العدد 3815 - الجمعة 15 فبراير 2013م الموافق 04 ربيع الثاني 1434هـ

ليبيا تحيي عيد الثورة الثاني وسط أجواء مضطربة

تحيي ليبيا اليوم (الأحد) العيد الثاني لانطلاق الثورة الشعبية التي أسقطت نظام معمر القذافي فيما تثير إلدعوات إلى التظاهر ضد السلطات الجديدة مخاوف من حصول تجاوزات في بلد يعاني من انعدام الاستقرار.

وأطلق عدد من الجماعات الليبية دعوات إلى التظاهر من بنغازي مهد الثورة في الشرق الليبي منذ 15 فبراير/ شباط، ومن بينهم مؤيدو الفيدرالية ومنظمات المجتمع المدني.

ومن المطالب «نفي مسئولي النظام السابق» و»إسقاط النظام» الجديد وحل المليشيات المسلحة المسيطرة في البلاد منذ سقوط حكم القذافي.

ويعتبر الثوار السابقون أبطال الثورة الليبية الذين شكلوا مليشيات لمواجهة لقوات القذافي حتى مقتله في 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2011 مسئولين عن غياب الأمن السائد وعقبة أمام إعادة بناء الدولة.

وعكس مقتل السفير الأميركي، كريس ستيفنز في الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي في 11 سبتمبر/ أيلول 2012 التأثير المتزايد لهذه الجماعات المسلحة ولا سيما المجموعات الإسلامية المتشددة.

وصرح المحلل السياسي، سليمان أزقيم أن «الملف الأمني هو أحد التحديات التي تواجهها البلاد ولا سيما انتشار الأسلحة وفرار آلاف السجناء» في أثناء ثورة 2011.

وأضاف أن «السلطات الجديدة وجدت نفسها على الفور أمام مطالب اجتماعية تحول دون تطبيق استراتيجيات اقتصادية أو أمنية على المدى المتوسط أو الطويل».

بالرغم من تنظيم الانتخابات الحرة الأولى في تاريخ البلاد في يوليو/ تموز 2012 اعتبر أزقيم أن البلاد «مازالت غير ناضجة» على المستوى السياسي بعد دكتاتورية القذافي التي استمرت أكثر من أربعين عاماً وحظر فيها تعدد الأحزاب.

ويعاني البرلمان المختلط الذي انبثق عن تلك الانتخابات من صعوبات في إحراز تقدم في ملفات على غرار المصالحة الوطنية وتأسيس عدالة انتقالية وصياغة دستور لتحديد صورة المستقبل السياسي للبلاد.

ولتبرير بطء الإصلاحات تتحدث السلطات عن «إرث ثقيل» للقذافي يتمثل في بلاد بلا مؤسسات وتهميش الجيش والشرطة فيما يتهم أنصار النظام السابق بعرقلة العملية الديموقراطية في ليبيا.

واتهمت الحكومة والثوار السابقون أنصار القذافي بالسعي إلى «نشر الفوضى» في احتفالات العيد الثاني للثورة وهددوا باستخدام القوة ضد كل من «يحاول التشويش على الاحتفالات» وأعلنوا عن إجراءات صارمة لضمان أمن البلاد.

بالتالي أعلنت الحكومة عن إغلاق الحدود البرية مع تونس ومصر بين 14 و18 فبراير وتعليق الرحلات الدولية في مطارات البلاد باستثناء مطاري بنغازي وطرابلس.

وقررت ليبيا في آواخر ديسمبر/ كانون الأول إغلاق الحدود مع جيرانها الأربعة في الجنوب.

منذ ايام أقيمت نقاط تفتيش على محاور ومداخل طرابلس الرئيسية.

كما نفذت الإجراءات نفسها في بنغازي حيث شكل سكان مجموعات للدفاع الذاتي في أحيائهم.

لكن نظرا لحجم الدعوات إلى التظاهر ضد السلطات والخشية التي أثارتها بين السكان قرر عدد من منظمات المجتمع المدني ومن بينها أنصار الفيدرالية في شرق البلاد إرجاء تحركاتها الاحتجاجية.

العدد 3815 - الجمعة 15 فبراير 2013م الموافق 04 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً