أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الجمعة (25 يناير / كانون الثاني 2013) إلى أنها ستواصل السعي لضمان تعاون ايران في تحقيق متوقف منذ فترة طويلة لكن مشرعا ايرانيا كبيرا لمح إلى ان طهران لن تتعاون إلا اذا حصلت في المقابل على تخفيف للعقوبات المفروضة عليها.
وتزيد تصريحات علاء الدين بوروجردي رئيس لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في البرلمان الايراني شكوك الغرب في ان ايران ربما تكون تستخدم محادثاتها مع الوكالة كورقة مساومة للحصول على تنازلات من القوى العالمية.
ونقلت وكالة (ايكانا) لأنباء البرلمان عن بوروجردي قوله "رفع العقوبات عن ايران حق قومي لنا .. اذا كان من المفترض أن نبدي مزيدا من التعاون مع الوكالة فعلى الغرب أن يعرف ان هذا طريق ذو اتجاهين."
وتحاول الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة منذ نحو عام التفاوض مع ايران بشان اتفاق اطاري يسمح للوكالة باستئناف تحقيقها بشان ابحاث للجمهورية الاسلامية يشتبه في انها تتعلق بالاسلحة النووية.
وتقول ايران -وهي منتج رئيسي للنفط وتواجه عقوبات غربية مشددة- ان برنامجها النووي سلمي وان معلومات مخابرات الغرب واسرائيل التي تشير إلى وجود اغراض عسكرية للبرنامج زائفة ولا اساس لها من الصحة. ومحادثات الوكالة مع ايران منفصلة لكنها وثيقة الصلة في الوقت نفسه بمفاوضات اشمل بين طهران والقوى الست العالمية تهدف للوصول الى تسوية دبلوماسية للخلاف المستمر منذ عشر سنوات وتجنب خطر اندلاع حرب في الشرق الأوسط.
وفشلت الوكالة الدولية وايران في محادثات استمرت يومين الاسبوع الماضي في التغلب على خلافاتهما بشان كيفية اجراء التحقيق.
ومن المقرر اجراء جولة جديدة في الثالث عشر من فبراير شباط. وقالت الوكالة الدولية اليوم الجمعة إن مديرها العام يوكيا أمانو أكد خلال اجتماع مع الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس هذا الاسبوع ضرورة حل الخلافات مع ايران بالوسائل الدبلوماسية وليس بالحرب كما ذكر قادة اسرائيليون.
وهددت اسرائيل - التي يعتقد على نطاق واسع انها الدولة الوحيدة المسلحة نوويا في منطقة الشرق الاوسط - بشن عمل عسكري اذا لم تفلح الدبلوماسية والعقوبات في منع ايران من صنع اسلحة نووية. وتقول ايران ان برنامجها لتخصيب اليورانيوم يقتصر على اغراض سلمية لانتاج الطاقة.
وذكرت الوكالة الدولية في بيان أن أمانو قال خلال اجتماع مع بيريس خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا أمس الخميس ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية كثفت "الحوار" مع طهران. والمقصود بهذا هو الجهد الذي تبذله الوكالة منذ يناير كانون الثاني العام الماضي ولم يثمر على شىء حتى الان للحصول على موافقة بالدخول إلى مواقع ومقابلة مسؤولين والاطلاع على وثائق في ايران تقول الوكالة انها لازمة للتحقيق.
وجاء في البيان ان أمانو "أوضح التزام الوكالة بالحوار وضرورة ايجاد حل الخلافات مع ايران بالسبل الدبلوماسية." ويقول محللون إن اي تحرك عسكري فعلي ضد ايران او مجرد الاقدام على ذلك سيقضي على فرصة تعاون ايران مع الوكالة الدولية ويدفع طهران الى طرد مفتشي الوكالة المكلفين بالتأكد من سلمية الأنشطة النووية الايرانية.