نفت وزارة الصحة في بيان لها أمس السبت (22 ديسمبر/ كانون الأول 2012) اتهام رئيس جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر زكريا الكاظم بعض القائمين على لجنة السكلر بأنهم همشوا الجمعية أثناء زيارة خبير مرض السكلر جراهام سيرجنت، وادعائه أنه لم يتم إشراك المرضى في مناقشة الحلول المثلى لمواجهة المرض، واتهام أعضاء اللجنة توجيههم أصابع الاتهام للمرضى.

وأكدت في ردها على ما ورد من معلومات على لسان رئيس جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر عن زيارة خبير مرض السكلر سرجنت لمملكة البحرين في الفترة 9 - 12 ديسمبر/ كانون الأول 2012 أنها تضع جل اهتمامها وجهدها لخدمة المرضى المترددين على المرافق الصحية التابعة للوزارة وعلى رأسهم مرضى السكلر وتقوم بتوفير جميع الخدمات الصحية عالية الجودة.

وقالت إنها «مستمرة في تطوير خططها المستقبلية وخدماتها الصحية بما يتناسب مع احتياجاتهم الصحية»، مشيرة إلى أن الزيارة التي قام بها خبير مرض السكلر سيرجنت جاءت بناءً على توجيهات من رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حيث وجه وزير الصحة للاستفادة من هذه الخبرات في مجال علاج مرض السكلر.

وذكرت أن هذه الزيارة كانت ضمن أحد برامج التطوير للارتقاء بمستوى الخدمة الصحية لهذه الفئة ومراجعة الخطط العلاجية المتبعة لهؤلاء المرضى، وكان ضمن أهداف زيارة الخبير اطلاعه على الخدمات الصحية المقدمة لمرضى السكلر في البحرين والالتقاء بالمعنيين من الجهات الرسمية والجمعيات الأهلية ذات العلاقة وكذلك المرضى وذويهم من أجل تقييم الوضع ومراجعة جميع الجوانب التي تخص هؤلاء المرضى سعياَ لتقديم كل ما هو جديد ومتطور في مجال مرض السكلر لمساعدة وتخفيف الآلام عن المرضى والعمل على مساعدتهم للعيش والمساهمة في دفع عجلة التنمية لمملكة البحرين العزيزة.

وأكدت أن جميع المشاريع والبرامج الحيوية التي تنفذها تصب في نهاية المطاف لصالح وقاية وعلاج المرضى، وإن ما يتم اعتماده من موازنات للخدمات الصحية من الحكومة وهي نسبة عالية من الموازنة العامة لمملكة البحرين يُسخر من أجل وقاية وصحة المواطنين والمقيمين في هذه الأرض. وأن الوزارة بجميع كوادرها الصحية والطبية والفرق المساندة العاملة تحتاج إلى تكاتف الجهود بين جميع الجهات المعنية ذات العلاقة وكذلك أسر، وأقارب وأصدقاء المرضى كونهم قريبين من المرضى من أجل مساعدة هؤلاء المرضى لتجاوز والتخفيف من وطأة هذا المرض، لا أن يضيع الجهد والوقت في الرد على المعلومات غير الصحيحة على حساب صحة وراحة المرضى.

وقالت: «إن وزارة الصحة ترفض كل التصريحات والمعلومات غير الصحيحة التي يُطلقها البعض والتي تؤثر على مسيرة العطاء الهادفة وتثير البلبلة وتشوه صورة الوزارة لدى المجتمع المحلي والخارجي دون الالتفات إلى النتائج السلبية لهذه الممارسات والتصرفات غير المسئولة».

وأضافت: «ان ما نُشر على لسان رئيس جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر زكريا الكاظم كان يحمل الكثير من المعلومات التي لا أساس لها من الصحة، وهو أمر يتكرر في أكثر من محفل ومناسبة ووزارة الصحة تحتفظ بحقها بمقاضاة كل من يسيء إليها أو لمنتسبيها أو للخدمات الصحية المقدمة دون وجه حق أوعدالة».

ودعت الوزارة الجميع إلى تحري الدقة والحقيقة في نشر التصريحات والمعلومات التي تخصها وعدم إطلاق الشائعات والمعلومات غير الصحيحة التي تهدف إلى إشاعة البلبلة وتحقيق أهداف شخصية، والتي تؤثر في ثقة المرضى في الخدمات الصحية المقدمة حيث تجعل هؤلاء المرضى يحجمون عن الاستفادة من هذه الخدمات، ما يؤثر سلباً على صحتهم البدنية والنفسية.

وشددت على أنها لم ولن تألو جهدا في تقديم أفضل خدماتها الصحية لجميع المواطنين والمقيمين والاهتمام بهم بما فيه مصلحتهم وضمان صحتهم بقدر الإمكانات المتاحة.

وقالت: «إن اتهام رئيس جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر بعض القائمين على لجنة السكلر بأنهم همشوا الجمعية أثناء زيارة الخبير، وادعاءه أنه لم يتم إشراك المرضى في مناقشة الحلول المثلى لمواجهة المرض، واتهام أعضاء اللجنة توجيههم أصابع الاتهام للمرضى، عار عن الصحة وغير صحيح تماماً. فقد أبلغت جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر بزيارة الخبير وتم وضع جدول للزيارة التي استغرقت 4 أيام، وتم كذلك إبلاغ جميع الجهات المختصة والأقسام والأطباء بزيارته لكي يتم الاستفادة من زيارته قدر المستطاع، وقام بمقابلة ممثلين عن الجمعيات ذات العلاقة التي وضعت في البرنامج المعد وتم إشراكهم في معظم القرارات بعد المناقشات والاجتماعات التي دارت بحضور الخبير. كما قام الخبير بزيارة العديد من المرافق الصحية والتقى العديد من فئات المرضى وذويهم وتعرف على طبيعة مرضهم واحتياجاتهم، وكوّن صورة واضحة ومكتملة عن المرضى واحتياجاتهم تمكنه من إعداد تقريره الشامل مدعما بتوصياته التي وعد بتقديمها خلال عشرة أيام من نهاية زيارته».

