ثمن قادة دول وحكومات منظمة التعاون الإسلامي مبادرة عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بالدعوة للحوار الوطني الذي يشمل جميع أطياف الشعب بمختلف مكوناته من أجل استيعاب متطلبات التقدم الحديث واستمرار عملية الإصلاح لتحقيق التطلعات الوطنية وتعزيز التفاهم وتقوية أواصر الوحدة الوطنية والحفاظ على الوطن وأمنه وسلامة أراضية، ودعت القمة الإسلامية كافة أطياف المجتمع البحريني للتجاوب مع مبادرة ملك البلاد حضرة صاحب الجلالة لاستكمال حوار التوافق الوطني لكل ما فيه مصلحة مملكة البحرين وازدهارها وبما يعود بالخير والرفاه على مواطنيها كافة.
جاء ذلك في البيان الختامي الذي صدر عن مؤتمر القمة الإسلامي الذي عقد في جمهورية مصر العربية يومي 6 و 7 فبراير 2013، وقد شارك نيابة عن عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة وزير الخارجية الشيخ خالد بن احمد بن محمد آل خليفة، في اجتماعات مؤتمر القمة وأكد في كلمته على إن الأمة الإسلامية تزخر بالطاقات البشرية الخلاقة وتمتلك الثروات الطبيعية وتمتاز بالتنوع الحضاري وتتميز عن غيرها كونها أمة التوحيد والوسطية. مشيرا إلى ان الأمل معقود على هذه القمة الإسلامية في وحدة الصف لتصل إلى جسمه الحدث والهدف.
وأضاف وزير الخارجية إن ظاهرة الاسلام فوبيا وكراهية الإسلام تستحق من الجميع الاهتمام والمناقشة مع المجتمع الدولي والتي تمثلت في التعدي على شخص النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم وحرمة القران الكريم، مؤكدا بان ذلك يتطلب إصدار الإجراءات والتشريعات اللازمة لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، مشيدا في هذا الإطار بجهود خادم الحرمين الشريفين بإنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للحوار بين اتباع الديانات والثقافات والحضارات.
وأشار وزير الخارجية إلى أن قضية فلسطين تتصدر التحديات التي تواجه العالم الإسلامي باعتبارها جوهر الصراع العربي الإسرائيلي، ولا يمكن حلها بإنصاف الشعب الفلسطيني الشقيق من الظلم التاريخي الذي لحق به وتمكينه من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، كما تطرق معاليه إلى الوضع المتأزم في سوريا الشقيقة والذي خلف البؤس والضياع لأبناء شعبها الشقيق مما يتطلب تكثيف الجهود من جانب الدول الإسلامية والأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة من اجل التوصل إلى تسوية للازمة السورية بما يحقق تطلعات الشعب السوري في مستقبل امن ومستقر.
وفيما يتعلق بتطورات الوضع بجمهورية مالي، أكد وزير الخارجية بان الإرهاب المنظم يشكل خطر على الأمن والسلم الدوليين، وان العنف من الجماعات والحركات الإرهابية يهدد إلى زعزعة وحدة مالي وسلامة أراضيها، داعيا المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدات المالية واللوجستية إلى البعثة الدولية في جمهورية مالي، مؤكدا تأييد مملكة البحرين لبنود قرار مجلس الأمن 2085 (2012) الذي يشكل تنفيذه إجلاء الأمن والاستقرار في مالي وبدعم من مبادرات المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا والاتحاد الافريقي، وقد صدر عن القمة بيانا مفصلا حول الأوضاع في مالي ودعم ومساندة الدول الإسلامية لها.
هذا وقد تضمن البيان الختامي الصادر عن مؤتمر القمة كافة القضايا والتحديات التي تواجه الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي والشعوب الاسلامية في كل أنحاء العالم وسبل مواجهتها ، بالاضافة الى التأكيد على ضرورة تعزيز وتطوير التعاون بين الدول الاسلامية في كافة المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعملية.