أكد النائب عادل العسومي أنه ومجموعة من نواب آخرين سيشكلون كتلة نيابية في المجلس القادم، لتكون الكتلة النيابية الخامسة إلى جانب كل من كتل «الوفاق» و«المنبر» و«الأصالة» و«المستقلين»، وأشار العسومي إلى أن الكتلة التي رفض الإفصاح عن مسماها ستضم نحو ثلاثة إلى ستة أعضاء ممن يشكلون توجهاً مستقلاً وغير محسوبين على أي توجه، ونفى أن يكون قد انضم إلى كتلة المستقلين مثلما تردد في وقت سابق.
ورجح العسومي أن تتوافق كتلته على اختيار خليفة الظهراني رئيساً للمجلس في الفصل التشريعي الثاني، مبينا أن اللجان النيابية التي سيتوزع فيها أعضاء الكتلة لم تتحدد بعد.
وأكد في اللقاء الذي أجرته معه «الوسط»، أنه لا يجد عيباً في أن يصفه البعض بأنه قريب من الحكومة، طالما تمكن من خلال ذلك من تحقيق تطلعات الناس، مشيراً إلى أن دعمه ملف التعديلات الدستورية يتوقف فيما إذا كان مضمونه يدعم مشروع جلالة الملك الإصلاحي.
الوسط - أماني المسقطي
النائب عادل العسومي - الذي أعلن عدة مرات بعد فوزه في الانتخابات النيابية، وحصوله على نسبة 69 في المئة من أصوات الناخبين، أن ما أوصله لمقعد البرلمان هو ما قدمه وعلى مدى سنوات لأهالي منطقته (الحورة والقضيبية) - لم يجد ضيرا في أن يؤكد أنه قريب من الحكومة لأجل ذلك، مادام هذا القرب يعني تحقيق مطالب هؤلاء الأهالي.
وأكد أنه يعتزم أن يشكل ومجموعة من النواب الجدد كتلة نيابية جديدة، بعيدة عن الشعارات على حد وصفه، رافضا الإفصاح عن ماهية هذه الكتلة، سوى أنها ستكون معنية بالتركيز على هموم الشارع.
وأكد كذلك أنه سيسعى ضمن من سيسعون إلى دعم رئاسة خليفة الظهراني للمجلس، غير أنه لم يتخذ بعد قرارا بشأن اللجنة النيابية التي يأمل في عضويتها في المجلس المقبل.
وفيما يأتي نص المقابلة التي أجرتها «الوسط» مع العسومي:
* كنت المترشح الوحيد الذي لم يكن محسوبا على أية جمعية أو مدعوما منها، فكيف تمكنت من تحقيق نسبة 69 في المئة على منافسك الذي كان مدعوما من كتلة المنبر الإسلامي؟
- تمكنت من خلال ثقة الشارع والانجازات والتواصل مع الناس، وهذا ما جعلني قريبا منهم جدا وخلق الألفة بيني وبينهم.
* ما مدى صحة ما تردد أنك كنت تستعد لهذه الانتخابات منذ أن خسرت في انتخابات 2002 وعلى مدى السنوات الأربع التي مضت؟
- هذا غير صحيح، وجهودي في الدائرة تعبر عني سواء ترشحت أو لم أترشح، ولم يكن هدفي الحصول على أي منصب من عدمه، ولكن ارتأيت أن وجودي في مجلس النواب سيعطيني صلاحيات أكبر لخدمة الناس وأرضية أقوى، وهذا حقي الشرعي في الاستناد الى قاعدة تدعمني وتساعدني في تقديم خدمات أفضل للناس.
* هل ترى أن خسارة المترشح البلدي عن دائرتك غازي الدوسري في الجولة الثانية، أثرت على التكامل الذي كنت تسعى لتحقيقه في الدائرة في حال فاز؟
- دعمته في الجولة الثانية فقط، لأني كنت آمل ان نكون فريق عمل واحد حتى نكمل بعضنا بعضا، ولكني حتى الآن لن أكون ضد عضو المجلس البلدي الحالي طارق الشيخ، ولا أعتقد أن خسارة الدوسري ممكن أن تؤثر على ما أقدمه لأهالي المنطقة التي سأظل اعمل لأجلها.
وإن كنت اتجهت لدعم غازي الدوسري في الجولة الثانية فهذا لأني كنت أكثر تفاهما معه من المرشح الآخر، الذي أؤكد مرة أخرى أني لست ضده، وفي أي وقت يلجأ الي كنائب سأقدم له دعمي، وكل من يستطيع أن يخدم أهالي الحورة والقضيبية سأكون أول الداعمين له، ولن أكون ضد أي احد يقدم خدمات لأهل منطقتي.
* أي الكتل تفضل الانضمام إليها في المجلس المقبل؟
- أنا قريب من كتلة الأصالة، لأني أثق انهم يعملون من أجل المواطن، ولكني سأعمل من خلال كوني مستقلا.
* هل هناك أية كتلة عرضت عليك الانضمام إليها؟
- نعم، ولكن الشارع البحريني سيسمع قريبا عن كتلة جديدة في المجلس.
* كتلة خامسة تنضم إلى بقية الكتل؟
- نعم، كتلة ستكون قريبة من الشارع وليست كتلة شعارات وتعمل من أجل المواطن، وستضم أعضاء لهم التوجه نفسه.
* ما هي تفاصيل تشكيلة هذه الكتلة؟
- انتهينا منها، وسنعلن عنها في الوقت المناسب، وكل ما يمكن التصريح به الآن أن الكتلة ستضم ما بين 3 إلى 6 أعضاء.
* إذا هذا ينفي ما تردد أنك ستنضم إلى كتلة المستقلين؟
- هذا الكلام غير صحيح، فأنا لم ولن أنضم إلى كتلة المستقلين.
* كيف ترى العلاقة مع الكتل الأخرى في المجلس، وخصوصا أنك ستكون عضوا في كتلة؟
- ستكون العلاقة مع أية كتلة بما يحقق أي شيء في مصلحة البحرين، ووفقا لاجندتي.
* وما هي أجندتك؟
- أجندتي واضحة، والكل يعرفها، وأعلنت عنها بوضوح خلال حملتي الانتخابية.
* أي اللجان النيابية ترى نفسك فيها؟
- ليس مهما عندي، ولم أتخذ قرارا نهائيا بهذا الشأن بعد، وإنما كل ما يهمني أن أكون عند حسن ظن الناس بي وبالتأكيد سأتشاور مع الكتلة.
* ما هو تصورك لرئاسة مجلس النواب؟
- انا مع الظهراني، وبكل وضوح...
* هل تتفق معك الكتلة بهذا الشأن؟
- لم أخذ رأيهم ولكن أتوقع أن يتوافقوا معي في هذا الشأن.
* ماذا عن علاقتك مع المنبر الاسلامي؟
- انتهت الخلافات مع المنبر، وتحدثت مع رئيس الكتلة، وأساسا لم يكن هناك خلاف، والمنبر توجه نحترمه ونقدره وندعمه، والأجندة المقبلة ستخلو من أي خلاف بين العسومي والمنبر، على الأقل من وجهة نظري، وأكبر دليل على ذلك أني أعلنت دعمي للعضو البلدي.
* المرشح الذي نافسك في الانتخابات، ذكر في إحدى المقابلات التلفزيونية أن هناك من فاز بالرشا، فما رأيك؟
- لا أعتقد أنه كان يقصدني شخصيا في ذلك، وإن كان يقصدني فليسامحه الله، ولا أعتقد أن من يحصل على 70 في المئة من الأصوات قد حصل عليها عن طريق الرشا، وأهل الحورة والقضيبية يعرفون من هو عادل العسومي، والرشا لن تدفع بالناس إلى أن يحملوني على الأكتاف بعد فوزي، وهذا دليل على أن قناعة الناس هي من أوصلت عادل العسومي، وكنت أقول للناخبين، إذا كنتم مقتنعين بي فصوتوا لي، ولا أعتقد أن أي مترشح كان يتحدث بهذه اللغة، فأنا لم أفرض على الناس أن يرشحوني، وسيستمرعملي وجهودي، وأترفع عن الرد على أي كلام يراد به باطل.
يتردد أيضا أنك فزت في الانتخابات لكونك قريبا من الحكومة التي دعمتك، فما قولك في هذا؟
- الحكومة لم تتدخل، وليس من العيب أن أكون قريبا من الحكومة، وهذه شطارة، وأنا قريب منها لمصلحة الناس والوطن، ولا أريد أن أكون «فلتة» أو بطلا وطنيا، وقربي من الحكومة هو الذي اوصلني إلى الناس الذين يريدون من هو قريب من الحكومة حتى يحقق لهم مطالبهم.
* ما هي الأولويات التي ترى ضرورة أن يبدأ العمل التشريعي بها؟
- لم تتضح الأجندة بعد، ولكني أتمنى أن يتم التركيز على رفع المستوى المعيشي للمواطنين - أنا من دائرة فقيرة، وأعرف ماذا يريد الناخب، وأرى أن من سيرفع شعارات سياسية وصل من خلالها إلى مجلس النواب سيجد صعوبة في كسب ثقة الناخب في الانتخابات المقبلة _ لأن الناخب همه الأول والأخير هو رفع المستوى المعيشي، وتوفير فرص العمل ودعم الاستثمار، ناهيك عن تقديم المزايا للقطاع الخاص لا القطاع الحكومي فقط، ونتمنى من كل النواب أن يتجهوا لهذا الاتجاه.
* ما هي رؤيتك للملف الدستوري؟
- إذا كان الملف الدستوري يتماشى مع المشروع الاصلاحي لجلالة الملك الذي أدعمه، فسأدعم هذا الملف بلا شك، وأي تطوير للحراك السياسي في البحرين يجب ان يخرج من خلال المشروع الاصلاحي لجلالة الملك، وأنا أثق تمام الثقة أن القيادة السياسية العليا تتمنى الخير للبحرين كأي مواطن آخر، كما أرى أن البحرين تحتاج إلى التأني وعدم التسرع في اتخاذ القرارات في أي شأن، ولا نريد أن نكون مثاليين أكثر من اللازم لأن الناخب نفسه يحتاج لفترة لأن يقيم الأمور بطريقة صحيحة، وأكبر دليل على ذلك أن الناخب لا يعرف كيف يختار مرشحه، وبالتالي لا يمكن منح صلاحية لمن لم يتعلم الأمر.
كما أن المشروع الاصلاحي سيكون في يوم من الأيام هو الذي سيطور نفسه، وذلك لأن البحرين تملك مستوى من الديمقراطية لا يوجد في الدول العربية الأخرى، وجلالة الملك كان دائما الطرف الذي يبادر إلى تخفيف التوتر وهذا أمر يحسب له.
* يؤخذ على النواب السابقين أنهم كانوا يركزون على الخدمات المناطقية، ومن خلال حديثك يتبين أنك ركزت كثيرا على الحورة والقضيبية، وهذا ما يضعك ضمن هذه الفئة من النواب...
- لم يأت ذكر الحورة والقضيبية في مجلس النواب السابق سوى من خلال ما طرحه النائب السابق عبدالله العالي في إحدى المرات، وفي نهاية الأمر فإن من أوصلني للمجلس هم أهالي الحورة والقضيبية، الذين سأعوضهم في الفترة المقبلة عما سبق... فالتشريع للكل، ولكن الدعم الخدماتي سيكون لمنطقتي بالدرجة الأولى بطبيعة الحال.
أنا أسعى للتمثيل المشرف للحورة والقضيبية التي تعتبر منطقة عريقة تاريخيا وسياسيا، وتحتاج إلى النائب غير العادي، الذي له كلمته ومكانته وثقله في داخل المجلس، وعلى رغم أن أهالي المنقة يثقون برأيي ويستشيرونني في أمور عدة، ولكني لا أسعى إلى أن افرض دور الوصاية عليهم.
* ولكن ألا ترى في ذلك تعارضا مع العمل البلدي؟
لا يتعارض مع العمل البلدي، وكل شخص يعمل من أجل المنطقة سأدعمه، وسأنسى خلافاتي معه وسأرضى عنه تمام الرضا مادام يخدم أهالي الحورة والقضيبية.
* هل ستستمر في كونك المشرف العام على المشروع الاسكاني لمنطقتي الحورة والقضيبية، وفي رئاستك للصندوق الخيري في منطقتك؟
- بالتأكيد سأستمر فيهما، ومنصب رئيس الصندوق أهم من النائب، والمجلس النيابي لن يمنعني عن القيام بهذا الدور وسأستمر في دعم فقراء الحورة والقضيبية... انا ابن الحورة، وسيظلون يروني قريبا منهم مثلما تعودوه مني.
* هل لديك تصور معين لدعم هذا المشروع الاسكاني من خلال مجلس النواب؟
- المشروع مكرمة من رئيس الوزراء وبعيدة عن العمل النيابي، وهي في حيز التنفيذ
العدد 1552 - الثلثاء 05 ديسمبر 2006م الموافق 14 ذي القعدة 1427هـ