دعت المملكة العربية السعودية إلى زيادة بنسبة 50 في المئة على الأقل في رأسمال الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وهو مؤسسة عربية تنموية رائدة في تقديم القروض الميسرة.
جاء ذلك في كلمة العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز مساء أمس الإثنين (21 يناير/ كانون الثاني 2013) في القمة الاقتصادية العربية الثالثة في الرياض التي دعا فيها القادة العرب إلى ضرورة التكاتف للتغلب على التحديات التي تواجه الأمة العربية. وقال العاهل السعودي، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه ولي العهد، الأمير سلمان بن عبد العزيز، إن «المرحلة الحالية والدقيقة التي تمر بها أمتنا العربية تتطلب منا جميعاً التكاتف وتكثيف الجهود الجادة والمخلصة من أجل التغلب على التحديات التي تواجهنا والسعي نحو تعزيز العمل العربي المشترك».
وأضاف أن «القضايا التنموية الملحة التي تواجه دولنا ازدادت صعوبة وتعقيداً مع التطورات الأخيرة التي يشهدها عالمنا العربي، ومن ذلك قضايا مهمة كالفقر والبطالة والمرض». ودعا العاهل السعودي إلى «زيادة رؤوس أموال المؤسسات المالية العربية وبنسبة لا تقل عن 50 في المئة من قيمتها الحالية، حسبما يراه محافظو تلك المؤسسات». كما دعا إلى زيادة رؤوس أموال الشركات العربية المشتركة القائمة، وبنسبة لا تقل أيضاً عن 50 في المئة من قيمتها الحالية. وقال: «يسرني أن أعلن عن استعداد المملكة العربية السعودية للمبادرة بدفع حصتها في الزيادة التي يتم الاتفاق عليها». وشدد على ضرورة أن يأخذ القطاع الخاص زمام المبادرة في قيادة قاطرة النمو في العالم العربي من خلال زيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري العربي البيني. ودعا «الحكومات العربية إلى بذل الجهود لتذليل العقبات التي تعترض مسار القطاع الخاص وتهيئة المناخ المناسب لتشجيع انسياب الاستثمارات العربية البينية». وقال العاهل السعودي: «إنني أدعو إلى إقرار الاتفاقية الموحدة لاستثمار رؤوس الأموال العربية بصيغتها المعدلة المدرجة على جدول أعمالنا».
وانتقد العاهل السعودي مستوى التبادل التجاري بين البلدان العربية، وقال إن «مستوى التبادل التجاري بين دولنا لا يرقى إلى مستوى إمكاناتنا وطموحاتنا ما يتطلب منا جميعاً العمل الجاد والمخلص لبناء التكامل الاقتصادي العربي المنشود». وتابع: «أدعو إلى ضرورة استكمال متطلبات منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى قبل نهاية عامنا هذا والعمل على إتمام باقي متطلبات الاتحاد الجمركي العربي وفق الإطار الزمني الذي تم الاتفاق عليه سابقاً وصولاً للتطبيق الكامل له في العام 2015». وقال العاهل السعودي: «إنني أرحب بمبادرة المساعدة من أجل التجارة للدول العربية التي أطلقتها المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة في سبيل دعم المساعي لزيادة حجم التبادل التجاري العربي البيني».
وأبدى العاهل السعودي استعداد بلاده «لدعم هذه المبادرة والمساهمة في موازنتها وبما يُمكنها من الانطلاق ووضعها موضع التنفيذ بأسرع وقت ممكن».
العدد 3790 - الإثنين 21 يناير 2013م الموافق 09 ربيع الاول 1434هـ