العدد 3807 - الخميس 07 فبراير 2013م الموافق 26 ربيع الاول 1434هـ

استمرار المعارك في دمشق... ومبادرة الخطيب تفقد زخمها بعد «مهلة الأحد»

تتواصل المعارك بين القوات النظامية السورية ومسلحي المعارضة في ريف دمشق وأطراف العاصمة أمس الخميس (7 فبراير/ شباط 2013) غداة يوم دام شهدته المنطقة، في وقت بدت مبادرة أحمد معاذ الخطيب بشأن الحوار وكانها تخسر من زخمها بعد المهلة التي حددها للنظام لإطلاق النساء المعتقلات لديه بحلول الأحد. وأفاد سكان في دمشق أنهم عاشوا أمس يوماً لم يشهدوا مثله منذ أشهر طويلة بسبب حدة عمليات القصف والمعارك التي شهدتها بعض الأحياء في جنوب وشرق العاصمة والمناطق المتاخمة لها في الريف.

وتسبب ذلك بموجة نزوح كثيفة.

وبلغت حصيلة أعمال العنف في دمشق وريفها الأربعاء 64 قتيلاً بين مقاتلين معارضين وعناصر في القوات النظامية ومدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وقتل 160 شخصاً في كل أنحاء البلاد. وذكرت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات أمس أن الجيش شن الأربعاء «عملية استباقية» في منطقة دمشق بعد أن تلقى معلومات عن هجوم وشيك للمجموعات المعارضة.

من جانبها، ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن «قوات النظام قصفت بقذائف المدفعية والهاون حي الثلاثين» في مخيم اليرموك، «ما أدى إلى احتراق عدد كبير من المنازل».

وكان المجلس الوطني السوري أحد أبرز مكونات المعارضة، دعا الأربعاء «جميع مؤسسات المجلس والائتلاف الوطني وجميع أبناء الشعب السوري إلى التحرك لدعم ثوار دمشق وكتائب جيشها الحر بكل ما يملكون من طاقات وعلى كل الصعد».

وجاء هذا الموقف بعد جدل داخل المعارضة أثاره إعلان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب بشأن استعداده للتحاور مع النظام من أجل رحيله وإنهاء الأزمة.

ويعارض المجلس أي تفاوض مع النظام. وقد انتقد بشدة لقاء رئيس الائتلاف مع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في ميونيخ في نهاية الأسبوع، معتبراً إياه «طعنة للثورة السورية وشهدائها».

وفي ظل عدم صدور أي موقف رسمي من دمشق، عاد الخطيب وحدد الأربعاء مهلة للنظام السوري تنتهي الأحد للإفراج عن النساء المعتقلات في سجونه.

وقال «هذه الأمور ليست إلى يوم الدين. إطلاق سراح النساء (يجب أن يتم) حتى يوم الأحد القادم»، مضيفاً «يعني إذا (...) تأكدت أن ثمة امراة واحدة (في السجن) في سورية (الأحد)، اعتبر أن هذه المبادرة قد رفضها النظام».

وأضاف في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» الناطقة بالعربية «للأسف الشديد، السلطة في سورية تمكن الإيرانيين من القرارات. هم رفضوا اقتراحي بإدراج اسم الاستاذ فاروق الشرع كطرف محاور». ورحب الموفد الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي باقتراح الحوار.

وقال في مقابلة مع صحيفة «لاكروا» الفرنسية في عددها الصادر أمس (الخميس): «إنها مبادرة شخصية مؤاتية للشيخ أحمد معاذ الخطيب على رغم ردود فعل مختلفة لأعضاء آخرين في الائتلاف. إنها عنصر إيجابي كما اعتبرتها المجموعة الدولية، والدول الغربية، وكذلك روسيا وإيران. إلا إن هذا ليس كافياً لعملية تنفيذ مشروع حل سياسي».

في نيويورك، قال ممثل التحالف الوطني السوري في الولايات المتحدة نجيب غضبيان لـ «فرانس برس» إن نظام الرئيس بشار الأسد «فقد شرعيته، ولذلك فان هدفنا هو تولي مقعده في الأمم المتحدة»، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب «معركة سياسية وقانونية طويلة».

العدد 3807 - الخميس 07 فبراير 2013م الموافق 26 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً