في 31 اكتوبر /تشرين الأول ألغت شركة طيران الإمارات طلبا لشراء 20 طائرة A340-600 من شركة إيرباص الأوروبية. والأخطر من ذلك (من وجهة نظر إيرباص) أن طيران الإمارات ابتعثت الأسبوع الماضي فريقا للتدقيق في أسباب تأخر تسليم طلب الطائرات العملاقة A380 ، في وقت ترددت أنباء عن انزعاج بسبب «زيادة تأخير في التسليم وزيادة في الوزن الذي كان متفقا عليه قبل بدء التصنيع».
والخطورة تكمن في أن طيران الإمارات هي أكبر زبون للطائرة الأوروبية العملاقة، وكانت أول من طلب أكثر من 40 طائرة دفعة واحدة قبل عدة سنوات، ثم زاد على ذلك الطلب، مما أحدث هزة لصالح إيرباص التي تمتلكها شركات تابعة لدول أوروبية رئيسية (فرنسا، بريطانيا، المانيا، اسبانيا). ومشروع الطائرة الاوروبي يحاول قيادة صناعة الطائرات بالتنافس مع الشركة الاميركية «بوينغ»، ولكن إيرباص تحتاج الى بيع 420 طائرة عملاقة لكي تسترد استثمارها الأولي في تصميم وتصنيع الطائرة العملاقة، غير انه طلبات الشراء لاتتعدى حالياً 159 طائرة مما يثير المخاوف لدى الحكومات الاوروبية من تكرار ماحدث لطائرة «الكونكورد» التي مولت كل من فرنسا وبريطانيا تصميمها وتصنيعها ولم تتمكن الدولتان من استعادة الاموال التي استثمرت في التطوير منذ بدء المشروع حتى الغاء الطائرة بالكامل قبل فترة غير بعيدة.
المقلق لشركة «إيرباص»، ما كشفه مسئول كبير في شركة «بوينغ»، في تقرير أوردته صحيفة «الحياة» في 2 نوفمبر / تشرين الثاني الجاري، ان شركة «طيران الامارات» طلبت من عملاق صناعة الطيران الأميركي، شراء طائرات من طراز 747- 8، لملء الفراغ الذي تركه تأجيل تسليم طلبياتها من طائرات ايرباص 380 العملاقة، والتي اربكت خطط الناقلة الاماراتية على بعض الخطوط حول العالم.
وقالت «الحياة» ان نائب رئيس مبيعات الشرق الأوسط وإفريقيا للطائرات التجارية في «بوينغ» لي مونسون قد قال خلال مؤتمر صحافي عقد في دبي أمس الأول: ان «بوينغ تدرس حالياً حاجة السوق الى طائرات من طراز 747- 8، وانها ستقرر اذا كانت ستصنع هذا النوع من الطائرات قبل منتصف السنة المقبلة. لكنه اكد ان «بوينغ» لن «ترد طلب طيران الإمارات التي تعتبر شريكاً مهماً لها. وإذا قررت عدم تصنيع هذا الطراز، ستحاول ان تلبي طلبها ببيعها طائرات من نوع آخر يفي بالمواصفات التي تريدها». كما اكد المسئول في «بوينغ» ان الناقلة الاماراتية استأجرت خمس طائرات وتنوي استئجار طائرتين أخريين من «بوينغ» لسد فجوة تأخير استلام طائرات 380 حتى مطلع 2008 بسبب مشكلات فنية خلقت عاصفة سياسية في اوروبا، وادت الى استقالة رئيسي الشركة نويل فورجار وغوستاف هومبير اللذين تحملا مسئولية التأخير الحاصل في برنامج انتاج الطائرة. وأكد مونسون، في أول تصريح يصدر عن «بوينغ» منذ ازمة تسليم طائرة ايرباص 380 قبل اكثر من شهر، ان «بوينغ» لن تصنع طائرات كبيرة بحجم «ايرباص 380» لأنها تركز حالياً على الطائرات المتوسطة الحجم والطويلة المدى مثل «787 دريملاينر». وأشار المسئول في «بوينغ» الى ان هذه المرحلة هي مرحلة «بوينغ» وليس «ايرباص» في منطقة الشرق الأوسط، التي على رغم تفوق الأخيرة بعدد الطائرات التي باعتها لدول المنطقة خلال السنوات الماضية التي اعقبت حوادث سبتمبر /أيلول. وأكد ان حصة «بوينغ» في منطقة الخليج هذا العام أكبر من حصة غريمتها «ايرباص»، وكذلك في السنتين المقبلتين، مشيراً إلى أن طلبيات منطقة الخليج خلال هذه السنة تتراوح بين 200 و 300 طائرة.
المراقبون لايفصلون الجانب السياسي عن الجانب الاقتصادي في مشروعات من هذا الحجم، وليس معلوما حجم التأثير الأميركي على قرار طيران الإمارات، ولكن من دون شك، فان تأخر تسليم الطائرات العملاقة التي وعدت به الشركة الأوروبية ساهم بشكل مباشر في حوادث الزلزال الذي تمر به حاليا، بينما تحتفظ طيران الإمارات باوراقها من دون أن تكشف خطواتها المستقبلية بشكل اكثر وضوحا
العدد 1519 - الخميس 02 نوفمبر 2006م الموافق 10 شوال 1427هـ