الغربة لمت جراحها وكفكفت دموعها، والثكلى أوقفت قلبها الحزين عن النحيب، والمقعد ركب راحلته وتوجه مع دليله إلى مشفى الروح. والطلبة وهم في غربتين أجسامهم في قاعات الامتحان وعقولهم وقلوبهم على الفريق العراقي، والعراقيات الكريمات هجرن بيوتهن واستبقن أزواجهن يحملن أولادهن وآمالهن الكبيرة في ابتسامة إلى استاد خليفة، الأيادي لم تنزل وهي تحمل الرايات الجميلة والأصوات تصدح يا عراق، نعم لقد توزعت نظرات الجماهير وعدسات الإعلاميين عين على المباراة وعين على الجمهور العراقي والذي يمثل الجالية العراقية في البحرين وبعض من تمكن أن يحضر، كان عرسا عراقيا، نسي الجميع الآلام وتوحدت قلوبهم وعقولهم مع أصواتهم فكان النسيج الحقيقي الرائع الذي يمثل الطيف العراقي الأصيل.
تستحقون كل الخير أيتها الجالية العراقية الكريمة وبكم يليق النصر وبكم يزهى الفوز، وبكم تطلق اسود الرافدين زئيرها ولا عرين يليق بها إلا منصات النصر، وإن شاء الله كأس الخليج العربي ينام قرير العين في حاضرة الدنيا بغداد.
أيتها الجالية، لكم من كل من يحب العراق وقفة عز ورفعة، رافعين أيدينا إلى العزيز القدير أن يحفظ هذا الشعب الكريم الصابر وانتم في غربتكم القاتلة جزء منهم وانتم معبرون عنه، لا بل انتم سفراؤه فوق العادة وانتم ممثلون له في دعم أولاده اسود الرافدين في أغلى المنافسات العربية مع أشقائه عبر الخليج العربي والعراق ثغره.
بغداد الحزينة من يزف إليها الخبر السعيد.
بغداد العطشى من يسقيها من كأس العرب وكأس الخليج.
بغداد ستنهض بكم يا أسود الرافدين من جديد.
كاتب عراقي
وليد الطائي
العدد 3779 - الخميس 10 يناير 2013م الموافق 27 صفر 1434هـ