الوسط - علي الفردان
رأى عضو لجنة الخبراء في منظمة التجارة العالمية طلال أبوغزالة أن قيادة المنظمة استمرت في مقاومة التغيير، وأدى ذلك بها إلى أن تدفع ثمناً باهظاً لتجاهلها المقترحات والأفكار الجديدة.
وأشار أبوغزالة، في تقرير عن وضع منظمة التجارة العالمية وزعه على الصحافيين في مؤتمر صحافي في مقر كلية طلال أبوغزالة في منطقة البرهامة، تناول فيه رؤيته لتطوير المنظمة الدولية، إلى أجواء الإحباط تجاه المنظمة الدولية وإثارتها للتهكم الأمر الذي رفع من مستوى العداء تجاه المنظمة الدولية.
وتساءل أبوغزالة في بحث من 36 صفحة «هل تستطيع منظمة التجارة العالمية المشي ومضغ العلكة معاً في الوقت ذاته؟». لافتاً إلى أن بعض الذين يرون ضرورة التغيير يعتبرون أن الوقت غير مناسب وأن الطاقات يجب أن تركز على رأس المال السياسي وأنها جدول «جولة الدوحة». لكن أبوغزالة لا يتفق مع ذلك الرأي.
وتحدث أبوغزالة إلى الصحافين عن الأزمة المالية العالمية التي لاتزال تداعياتها ظاهرة في العالم، إلا أنه أشار إلى أن البحرين تعد في وضع آمن مقارنة مع دول العالم الأخرى.
وقدم أبوغزالة، وهو عضو ومؤسس وشريك لمؤسسات بحثية وتجارية إقليمية ودولية، في تقريره 22 توصية لمختلف جوانب عمل المنظمة الدولية.
وقال «ما يربكني اليوم هو أولئك اللذين يدَّعون أن منظمة التجارة العالمية لا يمكنها «المشي ومضغ العلكة» في الوقت نفسه إذ أرى في ذلك النمط من التفكير غير واقعي (...) بصراحة أقولها إن المنظمة يمكنها أن تفعل الاثنين معاً».
وتابع «لن يتاح للمنظمة إمكانية الاختيار بين جدول أعمالها وجدول الإصلاح ناهيك عن أن كلا المسارين يدعم الآخر ويعززه».
ودعا أبو غزالة أعضاء منظمة التجارة الدولية إلى صياغة مسودة برنامج إصلاحي والاتفاق عليه في أقرب وقت ممكن (...) تقدم لنا حملة انتخاب المدير الجديد منبراً إضافيّاً مهمّاً لمناقشة الأفكار لتحقيق الإصلاح المؤسسي».
ودعا الخبير العربي إلى إعادة اتباع منهج أكثر مشاركة في الترويج التجاري وذلك من خلال عدة أمور بينها الالتزام بإعادة التواصل مع المواطنين « يجب على كل عضو من أعضاء المنظمة أن يجري حواراً تجاريّاً وطنيّاً مع مواطنيه».
كما دعا إلى أن تدرك المنظمة العالم الجديد وأوصى بأن « يعمل الأعضاء مع المدير العالم لإنشاء ذراع لأمانة السر يكون مسئولاً عن متابعة والإبلاغ وتحيل التغييرات الجغرافية والسياسية الاقتصادية المتسارعة».
واشار أبوغزالة إلى ضرورة إضفاة الصفة الإنسانية على التجارة لصالح أصحاب الأعمال، وأوصى بأن يقوم المدير العام للمنظمة بالتعاون مع الأعضاء بإنشاء مديرية في أمانة السر لتقديم برنامج مستمر للقطاع الخاص عن «التجارة في انتشار التعليم» لافتاً إلى ضرورة تبسيط إجراءات عملية اتخاذ القرار وتعزيزها.
وقال أبوغزالة إنه ينبغي تشجيع الأعضاء على استخدام أحكام التصويت القائمة بشكل أكثر من أجل الإسراع في خطى عملية اتخاذ القرار ورفع مستوى فاعليتها، كما أكد أهمية مراجعة الأعضاء سير عملية الانضمام الحالية لتحسين تأميم عمليات الانضام وتنفيذها للتوصل إلى قرار نهائي بشكل أسرع.
وأوصى أبوغزالة بدمج مركز التجارة العالمي في منظمة التجارة العالمية بشكل كامل، وشرح أهمية تأسيس ملتقى غير رسمي منتظم لقادة المنظمة على فترات مناسبة تستضيفه الدول الأعضاء المختلفة على التوالي.
واختتم أبوغزالة تقريره بأنه يرغب في «رؤية منظمة تجارة عالمية قوية متجددة تقوم قيادتها على الاحترام والمصداقية وبالتأكيد؛ فإنني لا أريد أن أستسيغ هيئة يصفها الناس على أنها مشلولة ولا معنى لها».
العدد 3837 - السبت 09 مارس 2013م الموافق 26 ربيع الثاني 1434هـ