على رغم أن معظم عمليات إنقاذ البنوك تلك قد جنت أرباحاً لدعم الحكومات المعنية إلا أن حمى الإنقاذ قد أدت إلى خلق العديد من حزم التحفيز والنمو الممولة عن طريق الديون. لذلك هناك الآن حاجة إلى اتخاذ قرارات سياسية شجاعة لتفادي حالات الإعسار السيادية في العديد من البلدان الصناعية في السنوات المقبلة.
من خلال إشراك السياسة النقدية في الاقتصاد العام والسياسة المالية، فإن البنوك المركزية تواجه الآن خطراً على استقلالية السياسات الخاصة بها. يجب ألا تخضع السياسة النقدية الجيدة لضرورات السياسة الاقتصادية. فهل السياسة النقدية الحالية غير التقليدية تساعد أو تضر بالأجيال المقبلة؟ فعلى سبيل المثال في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية واليابان يصبح إخضاع البنك المركزي إلى السياسة الاقتصادية، عبئاً أساسياً لأن البنك المركزي أصبح أكبر دائن لحكومته.
إن زيادة تنظيم الأسواق المالية وتدخل الدولة في القطاع المصرفي ليس الحل النهائي للأزمة المالية العالمية العام 2008. فعلى مدى الأربع سنوات الماضية على سبيل المثال اعتمدت البنوك العاملة على المستوى الدولي في المتوسط أكثر من 100000 صفحة من القواعد التنظيمية الجديدة، ضمن إجراءات أعمالها. غير أن هذا الكم الهائل من القواعد ليس حلاً لتعزيز النظم المالية. وإنما يجب أخذ لوائح واضحة ومفهومة لحماية المصالح الجماعية العامة مثل نظام ضمان الاستقرار المالي، الشفافية، الكفاءة ، ومنع حالات «أكبر من أن تفشل» وحماية المستهلك.
على خلفية الكبح المالي، فإن آفاق توقعات الاستثمار في السلع والعقارات والأسهم على مدى سنتين أو ثلاثة سنوات، سيكون أفضل من الأوراق المالية ذات الدخل الثابت التي هي عرضة للتداعيات التنظيمية. في الأوقات المضطربة، الأصول التقليدية ذات المخاطر العالية مثل الأسهم والسلع يمكن أن تحقق الاستقرار في المحفظة الاستثمارية أفضل من السندات. كذلك توفر الأسواق الناشئة بيئة استثمارية جيدة. حيث إن الاستثمار المباشر في أسهم وسندات الأسواق الناشئة على المدى الطويل يوفر توقعات أفضل من الاستثمار في البلدان الغربية الصناعية. وبغض النظر عن أية فئة من فئات الأصول، فإن عمليات الاستثمارات المهيكلة، توفر حالياً مزيداً من النجاح مقارنة بالعمليات غير المحددة البديهية. إن التوجه العالمي النشط نحو إدارة الأصول ينتهج الاستثمارات المهيكلة وهو يمثل بديلاً استثمارياً أفضل من الاستثمار السلبي وخاصة في ظل المناخ الحالي الصعب.
مجموعة ساراسين
العدد 3814 - الخميس 14 فبراير 2013م الموافق 03 ربيع الثاني 1434هـ