تتواصل الأعمال بوتيرة سريعة لانجاز مشروع تطوير تقاطع ميناء سلمان، ذلك التقاطع الحيوي الذي يربط منطقة ميناء سلمان بميناء خليفة بن سلمان في الحد، وسيوفر حال اكتماله انطلاقة سلسة أمام حركة المرور بلا توقف من جسر الملك فهد حتى المنطقة الصناعية في الحد.

وفي الوقت الذي تولي فيه الدولة أهمية كبرى لهذا المشروع، تقوم وزارة الأشغال كونها تمثل ذراع البناء للحكومة وبفضل الجهود المتواصلة لمسئوليها ومهندسيها بمتابعته أولاً بأول لكافة مراحل الانجاز في المشروع، وقد بلغت نسبة الانجاز في المشروع حتى الآن قرابة 47%.

في يوم 4 أكتوبر/ تشرين الاول الماضي تم تدشين الركيزة الأولى في مشروع تطوير تقاطع ميناء سلمان.. وقد يسأل سائل عن ما جرى ويجري على أرض المشروع الذي يمثل شرياناً حيوياً لأحد أهم التقاطعات المرورية بالمملكة حيث أنه يشكل نقطة التقاء ترسم عنق زجاجة بات يخلف أرتالاً طويلة من طوابير السيارات المارة فيه.. وللوقوف عن كثب على تفاصيل ذلك صرح وزير الأشغال عصام بن عبدالله خلف بالتالي:

في نهاية مايو/ أيار 2011 تمت ترسية أعمال تنفيذ تطوير تقاطع ميناء سلمان من قبل مجلس المناقصات والمزايدات على شركة Afcons Infrastructure بكلفة 24.205.500 دينار (أربعة وعشرون مليون ومائتان وخمسة آلاف وخمسمائة دينار)، وتعتبر (أفكونز انفستراكشر) شركة عالمية متخصصة في أعمال الطرق والجسور والأنفاق، وفي يوم 12 يوليو/ تموز الماضي تم التوقيع بمبنى وزارة الأشغال على اتفاقية تنفيذ أعمال تطوير تقاطع ميناء سلمان مع الشركة المذكورة التي وعدت بأنها ستنفذ المشروع خلال 28 شهراً (أي بمدة أقل بشهرين من المدة المقررة لتنفيذ المشروع)، وأكدت شركةAfcons Infrastructure أنها ستعمل مع مقاولين وموردين محليين لتنفيذ أعمال المشروع، وأن نسبة الأعمال التي سيتم تنفيذها من قبل السوق المحلي ستصل إلى 70% من إجمالي أعمال المشروع وذلك بما يتماشى مع توجهات الحكومة بدعم المقاولين المحليين في تنفيذ المشاريع الحكومية.

ويوضح خلف: بلا شك يعتبر تقاطع ميناء سلمان أحد أهم التقاطعات المرورية بالمملكة، كما أن مشروع تطوير ذلك التقاطع يعتبر واحداً من أهم المشاريع الإستراتيجية لتطوير شبكة الطرق في مملكة البحرين، ويأتي تجسيداً لسياسة الحكومة لتطوير البنية التحتية لتتناسب مع الزيادة الكبيرة في حركة المرور وحركة نقل البضائع والمسافرين بالإضافة إلى حركة النقل النشطة التي يشهدها ميناء خليفة بن سلمان.

كما أن تواصل العمل لتنفيذ مشاريع الطرق الإستراتيجية جاء ضمن برنامج الحكومة الذي قدمه رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة إلى مجلسي الشورى والنواب يأتي تأكيداً على عزم الحكومة على الارتقاء بشبكة الطرق الإستراتيجية وزيادة سبل السلامة المرورية وتخفيف الازدحام المروري من جهة، ودعم وتحفيز الاقتصاد الوطني من جهة أخرى.

