الاغتياب أو الغيبة مرض اجتماعي في غاية الخطورة، وينتشر في المجتمع بكثرة، ومعظم الناس يعانون من هذا المرض الخبيث، فأصبح الأخ يغتاب أخيه، والجار يغتاب جاره، والصديق يغتاب صديقه، وينتج عن هذا المرض الخطير جداً الكثير من المضاعفات، والتي تؤثر علينا كثيراً.
وكلما تقدم هذا المرض كلما اشتدت هذه الآثار السلبية خطراً على المجتمع أكثر من المرض نفسه، والمضاعفات هي الحقد والحسد والبغضاء والنفاق والكذب والخداع والكراهية، هذه الآثار في الدنيا.
أما من ناحية الآخرة، سيكون مصيرنا النار وبئس المصير؛ لأن الاغتياب غير جائز شرعاً.
وفي رأيي أن سبب إدمان الناس للغيبة، مثل إدمان بعض الأشخاص للتدخين، والذين لا يستطيعون التخلص منه أبداً، هو عدم تقبل كل فرد منا كلمة الحق والحقيقة من الآخرين، ويضطر الإنسان أن يغتاب غيره خوفاً من غضبه.
وعلاجه بسيط، ولكن تطبيقه في غاية الصعوبة؛ فلا يوجد شخص على وجه هذه الأرض يقبل بمواجهة الغير له بكل صراحة ووضوح وجهاً لوجه بالحقيقة، وبالتالي يتجنب الطرف الآخر مواجهته والكلام بصراحة في حضوره ويتكلم في غيابه.
العلاج هو أن يتقبل كل إنسان رأي الآخر بكل رحابة صدر ويرضى بمواجهته بكلمة الحق دون غضب، ويحاول أن يحسن الظن بغيره ويفهم وجهة نظره، ولو تم تطبيق هذا العلاج بشكل صحيح لعمّ الصدق والحب بين الناس وعشنا في محبة ومودة وسلام مع بعضنا البعض.
مريم عبدالعزيز علي الفندي
العدد 3752 - الجمعة 14 ديسمبر 2012م الموافق 30 محرم 1434هـ