العدد 3806 - الأربعاء 06 فبراير 2013م الموافق 25 ربيع الاول 1434هـ

المؤتمر الدولي لمرض فقر الدم المنجلي يوصي في ختام اعماله باستحداث برنامج زراعة النخاع بمملكة البحرين

اختتم المؤتمر الدولي لمرض فقر الدم المنجلي /الوقاية ... والعلاج/ تحت شعار "يدا بيدا من أجل حياة أفضل لمرضى السكلر" و استضافته مملكة البحرين تحت رعاية رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة واناب عنه وزير الصحة صادق عبدالكريم الشهابي لافتتاحه .

و شهد المؤتمر الدولي لمرض فقر الدم المنجلي وهو الأول من نوعه بمنطقة الشرق الأوسط والذي عقد في الفترة من 5 إلى 7 فبراير الجاري في المنامة تجمعا علميا كبيرا ضم أكثر من 550 مشارك من مختلف دول العالم.
وقد اوصى المؤتمر في اختتام اجتماعاته بإنشاء لجنة وطنية لوضع السياسات الصحية العامة بناء على الاحصاءات حول المرض واستحداث برنامج توعوي لمرضى فقر الدم المنجلي يتناسب مع احتياجاتهم الصحية و استحداث برامج لتهيئة الفئات المستهدفة بالخدمات والبرامج المقدمة لهم واستحداث برنامج زراعة النخاع بمملكة البحرين و برنامج الفحص المورثات الجينية للحوامل في بداية أشهر الحمل كذلك انشاء قاعدة معلوماتية ضمن برنامج السجل الوطني لمرضى فقر الدم المنجلي.
كما اوصى التعاون على المستوى الاقليمي والدولي للقيام ببرامج للوقاية والعلاج لأمراض الدم الوراثية وعمل البحوث الخاصة بها وتدريب القوى العاملة من أطباء وممرضين في القطاع الصحي و تشجيع الدراسات والبحث العملي في هذا المجال اضافة الى إنشاء لجنة وطنية تشجع الدعم المالي والاجتماعي والعلمي تضم الهيئات الحكومية وغير الحكومية كذلك تبادل الخبرات العالمية التي تعي بالفحص الوراثي والتشخيص في هذا المجال وتطوير وتشجيع الدراسات المبينة على الحقائق والبراهين الكفيلة بالوقاية بالمرض ومضاعفاته وتحسين فرص الحياة لهذه الفئة فضلا عن تعزيز البرامج المتخصصة لفحص ما قبل الزواج.
وكان وزير الصحة صادق الشهابي قد اكد خلال حفل الافتتاح على دور وزارة الصحة في توفير كافة طاقتها لخدمة المرضى والمترددين على مرافق وزارة الصحة فيما اوضح المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون توفيق بن خوجة في كلمته أن مشكلة مرض الدم المنجلي منتشرة في منطقة الخليج، مؤكدا اهمية عقد مثل هذه المؤتمرات وإجراء الكثير من الدراسات الموثقة بالمنهجية العلمية السليمة لتأكيد هذه الأرقام خاصة مع انتشار ظاهرة زواج الأقارب في المنطقة، وضرورة وضع خارطة طريق مناسبة للوقاية من هذه المجموعة من الأمراض في المجتمعات الخليجية بينما اشاد المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط علاء الدين العلوان بتجربة البحرين ونجاحها في تنفيذ برامج الوقاية والرعاية لمرض الخلية المنجلية، إذ حققت انخفاضا بنحو 75 % من معدلات المواليد المصابين بهذا المرض، وفق التقارير الصادرة بين عامي 1984 إلى 1985 من 2.1 % ليصل في عام 2002 إلى 0.7 % وفي عام 2010 إلى0.41 .
ولاقت فعاليات المؤتمر أقبالا واسعا وتحدث فيها ما يقارب من 33 متحدثا من مختلف دول العالم إلى جانب خبراء عالميين من الشرق والغرب العربي وأوروبا وأمريكا، وكان عدد المتحدثين من مملكة البحرين 16 متحدث ومن خارج مملكة البحرين 17 متحدثا، قدمت خلالها 50 ورقة علمية توزعت على جلسات
خلال 3أيام من الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة السادسة مساء يوميا، وتمتلث المحاور الرئيسة للمحاضرات في كيفية معالجة المشاكل المرضية التي يعاني منها مرضى السكلر في المقام الأول بمملكة البحرين وكيفية علاجها باستخدام البروتكولات الموضوعة من قبل وزارة الصحة، ومراجعة البروتوكولات ومقارنتها بطرق العلاج بالخارج لتوحيد ما استجد منها وامكانية استخدامها للمرضى والمضاعفات التي يسببها المرض، وكيفية التعامل معها والوقاية من مضاعفات المرض، وبروتكول علاج الألم، والوقاية من ادمان المسكنات العلاجية، وتوخي المضاعفات المؤدية للوفاة، وعلاقة مرض السكلر بالأمراض والحالات المرضية مثل الم الصدر والجلطات وامراض الكلى وامراض الاوردة، وكذلك العلاج الهيدروكسي، وطرق نقل الدم والدعم النفسي وإعادة التأهيل، والجديد في مجال عمليات زراعة النخاع الشوكي، والتدخل الجراحي في حالات مرضى السكلر، وأخيرا الحمل لحالات السكلر.
-وأشاد المشاركون بمستوى المؤتمر وتنظيمه والمحاور التي عرضت، وقد خرج هذا المؤتمر العلمي بحلول ومقترحات عملية ناجحة من أجل مواجهة هذه المشكلة الصحية والسيطرة عليها وحماية المجتمع من آثارها وتداعياتها، وهو ما ستحرص عليه السياسة الصحية في مملكة البحرين من خلال تطوير الخدمات الصحية وابتكار أساليب جديدة للتعامل مع هذه المشكلة، في ظل الدعم اللامحدود الذي يحظى به القطاع الصحي من لدن الحكومة الرشيدة.
يشار الى ان البحرين قطعت شوطاً كبيراً في علاج مرض السكلر، متمثلة بوزارة الصحة حيث اتبعت البروتوكولات المعمول بها عالمياً، ووضعت خطة مستقبلية للعلاج، وتسعى لتعزيز التعاون بين الجهات المعنية بعلاج ودعم مرضى السكلر بالمجتمع البحريني، وذلك لأهمية تضافر الجهود والتنسيق المتكامل بينها والتعاون المشترك من أجل تنفيذ الخطط الموضوعة لرعاية مرضى فقر الدم المنجلي "السكلر" وأسرهم من الناحية الطبية والاجتماعية والنفسية.
وكانت وزارة الصحة قد بدأت التجهيزات للمؤتمر منذ عام كامل من خلال التنظيم اللوجستي والإداري وبذلت جهود مكثفة بعد تشكيل 7 لجان منظمة للمؤتمر وعمل فيها ما يقارب الـ 59 موظف وموظفة من وزارة الصحة، وذلك لإظهار المؤتمر بشكل لائق ليعكس اهتمام القيادة الرشيدة التي تولي اهتماما بالغا بمشكلة الأمراض الوراثية ومنها مرض فقر الدم المنجلي على وجه الخصوص من أجل السيطرة على هذه المشكلة الصحية وتخفيض أعداد المصابين بها.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً