راوحت أزمة تكدس الشاحنات التي تنوي عبور جسر الملك فهد في اتجاه المملكة العربية السعودية محلها على رغم مرور أشهر عليها، وأعربت شركات مواصلات لـ «الوسط» عن تضرر أعمالها وتوجه البعض لوقف نشاطها التجاري نهائياً نظراً إلى الخسائر التي تراكمت عليها بسبب أزمة التأخير.

وأفاد أصحاب شركات مواصلات وسواق شاحنات بأن الأزمة تفاقمت خلال الفترة الأخيرة لتصل إلى 10 أيام انتظار بالنسبة إلى البعض على رغم إتمام جميع الإجراءات والأوراق الرسمية المطلوبة للعبور.

وخصصت شئون الجمارك بالجانب البحريني في الجسر رقماً هاتفياً (17359666) لحجز مواعيد وأسبقية التسجيل ونوعية البضائع المصدرة، بيد أن ذلك لم ينفع أيضاً في حل المشكلة باعتبار أن التأخير مازال وارداً على صعيد إتمام إجراءات العبور بالجانب السعودي كما ينقل السواق وأصحاب شركات النقل.

استمرار أزمة الانتظار وسط بوادر بتوقف شركات نقل عن العمل بعد تضررها

شاحنات تنتظر 10 أيام لعبور «الجسر» و «الجمارك» تستأنف صرف مواعيد

الوسط – صادق الحلواجي

راوحت أزمة تكدس الشاحنات التي تنوي عبور جسر الملك فهد في اتجاه المملكة العربية السعودية محلها على رغم مرور أشهر عليها، وأعربت شركات مواصلات لـ «الوسط» عن تضرر أعمالها وتوجه البعض لوقف نشاطها التجاري نهائياً نظراً للخسائر التي تراكمت عليها بسبب أزمة التأخير.

وأفاد أصحاب شركات مواصلات وسواق شاحنات بأن الأزمة تفاقمت خلال الفترة الأخيرة لتصل إلى 10 أيام انتظار بالنسبة للبعض على رغم إتمام جميع الإجراءات والأوراق الرسمية المطلوبة للعبور.

وخصصت شئون الجمارك بالجانب البحريني في الجسر رقماً هاتفياً (17359666) لحجز مواعيد وأسبقية التسجيل ونوعية البضائع المصدرة، وخاصة الغذائية والتي في حكمها، وذلك لدخول الشاحنات الجسر عوضاً عن تكدسها في الساحات المفتوحة المحيطة بالجسر، بيد أن ذلك لم ينفع أيضاً في حل المشكلة باعتبار أنه مازال التأخير وارداً على صعيد إتمام إجراءات العبور بالجانب السعودي كما ينقل السواق وأصحاب شركات النقل.

يأتي هذا في حين اجتمع رئيس شئون الجمارك، الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة قبل أيام مع ممثلي غرفة تجارة وصناعة البحرين في اللجنة المشتركة مع شئون الجمارك؛ لمناقشة وبحث مشكلة تكدس الشاحنات على جسر الملك فهد، بحضور عدد من المسئولين بالإدارة العامة للمرور، بالإضافة إلى أصحاب شركات النقل والشاحنات. وطرحت شئون الجمارك مجموعة من المقترحات، وبناءً عليه ستقوم بوضع إجراءات محددة لشروط التخليص الجمركي على جسر الملك فهد من خلال التنسيق مع اللجنة المشتركة بين شئون الجمارك وغرفة تجارة وصناعة البحرين، وبين الغرفة وأصحاب شركات النقل السريع وأصحاب الشاحنات، حيث تم الاتفاق بين جميع الأطراف على إلزام المخلصين بالتواجد في الوقت المناسب لتخليص الشاحنات وإلزام المستوردين بتسلم الحاويات والشاحنات في الوقت المناسب.

هذا وحمل تجار وأصحاب شاحنات مجدداً، شئون الجمارك بالجانب السعودي في جسر الملك فهد مسئولية تأخر عبور المقطورات والشاحنات لأكثر من 5 أيام.

وذكروا أن عدم استقبال الشاحنات والمقطورات طوال 24 ساعة كما يفعل الجانب البحريني هو سبب لتكدس هذه الشاحنات لليوم التالي، ما يجعل الأمر صعباً لتخليصها خلال وقت النهار نظراً لتزايد الأعداد لاحقاً.

وأفاد سواق شاحنات بأن شئون الجمارك السعودية لديها جهاز تفتيش بالأشعة، وبإمكان الجهتين أن تحلا أزمة التأخير في حال تم استقبال الشاحنات على مدار الساعة، علماً بأن الجانب البحريني يمتلك جهازا واحدا فقط لكن لا يحدث أي تأخير للشاحنات بسبب استمرارية استقبال المقطورات على مدار الساعة.

وشكا سواق الشاحنات مما أسموه «تلكؤ بعض الموظفين على الجسر في إنجاز المعاملات الخاصة بالشاحنات، ما يفاقم المشكلة بصورة أكبر»، مشيرين إلى أن «بعض التجار ممن يوردون البضائع ويستوردونها التقوا المسئولين في شئون الجمارك السعودية ونقلوا لهم تضررهم ومعاناة اصحاب الشاحنات اليومية بسبب عدم استقبال المقطورات طوال 24 ساعة، والمسئولية التي يتحملونها في حال تأخر وصول البضائع لأصحابها خلال الوقت المتفق عليه، وكذلك تضرر بعض السلع خلال فترة الانتظار.

وقال مدير شركة خدمات أبوجمانة للنقل ميثم عبدعلي إن «المسئولين الكبار المعنيين بشئون الاقتصاد والتجار لا يتحدثون عن هذه المشكلة ولا يتحركون لحلها، والأمر لم يعد مرتبطاً بأزمة شاحنة بل باقتصاد ومدخول أسر».

وأضاف عبدعلي أنه «في حال استمر على ما هو عليه فإنه من الصعب الاستمرار في العمل بالنسبة للعديد من شركات النقل، علماً بأن بعض الشركات تعذرت عن عقد اتفاقيات نقل مع مستثمرين بسبب تعرضها لخسائر ناتجة عن التأخير على الجسر»، موضحاً أنه «يجب على التجار الكبار أن يتحركوا من أجل حل المشكلة، ولا يجب أن يتحمل صغار السواق والتجار المسئولية باعتبار أنه لا أحد يسمع صوتهم من المسئولين أصحاب القرار رغم إثارة الموضوع عبر الصحافة».

وسبق أن صدر بيان عن جمعية أصحاب مؤسسات النقل والمواصلات قال فيه رئيس الجمعية أحمد ضيف إن «استمرار المشكلة يدل على عدم وجود وزارة رسمية معنية بالمبادرة في حل المشكلة والتخفيف من جوانبها السلبية على اقتصاد البلد، حيث لا يوجد حل لمشكلة تكدس الشاحنات للخروج من الجسر إلا بعد أيام من الانتظار». وأضاف ضيف في بيان الجمعية أنه «لا توجد بوادر على المدى القريب لحل الأزمة»، مستدركاً بأنه «لا يوجد في ظل الظروف الحالية حل على رغم المراسلات المتكررة إلى الجهات المعنية».