حذر الرئيس الاميركي باراك اوباما اليوم الاربعاء (13 مارس/ آذار 2013) مباشرة السلطات الصينية من استمرار الهجمات المعلوماتية المتزايدة التي تستهدف الولايات المتحدة ومصدرها الصين، مشيرا الى حصول مناقشات "حادة" مع بكين.
وكثرت ردات الفعل الاميركية خلال الاسابيع الاخيرة على محاولات قراصنة معلوماتيين صينيين لاقتحام شبكات شركاتها او بناها التحتية، ما اثار كل مرة نفيا رسميا من حكومة بكين.
لكنها المرة الاولى التي يتحدث فيها الرئيس اوباما شخصيا عن الامر بوضوح.
وصرح اوباما لقناة اي.بي.سي ان "ما هو صحيح هو اننا لاحظنا زيادة كبيرة في المخاطر على امننا المعلوماتي وبعضها مدعوم من الدولة واخرى من مجرمين".
واضاف "اننا شرحنا بوضوح للصينيين اننا ننتظر منهم ان يحترموا المعاهدات والقوانين الدولية".
وقال "ستحصل معهم نقاشات ساخنة وهو امر سبق وحصل" معربا عن الاسف لخسارة مليارات الدولارات بسبب نهب الاسرار الصناعية عبر المعلوماتية.
واكدت الصين الاربعاء انها مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة لمكافحة الجريمة على الانترنت مؤكدة بالمقابل انها هي ايضا تتعرض لهجمات.
وصرحت الناطقة باسم الدبلوماسية الصينية هوا شونيينغ ان "ما هو لازم في فضاء الانترنت ليس الحرب بل القوانين والتعاون".
واصبحت القرصنة المعلوماتية والتجسس الرقمي خلال الاسابيع الاخيرة من المواضيع الساخنة في العلاقات بين واشنطن وبكين.
ودعا مستشار اوباما للامن القومي توم دونيلون الاثنين الصين الى اتخاذ "تدابير جدية للتحقيق في تلك النشاطات ووضع حد لها"، واعلن قائد الاستخبارات الاميركي جيمس كلابر الثلثاء في تقريره السنوي امام الكونغرس ان الهجمات المعلوماتية وكوريا الشمالية، هما اكبر مخاطر تواجهها البلاد.
واليوم نفسه حذر مدير وكالة الامن القومي (ان.اس.ايه) الجنرال كيث الكسندر لجنة في الكونغرس من وضع "يتفاقم" على جبهة الهجمات المعلوماتية واقر بان الجيش يدرب حاليا "وحدات هجومية سيستخدمها البنتاغون في الدفاع عن البلاد" في حال وقوع هجمات معلوماتية.
وقد وعدت ادارة اوباما في العشرين من شباط/فبراير برد "قوي" على سرقة الاسرار الصناعية من شركات او دول اجنبية وذلك في وثيقة اطار تذكر العديد من الامثلة لتلك النشاطات لحساب كيانات صينية.
ونفت بكين حينها بشدة ان تكون قامت بعملية واسعة النطاق لسرقة الاسرار الصناعية رغم تعرف شركة اميركية للامن المعلوماتي على مبنى في ضواحي شنغهاي انطلقت منه تلك الهجمات.
ويرى جيمس لويس الخبير في المعلوماتية بمركز سي.اس.اي.اس ان اشتداد لهجة واشنطن قد يكشف نفاذ صبر الادارة الاميركية المتزايد من تصرف الصين ودول اخرى.
وصرح الخبير لفرانس برس "هناك معلومات لم تنشر تثبت ان الصين فاعل كبير في التجسس الاقتصادي" مؤكدا ان تصريحات اوباما "تزيد من الرهانات" في هذا الملف.
ويفترض ان يلتقي اوباما الاربعاء مدراء شركات في البيت الابيض للبحث في تنسيق افضل بين القطاعين الخاص والعام في الامن المعلوماتي حسب برنامجه اليومي.
وتحولت الهجمات المعلوماتية الثلثاء الى مشكلة شخصية بالنسبة لاوباما الذي يبدو ان زوجته تعرضت لهجوم كشف معلوماتها المصرفية على موقع في الانترنت في قضية يعكف الاف.بي.اي واجهزة الاستخبارات على التحقيق فيها حاليا.
ورفض الرئيس تاكيد اذا كانت زوجته ضحية هجمات معلوماتية لكنه اقر لاي.بي.سي ان الظاهرة تشكل "مشكلة كبيرة".