بمقتل عبدالحميد أبو زيد الذي أكده الرئيس التشادي إدريس ديبي، فقد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي واحداً من أكثر قادته تطرفاً، نجح في توسيع نطاق عمله ليشمل كل الصحراء الكبرى.
وكان الرئيس التشادي أكد مقتل أبو زيد خلال معارك في شمال مالي، في نبأ لم يتم تأكيده في باريس.
وقال في مراسم لتكريم 26 جندياً تشادياً قُتلوا في المعارك: «في 22 فبراير/ شباط، خسرنا جنودنا في جبل إيفوقاس بعد تدمير قاعدة للجهاديين. كانت المرة الأولى التي جرت فيها مواجهة مع الجهاديين».
وأضاف أن «جنودنا قتلوا اثنين من قادة الجهاديين أحدهما أبو زيد».
وكانت واشنطن رأت أن معلومات نشرتها وسائل إعلام جزائرية عن مقتل أبو زيد في مالي «تتمتع بالمصداقية».
لكن باريس لم تؤكد هذه المعلومات بعد.
- وقال الباحث الفرنسي جان بيار فيليو مؤلف عدة كتب بينها «الحيوات التسع للقاعدة»، إن «أبو زيد وسع بشكل مثير للدهشة نطاق عمله بقدرة حركية كبيرة، عبر خطف سياح في جنوب تونس وفتح جبهة النيجر التي لم يكن لها وجود قبله».
- وأبو زيد (46 عاماً) واسمه الحقيقي محمد غديري، ولد في واحة توقورت التي تبعد 600 كلم جنوب العاصمة الجزائرية.
- أصبح في سن الرابعة والعشرين عضواً في جبهة الإنقاذ الإسلامية التي انتقلت إلى العمل المسلح في نهاية 1991 عندما منعها الجيش الجزائري من تولي السلطة بعد فوزها في أول انتخابات تشريعية تعددية في البلاد.
- وقال الصحافي الجزائري محمد مقدم الذي يدير صحيفة «النهار»: «حسب عائلته (...) بدأ أبو زيد القتال بعد الهجوم على ثكنة قمار في نوفمبر/ تشرين الثاني 1995. وقد رافقه شقيقه بشير الذي قتله الجيش الجزائري في 1995. وحتى نهاية التسعينات نشط في منطقة باتنة» شرق الجزائر.
- وقد ظهر للمرة الأولى في 2003 مساعداً لعبدالرزاق «البارا» المعتقل حالياً في الجزائر، في عملية خطف 32 سائحاً أوروبياً في جنوب الجزائر تقف وراءها الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي أصبحت القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
- وذكر المصدر نفسه المطلع على شبكات الجهاديين الجزائريين أن «الصور الأولى له، التقطها هؤلاء الرهائن نشرت في وسائل إعلام ألمانية بعد إطلاق سراحهم».
ويبدو في هذه الصور رجلاً قصير القامة ونحيلاً وملتحياً.
- وفي 2006، عندما دب خلاف بين مختار بلمختار أحد القادة الرئيسيين للدعوة والقتال، والقائد الأعلى للمنظمة عبدالمالك دروكدال المتمركز في شمال الجزائر، وقف أبو زيد مع قيادة التنظيم.
- وفي فيلم لهواة صوره أحد أعضاء القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في 2007 وتمكنت وكالة «فرانس برس» من مشاهدته في موريتانيا، ظهر أبو زيد لفترة وجيزة يبدو عليه الاستياء، مع جهاديين آخرين حول سيارة تويوتا يملكونها.
- وبصفته نائباً «لأمير الصحراء» يحيى جوادي تولى قيادة كتيبة طارق بن زياد التي كانت تضم مئتي رجل معظمهم من الجزائريين والموريتانيين والماليين، مسلحين بشكل جيد ويتمتعون بقدرة حركية كبيرة ويتمركزون خصوصاً في شمال مالي.
- وفي يونيو/ حزيران 2009، قامت جماعة أبو زيد بخطف السائح البريطاني إدوين داير. وتفيد شهادات بأن قائد الجماعة شخصياً الذي كان واثقاً من أن لندن ستتمسك بموقفها الرافض للتفاوض، قام بإعدام الرهينة ذبحاً.
العدد 3830 - السبت 02 مارس 2013م الموافق 19 ربيع الثاني 1434هـ