيطها وتسويرها.

كيف ترى إمكانية دخول الأندية في الجانب الاستثماري؟.

- ملف الاستثمار من أهم وأبرز الملفات التي يمكن أن تطور الأندية والرياضة، ولكن لا يوجد تخطيط مسبق يمكن الاستفادة منه، فالجميع يتقاذف المسئولية من مجلس نواب إلى وزارات إلى الدولة وغيرها من الجهات الحكومية والاقتصادية، فعلى سبيل المثال الميزانية المرصودة للأندية لم تتغير منذ 2004 وهي بالكاد تصل إلى مليوني دينار، وما يصل إلى الأندية منها ما هو إلا الفتات وخصوصا أن غالبية الميزانية مرصودة إلى الفعاليات والجوانب الإدارية، والأندية هي أساس تطور الرياضة وتقدمها ومن دونها يبقى العمل غير متكامل.

كيف ترى قرار زيادة ميزانيات الاتحادات الرياضية؟.

- يحز في النفس أن ترى في الدول الشقيقة رصد ميزانيات تصل إلى المليارات للرياضة، ولكن في البحرين العكس هو صحيح ما يصرف على الجوانب الأخرى يعتبر قليلا ولا يؤدي الغرض وهناك حلول يمكن أن تطرحها الجهات المسئولة عن الرياضة ومنها على سبيل المثال إعادة تدوير الموازنة ويمكن أن نوفر من موازنة الصحة عبر النشاط الرياضي وإعادة تدويرها فبدلا من صرفها في العلاج يمكن أن يكون هناك وقاية للمجتمع عبر تفعيل الجانب الرياضي، كما أنه يمكن حماية الشباب وبدلا من بناء سجون لهم علينا فتح مراكز وملاعب وأندية نموذجية يمكنهم أن يقضوا فيها فراغهم ويفرغوا فيها قدراتهم وطاقاتهم، ويجب أن تكون هذه سياستنا ولو اتبعناها يمكن أن ننتج الكثير وأن نحل الكثير من المشكلات.

علينا إعادة النظر في السياسة المتبعة برعاية الشباب من خلال إعادة توزيع عادل للميزانية ومحاولة ضخ الموارد المالية من قبل المؤسسات والشركات الاقتصادية في الجانب الرياضي والشبابي.

كلمة أخيرة

أقدم شكري وتقديري لصحيفة «الوسط» على اهتماماتها وتغطياتها المميزة لجميع الجوانب، وأشكرها على فتح المجال لي لتوضيح بعض الجوانب المهمة، بالإضافة إلى مناشدتي للقائمين على الرياضة وقطاع الشباب للاهتمام أكثر بجميع الأندية وخصوصا المسحوقة منها والمهملة من أجل الارتقاء بالواقع الرياضي، وفي ظل الأوضاع الراهنة والمأزق الذي تمر به المملكة نحتاج لتفعيل الجانب الرياضي والشبابي، والمنشآت الرياضية في البحرين متهالكة والفترة الحالية فقط بدأت فيها الاهتمام وربما يكون لاستضافة دورة الخليج دور في ذلك ونأمل أن تكون فاتحة خير على الرياضة البحرينية.

مخطط أرض نادي المالكية
مخطط أرض نادي المالكية
من احدى مباريات المالكية بدوري فيفا هذا الموسم
من احدى مباريات المالكية بدوري فيفا هذا الموسم

العدد 3746 - السبت 08 ديسمبر 2012م الموافق 24 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 10:16 ص

      ؟؟؟

      هههههههههههاي ذبحتونه مره تقولون صرح ومره تقولون كيان الله يهديكم ماعندكم اللاكرة القدم ومره صاعدين ومره هابطين انتو لو عندك مشاركات في اللعاب اخرى شبسون

    • زائر 2 | 2:29 ص

      اتمنا

      اتمنا من الاخ جاسم ادخال اشخاص جديده في الاداره وعدم الاكتفاء بتسيير العمل مع اربعة اشخاص وعدم محابة او مجاملة اشخاص في التعيين لمصلحة النادي والعمل المخفي الكل يشوفه من يعمل ومن يود الظهور بس للواجهة لا غير كلي امل فيك يابو محمد في استمرارك واشراك من ابتعد عن النادي

    • زائر 1 | 1:06 ص

      مواهب بدون إمكانيات

      تحية لكل الذين أخلصوا والذين لازالوا يخلصوا لهذا الكيان رغم شح الإمكانيات والموارد تحية من القلب لكم ، ونناشد المسؤليين الالتفاتة لأبناء هذا النادي الذي يملك من المواهب التي غذت ولازالت تغطي منتخباتنا بمختلف فئاتها، ولجاسم عبدالعال تحية لاخلاصك وللادارة الحالية ودعوة لجميع الغيورين على النادي الالتفاتة الجادة للنادي وللوجية محمد ناصر انت مع جاسم سيكون الكيان مختلف فالنادي يفتقدك.

اقرأ ايضاً