وذكرت أنها قامت بتوثيق كل ما دار في هذه الاجتماعات واللقاءات من بدء الزيارة إلى نهايتها. كما قامت بنشر أخبار الزيارة وبرنامجها في الصحف المحلية ليتسنى للجميع معرفة ومتابعة هذه الزيارة.

وأكدت أنها تؤمن بالشراكة مع جميع الجهات ذات العلاقة في جميع القضايا الصحية وجمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر على علم بذلك ولو كانت للوزارة نية لإخفاء أو تهميش أي طرف لما دعت الجمعية للقاء الخبير ولما قامت الجمعية بالإعلان عن زيارته في وسائل التواصل الاجتماعي ودعوة المرضى للمشاركة في اللقاء الذي نظم في مجمع السلمانية الطبي. علماً بأن الوزارة تدعو أحياناً رئيس الجمعية حتى في اجتماعاتها الداخلية الرسمية التي تعقد للمسئولين والأطباء لمناقشة القضايا التي تهم مرضى السكلر ومع ذلك يخرج علينا رئيس الجمعية بادعاء تهميش دور الجمعية.

وقالت: «إن هذه اللقاءات والاجتماعات المشار إليها والموثقة بمحاضر وتقارير وصور قدمت حقائق وإحصاءات وأرقام قام برصدها فرق ولجان متخصصة ومؤهلة بوزارة الصحة والتي تضم أطباء وأخصائيين وممرضين وغيرهم من الموظفين الصحيين الذين حصلوا على مؤهلات عالية وتدريبات خاصة لرعاية هذه الفئات من المرضى، وتم اعتماد هذه الإحصاءات من قبل كبار المسئولين بالوزارة حيث ترجمت هذه الإحصاءات والتقارير واقع مرضى السكلر من خلال ترددهم على المرافق الصحية التابعة للوزارة وهي تعد السجل الرسمي والدليل القاطع من الجهة الرسمية التي تعنى بتقديم الخدمات الصحية لهؤلاء المرضى، وستكون كذلك الجهة التي ستدعمهم وتطور خدماتهم الصحية، أما عن الجهات الأخرى ذات العلاقة مثل الجمعيات أو المؤسسات الأهلية فهي جهات متعاونة وليست المسئولة عنها، كما أن هذه الجهات لا تمثل جميع مرضى السكلر إنما تمثل الأعضاء المنتمين لها فقط».

وأضافت: «ان علاقة الوزارة بالمرضى علاقة مباشرة ولا تحتاج إلى من ينصب نفسه ممثلا عن جميع المرضى، مع اننا نعلم علم اليقين أن أكثر المرضى لا يروق لهم ذلك الأمر».

ودعت الجمعية إلى التعاون مع وزارة الصحة لا أن تحاربها وتسيء لها وتحرض المرضى بطرق مباشرة وغير مباشرة وتثير الرأي العام ضدها دون وجه حق وتنصب نفسها كجهة رقابية تحاسب الوزارة وتتدخل في سياستها وطريقة عملها بل وصل الأمر بالجمعية في التدخل في نوعية العلاج المقدم والذي يوصي به الطبيب المعالج لمرضى السكلر وجرعات الدواء المعطى للمريض.

وذكرت أن زيارة الخبير سرجنت كانت ناجحة بكل المقاييس وغطت العديد من الأقسام والإدارات والجهات المعنية بمرض السكلر في مملكة البحرين مثل جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر وجمعية أمراض الدم الوراثية، كما تمت زيارة قسم أمراض الدم الوراثية، وقسم الحوادث والطوارئ بمجمع السلمانية الطبي، وقسم العناية القصوى، والأجنحة المعنية بمرضى السكلر في مجمع السلمانية متمثلة في (63، 52، 44، 31)، كما زار مركز إبراهيم خليل كانو الصحي والاجتماعي الذي يقدم خدماته الصحية لمرضى السكلر الذكور، وزار مبنى مجلس النواب حيث التقى رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني، بعدها قام بجولة في مركز أحمد علي كانو الصحي بالنويدرات. ثم زار مقر جمعية السكلر، وعقد على ضوء هذه الزيارات عدة اجتماعات مع كبار المسئولين والمعنيين في وزارة الصحة، كما قدم عددا من المحاضرات التعليمية للأطباء والممرضين ومرضى السكلر حول المرض وطرق تشخيصه وعلاجه، وفي ختام الزيارة أشار الخبير إلى أنه سيقوم بتقديم التقرير النهائي لما اطلع عليه والتوصيات خلال 10 أيام من مغادرته مملكة البحرين.

وأكدت وزارة الصحة أن للجميع استمرارية الخدمات المقدمة لهذه الفئة من المرضى وكذلك المرضى الآخرين بكل مهنية واحترافية، ولن تتأثر الوزارة بما يطلقه البعض من معلومات غير دقيقه لا تصب في مصلحة المرضى.