ويضيف وزير الاشغال: أن مشروع تطوير تقاطع ميناء سلمان سيوفر (فور اكتمال العمل فيه) حركة مرور حرة بدون توقف من جسر الملك فهد غرباً إلى شارع الحوض الجاف شرقاً، ومنها إلى ميناء خليفة بن سلمان في الحد الذي يعد من أحدث موانئ المنطقة والذي استثمرت فيه المملكة استثمارات كبيرة، كما سيساهم مشروع تطوير تقاطع ميناء سلمان في خدمة أكبر للمسافرين عبر جسر الملك فهد إلى مطار البحرين الدولي، علماً بأن نفق الميناء بعد افتتاحه سيخفض زمن الرحلة للقادمين من جسر الملك فهد إلى ميناء خليفة بن سلمان من 38 دقيقة إلى 18 دقيقة.

انسيابية الحركة المرورية

ويضيف وزير الأشغال أن الوزارة حرصت قدر الإمكان على الحفاظ على انسيابية الحركة المرورية عبر التقاطع قدر الإمكان، وقد شكل ذلك تحدياً كبيراً نظراً لمحدودية المساحة التي يمكن أن يتم تحويل الحركة المرورية إليها بالتقاطع، وأنهت الوزارة بنجاح دراسة التصاميم التفصيلية للتحويلات المرورية التي تم تنفيذها بين جسر الشيخ خليفة بن سلمان ومنطقة الجفير لتسهيل حركة المرور القادمة من الحد باتجاه المنامة والعكس.

تجدر الإشارة إلى أن وزارة الأشغال تستخدم نماذج مرورية متطورة لاختبار التحويلات المرورية المزمع تطبيقها طوال مراحل تطوير التقاطع وذلك بهدف اختيار أفضل البدائل للتقليل من زمن التعطيل عند التقاطع.

وقد استفادت وزارة الأشغال من التجارب التراكمية لعمليات التحويلات المرورية الضخمة والمعقدة والتي تم تنفيذها بتقاطع أم الحصم وتقاطع خارطة البحرين، والتي تم الاستعانة بها في مشروع تقاطع ميناء سلمان.

نفق بثلاثة مسارات

ويضيف عصام خلف أن مشروع تطوير تقاطع ميناء سلمان يتضمن إنشاء تقاطع ذو ثلاثة مستويات حيث يشتمل المشروع على إنشاء نفق بثلاث مسارات في كل اتجاه وذلك للحركة المرورية القادمة على شارع الشيخ عيسى بن سلمان والمتجهة إلى مدينة الحد في الاتجاهين عبر جسر الشيخ خليفة بن سلمان بالإضافة إلى جسر علوي بمسارين في اتجاه واحد للمرور القادم من الغرب من شارع الشيخ عيسى بن سلمان والمتجه شمالاً إلى شارع الفاتح.

أما التقاطع في المستوى الأرضي فسيتم التحكم فيه بإشارات ضوئية تسمح بدوران الحركة المرورية من وإلى منطقة ميناء سلمان الصناعية عبر شارع 42 وشارع الفاتح وشارع الشيخ عيسى بن سلمان.

كثافة حركة الشاحنات

وينتقل حديث وزير الأشغال إلى أكبر التحديات التي تواجه مشروع تطوير تقاطع ميناء سلمان والتي تتمثل في التعامل مع الحركة المرورية الضخمة التي تمر عبر منطقة المشروع يومياً، إذ يصل حجم المرور اليومي إلى 74.000 سيارة على التقاطع الحالي وتبلغ نسبة الشاحنات 24% من إجمالي حركة المرور على التقاطع بينما يصل حجم المرور خلال ساعات الذروة إلى 8000 سيارة وخاصة في فترة الذروة الصباحية، موضحاً أن وزارة الأشغال وبالتنسيق مع هيئة الكهرباء والماء أنجزت أعمال نقل وحماية الكثير من الخدمات الأرضية قبل بدء المشروع للتقليل من مدة الإنشاء، حيث تم تحويل مسارات عدد كبير من تلك الخدمات أو حمايتها.

وتضمن ذلك كابلات ضغط عالي وكابلات ضغط منخفض، بالإضافة إلى خطوط أنابيب المياه وخطوط أنابيب مياه الصرف الصحي والمياه المعالجة وخطوط الهاتف.

