أكّد الرئيس التنفيذي للشركة العربية لبناء وتصليح السفن (أسري)، كريس بوتر، أن الشركة استطاعت أن تكوّن لها سمعة ممتازة في صناعة تصليح السفن في المنطقة، وقال: «من المؤكد أننا استطعنا أن نحصل على حصتنا من السوق؛ إذ إننا نعمل الآن بكامل طاقتنا الإنتاجية، وقد حققنا خلال السنة الماضية أرباحاً جيدة، ومما نراه الآن يمكن القول، إن السنة الجارية يمكن أن تكون ناجحة جداً بالنسبة إلى الأرباح».

وأضاف بوتر في تصريح خاص لـ «الوسط» «من خلال خططنا الخمسية نضع هدفاً لكل سنة، وبالطبع فإننا نحاول أن نطوّر أهدافنا سنة عن أخرى وإنني متفائل جداً بأننا سنحقق الهدف الذي وضعناه للسنة الحالية (2013)، وخصوصاً أننا بدأنا بداية جيدة خلال الأسابيع القليلة الماضية، ويمكن القول، إن هذه السنة ستكون السنة الأفضل بالنسبة إلينا على الإطلاق».

وقال: «لقد حدث تغيّر كبير في القيادة العليا في الشركة منذ خمس أو ست سنوات ماضية، وانضمت إلينا الآن إدارة شابة وجديدة، ولدينا في الوقت الحالي أهداف محدّدة لتطوير علاقاتنا مع الشركاء والسوق العالمية عموماً، ونحن نؤمن أنه مازال لدينا الكثير من العمل وخصوصاً ما يتعلق بسمعة الشركة كأول حوض جاف لإصلاح السفن في منطقة الشرق الأوسط، وقد وضعنا الخطط والبرامج التي من شأنها الحفاظ على هذه السمعة».

وذكر أن من بين هذه الخطط، المشاركة في المعارض الدولية؛ إذ إننا لم نعطِ هذا الجانب اهتماماً خاصاً في الماضي، كما تتضمّن هذه الخطط العمل بشكل لصيق مع وسائل الإعلام العالمية المعنيّة بهذا القطاع، كما نقوم الآن بالتفاعل بشكل أكبر مع وسائل الإعلام المحلية، بالإضافة إلى أننا استحدثنا جائزة خاصة للزبائن المميزين، وفي الوقت نفسه نحن نطوّر إدارة العلاقات العامة في الشركة، كما أصبح لدينا صحافيونا الخاصون والذين يجعلون فعاليات الشركة قريبة من وسائل الإعلام المحلية، لقد بنينا فريق عمل جيداً من أجل أن نحافظ على السمعة التي حصلنا عليها في هذا المجال».

وأضاف «لقد بدأنا كأول مصنع لبناء وتصليح السفن في المنطقة وبعدنا بمدّة تم إنشاء حوض في إمارة دبي لإصلاح السفن خاص بها وبعد ذلك تبعتها كل من عُمان وقطر، وكنا لسنوات مضت في منافسة مع دبي، ولكن خلال السنتين أو الثلاث السنوات الماضية استطعنا أن نكون في صدارة الشركات العاملة في صيانة السفن في المنطقة بحيث يمكننا التعامل مع أضخم السفن».

وأوضح أن السمعة التي اكتسبتها «أسري» كانت بفضل ما تقوم به أحواضها وورشها من خدمات متكاملة وعالية الجودة لجميع أنواع السفن ومنصّات الحفر.

وقال: «نحن نحظى بقاعدة قوية في المنطقة فلدينا زبائن من المملكة العربية السعودية ودولة الكويت والإمارات العربية المتحدة؛ إذ بنينا علاقاتنا مع ملاك السفن منذ سنوات طوال، مع العلم أن أغلب العمل يأتينا من السوق العالمية كأميركا وقبرص وسنغافورة؛ وخصوصاً أن كانت السفن التابعة لهم تعمل في المنطقة».

وأشار إلى وجود ما يقارب من 100 حفارة تعمل في مجال التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة, وقال: «لقد قرّرنا الدخول في مجال إصلاح وصيانة الحفارات منذ أربع سنوات تقريباً واستطعنا أن نحصل على ما يقارب الـ50 في المئة من هذه السوق».

وأكد أن العديد من البحرينيين يعملون في الإدارة العليا للشركة منذ سنوات طويلة كما يعمل في الشركة الكثير من الحرفيين وهم على درجة عالية من المهارة كالكهربائيين والميكانيكيين واللّحامين، وقال: «نحن نتطلع إلى تدريب القوى العاملة البحرينية ولذلك قمنا باستحداث برنامج لتدريب الطلبة المتخرجين حديثاً وذلك بالتعاون مع (تمكين) وقد بدأنا بتدريب 50 طالباً؛ إذ تمتدّ فترة التدريب لمدة ثلاث سنوات، وبعدها يتم توظيف الخريجين في الشركة».

ومن جهته قال مدير تنفيذ المشاريع بالشركة عادل أوتاري: «إن إدارة الشركة في طور وضع الخطة الخمسية المستقبلية للأعوام 2013 - 2017».

وأكد أن الخطة الخمسية السابقة والتي تغطي حتى العام 2012 انتهى تنفيذها تقريباً ولم يتبقَ غير أشياء بسيطة جداً.

وقال: «هناك عدد من المشاريع الجاهزة تماماً ولم يتبقَ لتشغيلها غير مدّنا بالطاقة الكهربائية من قبل الحكومة ومن بين هذه المشاريع محطة (أسري)، للصرف الصحي والتي بلغت كلفتها 2.3 مليون دولار، وصمّمت بأحدث المواصفات التكنولوجية؛ إذ إن هذه المحطة لن تنتج أي مخلفات كما يحدث الآن في محطة توبلي للصرف الصحي والتي تلاقي صعوبة في التخلص من هذه المخلفات؛ إذ إن المخلفات التي ستخرج من المحطة سيتم معالجتها بيولوجياً بحيث تتحلل في التربة». مشيراً إلى أن الطاقة الاستيعابية لهذه المحطة ستكون في حدود 1500 متر مكعب من المياه المعالجة يومياً.

وأضاف «نحن ننتظر الآن أن توفر لنا الحكومة الباقي من الطاقة الكهربائية المخصصة لنا؛ إذ تم تخصيص 36 ميغاوات من الطاقة الكهربائية للشركة في حين لا نستهلك في الوقت الحالي غير 21 ميغاوت ويبقى لنا تقريباً 15 ميغاوات من الطاقة المخصصة لنا ونتوقع أن يتم تخصيص هذه الكمية خلال الأسابيع القليلة المقبلة».

وذكر أن الخطة الخمسية السابقة تتضمّن أيضاً شراء عدد من الرافعات على أرصفة الميناء وبناء عدد من المباني الجديدة من بينها مبنى للاستشاريين وهو نشاط جديد ستدخله الشركة؛ إذ ستقدم خدمات استشارية هندسية للزبائن من المصانع وملاك السفن في جميع أنحاء العالم؛ إذ كنا في السابق نعتمد على استشاريين خارجيين ورأينا انه من المهم أن يكون لدينا استشاريونا الخاصون، هذه رؤية جديدة للشركة ونتوقع أن يكون لها نجاح كبير خلال الخمسة أعوام المقبلة.

وقال: «من بين المشاريع التي تم الانتهاء منها أيضاً، توسعة المركز الصحي للشركة. هذا المركز كان في السابق مجرد عيادة طبية لعمّال الشركة ولكننا قمنا بتوسعته بحيث أصبح مركزاً مجهزاً بأحدث الأجهزة الطبية كما تم زيادة عدد الأطباء والكادر الطبي في المركز».

وذكر، أن المشروع الجديد الذي تم الانتهاء منه مؤخراً يضم العديد من مشاريع التنمية الضخمة من بينها بارجات الطاقة أو صنادل الطاقة الكهربائية وهذا النوع من الصنادل يحتاج إلى مساحة كبيرة من الأرض لكي يتم بناء هذه الصنادل عليها، وقال: «نحن نخطط لكي نسوّق هذه الصنادل على المستوى العالمي وهي مخصصة لتوليد الطاقة الكهربائية في مناطق الكوارث أو الدول التي تفتقر إلى محطات توليد الطاقة الكهربائية فهذه المحطات تنتج الطاقة وهي موجودة في البحر وتغذي المناطق المحتاجة إلى الطاقة، وتم إنتاج صندل واحد حتى الآن؛ إذ نجري في الوقت الراهن عدة مفاوضات لبيعها وهناك مفاوضات متقدمة مع نيجيريا؛ حيث إن هذه الصنادل تكون كلفتها كبيرة جداً قد تصل إلى 100 مليون دولار».

وأضاف «كما تضمّنت الخطة الخمسية السابقة توسعة مساكن العمّال ولقد انتهينا من توسعة سكن العمّال الخاصين بالشركة والمقاولين الأساسيين المتعاقدين مع (أسري) ويسع نحو 4000 عامل؛ إذ يعمل في الشركة نحو 2000 عامل نصفهم تقريباً من البحرينيين فيما هناك 2000 عامل يتبعون المقاولين، كما تم بناء سبع ورش بعضها يخص الشركة والبعض الآخر يخص المقاولين؛ إذ إن بعض المقاولين استأجر أرضاً من الشركة ليقيم عليها الورش الخاصة به».

وذكر أن خطة التوسعة الأخيرة كلفت نحو 183 مليون دولار حتى الآن، وقال: «نتوقع أن تصل الكلفة النهائية إلى نحو 188 مليون دولار مع الانتهاء الكامل من جميع المشاريع المدرجة فيهاح إذ نتوقع أن نكمل آخر مشروع في يونيو/ حزيران 2013، وقد تم تمويل هذه الكلفة من قبل (أسري) وعدد من البنوك المحلية من بينها بنك البحرين والكويت وبنك البحرين الوطني».

وذكر أن من بين المشاريع المستقبلية التي تخطط الشركة إلى إنشائها في المرحلة المقبلة، محطة لتحلية المياه وستكون من خلال استثمار إحدى الشركات الهندية؛ إذ ستنتج هذه المحطة كمية من المياه المحلاة التي ستباع على شركة «أسري» بسعر منافس جداً في حين سيباع الفائض من المياه المحلاة على حكومة مملكة البحرين وفي السوق المحلية؛ إذ من المقرر أن تنتج هذه المحطة 3000 متر مكعب من المياه يومياً وستتوسع في المستقبل لتنتج 8000 متر مكعب. وقال: «لقد تم توقيع العقد مع الشركة الهندية وينص على أن المحطة ستكون ملكاً لشركة أسري بعد 25 سنة من العمل فيها وقد بدأ العمل في إنشاء هذه المحطة. ومن المتوقع أن تصل كلفتها إلى نحو 8 ملايين دولار».

وذكر أن شركة «أسري» بدأت العمل في العام 1977 على مساحة 480 ألف متر مربع؛ إذ خصّصت حكومة البحرين هذه المساحة للشركة؛ إذ تم تقسيم الأرض إلى قسمين: قسم لعمليات الشركة ويمكن التوسع داخله، وقسم يسمى منطقة الحماية، وقال: «بعد ذلك؛ أي في العام 1992 قمنا بأول توسعة؛ إذ ازدادت المساحة إلى 650 ألف متر مربع حيث استغلت المساحة الجديدة لإنشاء البنى التحتية للمزلقتين الجديدتين اللتين تم شراؤهما من الولايات المتحدة الأميركية. وكان رأس المال المخصص للتوسعة ما قيمته 63 مليوناً، وفي العام 2008 تم حفر حوضين لمزلقتين جديدتين طول كل حوض نحو 500 متر في حين يصل عمقهما إلى 250 متراً تحت الماء».

وقال: «هناك نوعان من المزالق، النوع الأول هو لإصلاح السفن فيما يخصص النوع الثاني لبناء وإنزال المراكب في البحر». وأوضح «هناك أحجام كبيرة جداً من النوع الثاني قد تصل حمولتها إلى 300 ألف طن، فيما تكون مزلقات السحب أصغر من ذلك كثيراً وتصل قوة السحب لديها إلى نحو 5000 طن».

وذكر أن التوسعة الأخيرة للشركة والتي تم الانتهاء منها مؤخراً زادت مساحة الشركة إلى مليون و440 متر مربع؛ ما يعنني أننا خلال هذه الفترة استطعنا مضاعفة حجم الشركة إلى ثلاثة أضعاف منذ نشأتها.