قال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «مينا لخدمات الأعمال» علي بن آدم الهاشمي إن شركته بدأت قبل أوائل الأسبوع الحالي في تدريب 100 بحريني وبحرينية من حملة الدبلوم والشهادات الجامعية لمدة تسعة أشهر على برنامج تنفيذي لمركز للاتصالات وآخر للسكرتارية الطبية وسيتم توظيفهم في الشركة مباشرة بعد تخرجهم.
وأبلغ الهاشمي «مال وأعمال» في لقاء خاص «بعد انتهاء البرنامج سيتم توظيفهم في الشركة إذ إن لدينا عقود عمل مع شركات في الولايات المتحدة الأميركية وشركات في البحرين وأن عدد الطلبة سيتضاعف خلال عام ليبلغ أكثر من 250 طالبا وطالبة الذين سيحصلون على وظائف مضمونة مع الشركة وهذه ثمرة من ثمرات التعاون بين شركة مينا لخدمات الأعمال ووزارة العمل في مملكة البحرين وكذلك المسئولون الذين ساندوا الشركة».
وقال رجل الأعمال العماني :»أنا متفائل ؛لأن البحرينيين لديهم حب العمل والمثابرة وهذا يعطينا حافزا ،لأن لدينا الكثير من العقود من أوروبا وأميركا ولأن بيئة العمل في البحرين مناسبة جدا وقد حصلنا على عقود عمل لمدة خمس سنوات من شركات ومؤسسات في الولايات المتحدة الأميركية وأن الشركة تحتاج إلى 600 وظيفة في السكرتارية الطبية».
وأضاف «سنستقدم 15 أجنبيا تم تدريبهم في سلطنة عمان لكي يتم تدريب الطلبة البحرينيين لمدة تسعة أشهر قبل توظيفهم في شركة مينا. لدينا في سلطنة عمان في الوقت الحاضر نحو 250 شخصا تم تدريبهم ولكننا نحتاج إلى المزيد وسيتم تدريب 100 طالب وطالبة من البحرين».
كما ذكر الهاشمي أن شركته لديها الكثير من الاتفاقات «وعدت للتو من «جوام» الواقعة في منطقة الباسيفيك وهي ولاية أميركية إذ تم التعاقد مع أربعة مستشفيات أميركية تخدم الجيش الأميركي في قاعدة «إكاناو» التي تضم نحو 50 ألف جندي أميركي. يبلغ العقد خمسة ملايين دولار وأن عقد العمل سيتم تنفيذه من خلال مكاتب الشركة في سلطنة عمان والبحرين. كما أن لدينا عقد تدريب وعمل ثان حصلنا عليه من أبوظبي. وجميع العقود الخارجية والعقود المحلية سيتم تنفيذها من البحرين».
وقال: إن الشركة حصلت على عقود عمل في البحرين بقيمة مليوني دينار ليرتفع حجم العقود في المنطقة إلى أكثر من 7 ملايين دينار (نحو 19 مليون دولار) لهذا العام إذ وقعنا عدة عقود مع جهات بحرينية الأسبوع الماضي و الحالي أحدها مع مصرف للقيام بمركز اتصالاتهم واستفساراتهم وان العقد يحتاج إلى 15 موظفا. كما وقعنا عقدا مع شركة بحرينية أخرى وكذلك في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية.
أحد الطلبة الذين يتدربون في الشركة وهو جاسم عبدالأمير الشيخ المتخرج من جامعة البحرين دبلوم هندسة كمبيوتر أبلغ «مال وأعمال» أنه لم يجد عملا وأنضم إلى الشركة ولكنه استدرك قائلا: «حتى لو كنت أعمل كنت سأنتقل إلى هذه الشركة ؛لأنها شركة ممتازة من جميع النواحي - وظيفة محترمة دوام محترم ومعاملة محترمة تجعلك تحس أن مدير الشركة لا يستغل الناس وإنما يهتم بتطويرهم ليستفيد ويستفيدوا».
وأضاف «أنا واثق من استمرارية الشركة بل وأتوقع أن تكون من أقوى الشركات العاملة في المملكة بسبب أن بداية الشركة كانت بداية قوية وأنها تنافس باقي الشركات».
وقال الهاشمي: إن شركة «مينا» اتفقت مع وزارة العمل على تقاسم كلفة تدريب الطلبة البحرينيين الذين يتقاضون أجورا تبلغ 150 دينارا في الشهر أثناء التدريب ترتفع إلى نحو 250 دينارا شهريا بعد التخرج والعمل مع الشركة.
وتهدف الشركة إلى تأهيل البحرينيين لتسلم وظائف في الشركة لخدمة العملاء في خطة طموحة تهدف إلى توفير فرص عمل للمواطنين بعد حصولها على عقود إسناد أعمال (Outsourcing) من شركات ومؤسسات في البحرين وبعض دول المنطقة.
ويتركز نشاط الشركة في أعمال الاتصالات (خدمة العملاء) والسكرتارية الطبية (الوصفات الطبية) والتدريب.
وكان المستثمر العماني الطموح قد بدأ الشركة التي كانت باسم عمان لاين (Oman line) في مسقط في العام 2003 وحصلت على أول عقد من شركة أميركية تسمى سي بي (cbay) بعد زيارة قام بها رئيس الشركة الأميركية إلى سلطنة عمان وقع خلالها على عقد مدته ثلاث سنوات تم من خلاله إسناد خدمات الأعمال إلى شركة مينا.
وعلى رغم أن بعض الشركات المماثلة تعمل في البحرين إلا أن الزخم لا يزال ضعيفا وقال الهاشمي: إنه يعمل على تكوين شبكة في دول الخليج العربية وربط بعضها ببعض. كما أنه يعتزم استخدام البحرين كمركز يمكن لأن يخدم زبائن الشركة في بعض الدول الخارجية والإقليمية بسبب وجود العنصر البشري القابل للعمل في هذا المجال في المملكة.
وتعمل دول الخليج العربية على توفير فرص عمل للشباب للحد من البطالة المتزايدة في المنطقة الغنية بالنفط والتي يعمل بها أكثر من 10 ملايين أجنبي معظمهم من شبه القارة الهندية والفلبين ويرى الهاشمي أن هذا المجال يمكن أن يكون فرصة كبيرة للشباب للإنخراط فيه.
وعلى رغم أن هذا المجال ليس جديدا لكنه يحتاج إلى تدريب وتأهيل قبل تسلم الوظيفة وهو ما تعمل من أجله الشركة الجديدة.
ويظهر من مقرها الواقع في المنطقة الدبلوماسية أن شركة مينا تخطط لأن تكون واحدة من كبريات الشركات التي يمكن أن يعتمد عليها في التعهيدات المحلية والإقليمية والدولية إذ صرفت مئات آلاف من الدنانير لجلب أجهزة ومعدات وتجهيزات لمكاتب التدريب والموظفين.
وأظهرت دراسة قامت بها شركة كي بي إم جي KPMG أوائل العام الجاري أظهرت أن القيمة السوقية للشركة تبلغ 10 ملايين دينار (26 مليون دولار) ويتوقع أن ترتفع إلى 14 مليون دينار في نهاية العام الحالي.
والشركة مملوكة بنسبة 25 في المئة إلى كل من شركة التنمية القابضة الكويتية وشركة بنطامي السعودية وباقي الحصة البالغة 50 في المئة لمملوكة إلى الهاشمي الذي بدأ الشركة في سلطنة عمان.
وكان الهاشمي قد قال: إن شركته خلقت شراكة عمل مع وزارات العمل في دول الخليج العربية لتدريب وتشغيل المواطنين. ففي سلطنة عمان لديها عقود مستمرة مع وزارة القوى العاملة لتدريب وتشغيل أكثر من 400 شخص. وفي البحرين تعاقدت الشركة مع وزارة العمل لتدريب وتشغيل 100 مواطن بحريني.
وأضاف «وفي دولة الإمارات العربية المتحدة والكويت والمملكة العربية السعودية توصلنا إلى اتفاقات مع الجهات المختصة للعمل على المنوال نفسه. في نهاية المطاف هدفنا هو المساهمة في توفير وظائف للشباب الخليجي عن طريق تأهيلهم وتدريبهم للقيام بخدمة عملاء الشركة الذين وقعنا عقود عمل معهم».
«نحن نحاول خلق وظائف والتي نعتبرها مهمة سامية وواجب وطني وتجربتنا في سلطنة عمان كانت فريدة وناجحة جدا ؛لأننا أثبتنا أن الشباب الخليجي يمكنه القيام بأعمال تقام في أوروبا والهند وهو إسناد الأعمال وأنا أؤمن بقدرة الشباب في الخليج على القيام بها على أحسن وجه».
ويبدو أن الشركة في طريقها للحصول على عقود كثيرة من المصارف والشركات المنتشرة في البحرين ودول المنطقة الأخرى إذ يعتبر إسناد الأعمال إلى شركات خاصة جديد في المنطقة. ويبلغ حجم التجارة العالمية في إسناد الأعمال إلى الشركات بنحو خمسة مليارات دولار وأن العقود التي تحول من الولايات المتحدة الأميركية إلى الهند سنويا تقدر بنحو مليار دولار».
وأظهرت بيانات صدرت في الآونة الأخيرة عن خدمة العملاء أن تعهيد الأعمال في سوق المملكة العربية السعودية وهي أكبر سوق في منطقة الخليج يبلغ نحو 200 مليون ريال سنويا.
وحصل الهاشمي على درجة الماجستير في إدارة الأعمال والاقتصاد من بريطانيا في العام 1994 الذي قال إنه يرى أن أكثر مجال يوفر فرص عمل للمنطقة هو تعهيد الأعمال مثل ما يحدث في الهند والفلبين
العدد 1525 - الأربعاء 08 نوفمبر 2006م الموافق 16 شوال 1427هـ