العدد 3835 - الخميس 07 مارس 2013م الموافق 24 ربيع الثاني 1434هـ

تشييع تشافيز في جنازة مهيبة والمعارضة ترفع صوتها

أحمدي نجاد في جنازة تشافيز
أحمدي نجاد في جنازة تشافيز

شيعت فنزويلا اليوم الجمعة (8 مارس / آذار 2013) في جنازة مهيبة الرئيس هوغو تشافيز في حضور رؤساء نحو ثلاثين دولة وحكومة من بينهم الكوبي راوول كاسترو والايراني محمود احمدي نجاد.

ومع بدء مراسم التشييع اعلن نواب طاولة الوحدة الديموقراطية، الائتلاف الرئيسي للمعارضة الفنزويلية، انهم لن يحضروا مراسم اداء نيكولاس مادورو اليمين الدستورية كرئيس بالوكالة والتي يعتبرونها "انتهاكا" للدستور.

وفي بداية مراسم التشييع عزفت اوركسترا سيمون بوليفار السيمفونية النشيد الجمهوري الفنزويلي.

ووضع نعش تشافيز المغطى بعلم فنزويلا الاصفر والاحمر والازرق المرصع بالنجوم، في وسط قاعة الشرف في الاكاديمية العسكرية التي اكتظت بكبار الشخصيات والمسئولين العسكريين بكامل زيهم ونياشينهم.

ووضع نيكولاس مادورو على نعش تشافيز نموذجا للسيف الذهبي لمحرر اميركا الجنوبية سيمون بوليفار، المثال الاعلى التاريخي للرئيس الراحل الذي استلهم منه "الثورة البوليفارية".

وعلى الاثر دعي رؤساء الدول والحكومات الى توديع الجثمان في مجموعات صغيرة متتالية.

وخصصت المجموعة الاولى لاقرب حلفائه في اميركا اللاتينية ومن بينهم الكوبي راوول كاسترو والبوليفي ايفو موراليس والاكوادوري رافاييل كوريا.

وبعد قليل جاء دور اثنين من اكثر حلفاء نظام تشافيز اثارة للجدل: البيلاروسي الكسندر لوكاشنكو والايراني محمود احمدي نجاد الذي بدا شاحبا وكانه يتمتم بشفتيه صلاة.

وكان احمدي نجاد قدم لدى وصوله الى كاراكاس "اعمق التعازي للشعب الفنزويلي ولكل شعوب العالم وخصوصا شعوب اميركا اللاتينية" مؤكدا ان "الرئيس تشافيز كان رمزا لكل الباحثين عن العدالة والحب والسلام في العالم".

في المقابل عادت رئيسة البرازيل ديلما روسيف، التي القت مساء الخميس تحية الوداع على هوغو تشافيز، ورئيسة الارجنتين كريستينا كيشنير الى بلديهما قبل مراسم التشييع.

واكتفت الولايات المتحدة، التي كانت هدفا مفضلا لانتقادات هوغو تشافيز اللاذعة، وكذلك الدول الاوروبية بارسال وفود من الصف الثاني باستثناء اسبانيا التي ارسلت، التزاما بقواعد البروتوكول، ولي العهد الامير فيليب.

وخارج الاكاديمية، حيث كانت المراسم تجري مع قداس ديني، كانت حشود غفيرة من "التشافيزيين" الذين يرتدون قمصانا حمراء تنتظر خلف حواجز معدنية او من العسكريين، للتمكن من القاء التحية الاخيرة على تشافيز.

وقال فرانسيس بورتيلورو (50 سنة) مستسلما "نحن هنا لرؤية النعش. كنا نود مشاهدة الجنازة لكننا على اي حال سنشاهدها على شاشة التلفزيون مساء اليوم او غدا".

واصطف عشرات الالاف من هؤلاء على كيلومترات عدة، وفقا للصحافيين في المكان.