وتمثل هذه الخدمات أجزاء هامة من شبكات الخدمات في المملكة والتي تمر كلها عبر تقاطع ميناء سلمان الحيوي.

كما تم اعتباراً من النصف الأول من أبريل/ نيسان الماضي البدء في عملية التحويلات المرورية على جانبي التقاطع بغرض البدء في أعمال حفر النفق وبناء الجسر، وهو ما شكل مرحلة مفصلية في مراحل العمل بالمشروع.

تسريع وتيرة العمل في المشروع

وكان لوزارة الأشغال الكثير من المساعي من أجل تسريع وتيرة العمل في المشروع حيث تم عقد عدة لقاءات في البحرين بين وزارة الأشغال ومندوبي الشركة المنفذة للمشروع (المقيمين في دبي)، ومن ثم تم استدعاء أحد أعضاء مجلس إدارة الشركة من الهند للتطرق معه إلى ما تراه وزارة الأشغال من ضرورة إنجاز المراحل المقررة في المشروع وضرورة التزام المقاول ببرنامج العمل والإيفاء بالتاريخ المقرر لاستكمال المشروع والذي تم تحديده بـ 28 شهراً من تاريخ البدء (أغسطس 2011).

ومنذ بدء مشروع نفق أم الحصم،عملت وزارة الأشغال على إزاحة كابلات النقل الخاصة بالكهرباء حتى منطقة ميناء سلمان، وبالفعل تمت إزالة الكثير من العقبات والعوائق وخطوط المياه وخطوط الاتصال وخطوط الكهرباء وباقي الخدمات الأخرى التي تعترض موقع مشروع تطوير تقاطع ميناء سلمان، كما أحضرت وزارة الأشغال استشارياً متخصصاً ليقوم بحساب الكلفة الإجمالية لنقل المصانع وعدم تأثر مدخول كل صاحب مصنع من عمليات النقل.

وفي كل موقع عادة ما يكون لوزارة الأشغال فريق من المختصين (مكون من 3 أو 4 مهندسين) يقومون بمتابعة العمل في المشروع بشكل يومي، بينما في مشروع ميناء سلمان حرصت وزارة الأشغال على تخصيص 6 مهندسين أحدهم لخدمات الاتصال، والآخر للجهات الخدمية والاتصال مع باقي الجهات المعنية، والآخر للأمور الإنشائية كالجسور والأنفاق، وآخر للتحويلات المرورية وآخر لأعمال الطرق وجميعهم يعملون تحت إشراف مدير المشروع لضمان الدفع بالمشروع في الاتجاه الصحيح زمنياً ولوجستياً، كما أن هناك اجتماعاً أسبوعياً مع مندوبي شركة (أفكونز) المنفذة للمشروع يحضره كل من الوكيل المساعد للطرق ومدير إدارة مشاريع وصيانة الطرق ومهندسو الوزارة، بالإضافة إلى المتابعة اليومية من قبل فريق وزارة الأشغال بغرض المتابعة أولاً بأول لمراحل الانجاز على الأرض.

الحركة المرورية في الجفير

وينتقل حديث وزير الاشغال إلى جانب مرتبط بالوضع الذي ستؤول إليه أوضاع الحركة المرورية في المواقع المحيطة بميناء سلمان ومن أهمها منطقة الجفير التي حتماً ستتضاعف تدفقات الحركة المرورية إليها بعد انسياب الحركة القادمة باتجاه الجفير من سترة وشارع الشيخ عيسى بن سلمان وأم الحصم، إذ بين خلف استعداد وزارة الاشغال للتعامل مع متغيرات الحركة المرورية عند استكمال مشروع تقاطع ميناء سلمان في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013 من خلال تأمين انسيابية الحركة المرورية على شارع الفاتح، وتنفيذاً لتوصيات الخطة الاستراتيجية للطرق، سيتم غلق الاشارة الضوئية الواقعة على شارع تقاطع الفاتح مع شارع الجفير حيث ستقتصر حركة دوران المرور عليها للدخول والخروج فقط دون امكانية الالتفاف يساراً من الشرق إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشمال، وتضمنت هذه الخطة تطوير شارع الفاتح إلى شارع حُـر وسريع ليواكب متطلبات الحركة المرورية المستقبلية والنمو الكبير في الحركة المرورية الناتجة عن الحركة العمرانية الهائلة بمنطقة الجفير .

كما حرصت وزارة الأشغال على إعداد التصاميم الأولية لتطوير تقاطع شارع الفاتح وشارع بنى عتبة بالقرب من فندق الخليج. وتتضمن التصاميم الاولية التي انجزت إنشاء شارع الجفير الدائري المزمع إنشاؤه في عام 2013 حيث انتهت الوزارة مؤخراً من تنفيذ الجزء الأكبر من أعمال الدفان وتقوم حالياً بأعمال التصاميم لهذا الشارع الحيوي.

تجدر الاشارة إلى أن أحد المشاكل الرئيسية المسببة للازدحامات المرورية على شارع الفاتح هي كون شارع أوال الطريق الرئيسي الوحيد المؤدي للمنطقة، لذا فإن هذه الوزارة بصدد تنفيذ عدد من المشاريع لحل هذه المشكلة و بالتالي الازدحامات المرورية من ضمنها إنشاء شارع الجفير الدائري الواقع شمال مكتبة الشيخ عيسى كمدخل جديد لمنطقة الجفير وبثلاثة مسارات في كل إتجاه حيث إن إنجاز هذا المدخل الجديد للمنطقة سيؤدي إلى تخفيف الازدحامات المرورية على شارع أوال ويساعد على إعادة توزيع الحركة المرورية وتسهيل الوصول إلى المنطقة.

توضيحات الشركة المنفذة للمشروع

من جانبه تحدث نصير الياسري (المشرف العام للمشروع والمقيم في مكتب الشركة الإقليمي في دبي) عن الخطة التي وضعتها شركة أفكونز لتسريع وتيرة العمل في المشروع، قائلاً: لقد هيئنا موارد أضافية وأعددنا خطط عمل لزيادة تقدم الأعمال..وأحد إجراءاتنا هو زيادة عدد العمال وساعات العمل إضافة لتوفير الآليات والأجهزة الكافية واللازمة في هذه المرحلة من المشروع والمراحل اللاحقة عند البدء بأعمال المنشآت الرئيسية، كما إن شركة (افكونز أنفراستر كتشر ليميتد) لديها سجل انجازات لمشاريع ناجحة في دول عديدة من ضمنها في دول مجلس التعاون الخليجي مثل الأمارات وعمان وقطر، كما إن تفاصيل ونوع مشروع تقاطع ميناء سلمان هو ضمن مجال تخصصات شركتنا حيث أنجزنا مشاريع مشابهة وبحجم أكبر، إضافة لذلك فنحن نعتبر هذا المشروع فرصة لتطوير تواجدنا في مملكة البحرين و للمساهمة في المشاريع المستقبلية فيها.

وعن تقييمه لسير العمل في المشروع بعد مرور أكثر من عام على الانطلاقة الفعلية، قال الياسري: لقد قمنا بتوفير الموارد اللازمة لتنفيذ جميع فقرات العمل وتمت إجراءات تدبير وتوريد المواد الأساسية للمشروع..وفي الفترة القادمة سنضاعف جهودنا، وننوى زيادة تقدم الأعمال بشكل كبير.

وبسؤاله عن التطمينات من جانب الشركة بخصوص القدرة على الالتزام بالتاريخ المقرر للانتهاء من المشروع، أوضح قائلاً: نحن في أفكونز كمقاول رئيسي للمشروع وضعنا خطة تفصيلية وهيئنا الموارد والإمكانات الكافية لإنجاز الأعمال بالتاريخ المحدد أو قبله، ونحن ملتزمون وعلى ثقة من إمكانية تحقيق ذلك، أفكونز معروفة جيداً بذلك ولدينا سجل حافل بانجاز المشاريع قبل الوقت المحدد.