واعلن الجمعة يوم عطلة رسمية في فنزويلا حيث نقلت جميع قنوات التلفزيون مراسم التشييع على الهواء مباشرة. ومنع بيع المشروبات الكحولية في البلاد لمدة اسبوع.

ومنذ الاربعاء القى نحو مليوني شخص نظرة الوداع على تشافيز الذي سيتم تحنيطه "مثل لينين" على ان يبقى مسجى سبعة ايام اضافية. وقد امضى بعض الفنزويليين الليلة في الساحة المجاورة للاكاديمية العسكرية.

ومساء الجمعة، يؤدي مادورو الذي كان نائبا لتشافيز واختاره لخلافته، اليمين ليصبح رئيسا بالوكالة على ان يدعو الى انتخابات رئاسية مبكرة في غضون ثلاثين يوما.

لكن نواب طاولة الوحدة الديموقراطية اعلنوا عدم حضور مراسم اداء مادورو اليمين الدستورية.

وقال البرلماني انخيل مادينا عضو الائتلاف المعارض للصحافيين "اليوم، لن نحضر جلسة الجمعية الوطنية لاننا نرى انها تشكل انتهاكا للدستور".

وتحتج المعارضة على تفسير الحكومة للدستور بعد وفاة الرئيس تشافيز مؤكدة ان رئيس الجمعية الوطنية ديوسدادو كابيللو هو الذي يجب ان يتولى الفترة الانتقالية حتى اجراء انتخابات رئاسية مبكرة وليس نائب الرئيس.

وقبل سفره في 11 كانون الاول/ديسمبر الماضي الى كوبا للخضوع لعملية جراحية رابعة لاستئصال ورم سرطاني، لم يتعاف منها، اختار هوغو تشافير مادورو (50 سنة) كمرشح للحزب الحاكم في انتخابات مبكرة محتملة.

من جهة اخرى صدرت معلومات متضاربة عن السلطات الفنزويلية بشان موعد نقل الجثمان الى "ثكنة الجبل" غرب كاراكاس التي قاد منها تشافيز انقلابه العسكري الفاشل في 1992، قبل ان ينتخب رئيسا للمرة الاولى في 1998.

فقد صرح مادورو بان الجثمان سينقل مساء الجمعة بعد الجنازة الوطنية بينما اعلن وزير العلوم والتكنولوجيا خورغي ارياثا صهر تشافيز ان الجثمان سيبقى مسجى "سبعة ايام على الاقل في الاكاديمية العسكرية".

وقد امر تشافيز بتحويل هذه الثكنة الى "متحف للثورة البوليفارية" يجري تشييده حاليا.

وكان لاعلان رحيل زعيم اليسار في اميركا اللاتينة وقع الصدمة في فنزويلا حيث فتح مرحلة جديدة غير واضحة المعالم في هذا البلد المنقسم بقوة بين مناصري ومعارضي تشافيز الذي هيمن على الحياة السياسية منذ وصوله الى السلطة في 1999.

وبسخرية قال خوسيه مانديث، وهو مبرمج كومبيوتر في الثامنة والعشرين، "الشيء الوحيد الذي فعله تشافيز هو بث الكراهية والفرقة. انهم يريدون ان يجعلوا منه شهيدا. وهو ما يضحكني".

وخلال اعوام حكمه ال14 اشعل هوغو تشافيز جذوة اليسار الاميركي اللاتيني "المناهض للامبريالية" في قارة اميركا اللاتينية.

وفي فنزويلا حفر شعبيته لدى الطبقات الفقيرة مع برامج اجتماعية تمول من عائدات النفط الضخمة وشخصية كاريزماتية طاغية.

الا انه اثار ايضا انقسامات عميقة في المجتمع الفنزويلي حيث شوه صورة المعارضة والصحافة الخاصة من دون ان يتمكن من القضاء على ازمات النقص في البلاد وعلى ظاهرة العنف المتنامي في المدن.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً