خسر منتخبنا الوطني مباراته المصيرية أمام البلد المضيف قطر في لقاء صدارة المجموعة الأولى ضمن منافسات لعبة كرة اليد في دورة الألعاب الآسيوية المقامة في الدوحة بنتيجة (29/25) بعد أن كان المنتخب متفوقا أداء ونتيجة في الشوط الأول الذي انتهى لمصلحته (13/10) في المباراة التي أقيمت على صالة نادي الغرافة، وسط حضور جماهيري قطري يتقدمهم ولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وبعد أن قدم المنتخب الوطني أداء رفيعا في شوط المباراة الأول، وفرض خلاله أفضلية واضحة على غالبية مجريات الشوط بفضل الحماس الكبير الذي بدأ به اللاعبون المباراة وتألقهم اللافت في الدفاع، إذ ألغى مصادر القوة القطرية وسط تألق لافت لحارس المنتخب أحمد منصور دخل الشوط الثاني فاقدا كل عوامل التألق التي أظهرها في الشوط الأول وسط مباركة من الطاقم السوري الذي تساهل كثيرا مع الأداء العنيف للقطريين، وخصوصا تجاه جاسم محمد، في الوقت الذي كان شديد العقاب على لاعبي منتخبنا الوطني وبشكل عام قدم المنتخب أداء جيدا قياسا بظروف المباراة.
وبذلك يقع المنتخب في المجموعة الحديدية التي تضم منتخبات كوريا الجنوبية والكويت بالإضافة إلى اليابان، ويفتتح مبارياته في هذه المجموعة اليوم في الرابعة عصرا بلقاء المارد الكوري في مباراة صعبة للمنتخب الوطني، تتطلب بذل مجهودات مضاعفة من قبل لاعبينا لتفوق على هذا المنتخب القوي.
شوط الدفاع القوي وتألق أحمد منصور
المنتخب الوطني بدأ المباراة بتشكيلة مكونة من أحمد منصور في الحراسة بالإضافة إلى السيدمجيد الموسوي وعباس مال الله وصادق علي وجعفر عبدالقادر ومهدي مدن وعبدالرحمن محمد، وفي الشق الدفاعي لعب المنتخب بطريقة 5/1 بتقدم أحمد طرادة أو حسين فخر تتحول إلى 3/2/1 مع الهجمة القرية، وذلك بهدف الضغط على الخط الخلفي في المنتخب القطري الثلاثي أحمد سعد أمان وحسين علي بالإضافة إلى محمد غزال، وكان المنتخب وفق هذا الأسلوب والتكيتيك الدفاعي ناجحا في الحد من خطورة المنتخب القطري في أكثر أوقات الشوط.
وبدأ المنتخب الوطني المباراة بأسلوب سريع في نقل الهجمة من ملعب المنتخب إلى ملعب المنتخب القطري، وكان واضحا أن مدرب المنتخب نبيل طه أراد أن يباغت القطريين منذ البداية، وخصوصا أنهم بطيئو الحركة ولاسيما أحمد سعد أمان وفهد الرميحي، وفعلا نجح المنتخب في ذلك وتقدم في أول 3 دقائق بهدفين من دون مقابل وسط تفوق ملحوظ للمنتخب، ولكن تسريع وتيرة اللعب رجع سلبيا بعد ذلك على المنتخب، إذ كان بحاجة إلى دقة في التمرير والانطلاق الطولي السريع وهذا لم يحدث ما أوقعه في الأخطاء الهجومية التي عمل القطريون دون عناء على استغلالها الاستغلال الأمثل في مرمى منتخبنا الوطني، حتى أدرك القطريون التعادل في الدقيقة 6 (4/4) ثم أصبحت المباراة سجالا بين المنتخبين وتألق في هذه اللحظات من جانب منتخبنا الوطني صادق علي في التصويب من الخط الخلفي والموسوي في الجناح الأيسر، في الوقت الذي عانى فيه المنتخب من ثغرة واضحة في دفاعه جهة جعفر عبدالقادر استغلها محمد غزال جيدا وسجل أحيانا وكسب ضربات جزاء لقطر، وبقت النتيجة متعادلة حتى الدقيقة 13 (7/7) على رغم أن المنتخب لعب بين الدقيقتين 9 و13 ناقص العدد بإيقاف جعفر عبدالقادر وحسين فخر.
وريثما اكتملت صفوف المنتخب بعودة جعفر عبدالقادر، بدأ المنتخب الوطني يسيطر على مجريات الأمور في المباراة وذلك بتألق الدفاع المركز الذي فرض على الخط الخلفي في المنتخب القطري وهو أقوى خطوطه والتي يعول عليها كثيرا وسط تألق لحارس مرمى منتخبنا أحمد منصور الذي حاز نجومية الشوط الأول بجدارة واستحقاق. وفي هذا الوقت، لعب المنتخب القطري ناقص العدد بإيقاف لاعبه راشد المري لمدة دقيقتين، وكل هذه العوامل أعطت المنتخب الأفضلية في النتيجة والأداء وتقدم (9/7)، إذ كان قادرا على إضافة المزيد لولا التسرع وعدم التركيز أثناء مواجهة المرمى القطري.
والمنتخب لم يستطع مواصلة تفوقه في المباراة والسبب تعدد الإيقافات في صفوفه بإيقاف جديد لجعفر عبدالقادر وجاسم محمد، وهذه الإيقافات المتعددة كانت من نصيب لاعبي المنتخب بسبب ومن دون سبب، في الوقت الذي كان فيه الطاقم السوري يحاسب لاعبينا حسابا عسيرا، كان رؤوفا رحيما على لاعبي المنتخب القطري، ما جعل القطريين الذين عجزوا عن التسجيل في مرمى المنتخب لست دقائق متتالية للتسجيل من جديد ومعادلة النتيجة مرة أخرى (9/9) على رغم التألق اللافت لأحمد منصور في الحراسة.
وتوقف التفوق العنابي والحماس العنابي بعد ذلك أمام التنظيم الدفاعي القوي للمنتخب والتألق اللافت للحارس أحمد منصور الذي كررناه أكثر من مرة، وهو فعلا كان متألقا ونجما ساطعا، ولتألق مهدي مدن وجاسم محمد وجعفر عبدالقادر في الدفاع وعجز القطريين عن عبور الحاجز الدفاعي للمنتخب واعتماده على التصويب من الخط الخلفي للتسجيل أعاد المقدمة للأحمر الذي أنهى الشوط (13/10). يذكر أن المنتخب القطري لم يسجل في مرمانا من الدقيقة 17 حتى الدقيقة 30 سوى هدفين في دلالة واضحة على قوة دفاع منتخبنا.
ضياع الأحمر وتفوق العنابي
ودخل العنابي الشوط الثاني واضح الأهداف، وضغط على منتخبنا الوطني في الدفاع، وكما لعبنا في بداية الشوط الأول لعبوا بداية الشوط الثاني وباغتونا في أول 5 دقائق وهذا الإجراء فاجأ المنتخب وجعله يرتكب أخطاء هجومية رجعت سلبية عليه، وقرب الفارق إلى هدف واحد (14/13) في الدقيقة 5 ولم يكن ذلك فحسب، بل أوقف جاسم محمد لمدة دقيقتين في هذه الدقيقة ليزداد الأمر سوءا بالنسبة إلى المنتخب ليتعادل القطريون في النتيجة لأول مرة في الشوط الثاني (14/14) مع الدقيقة السادسة، إلا أن المنتخب لم يسجل سوى هدف واحد خلال تلك الفترة.
وإذا كان أحد أبرز عوامل التفوق الأحمر في الشوط الأول كما أسلفنا الدفاع القوي والحراسة المتميزة، غاب هذا العامل في الشوط الثاني بتاتا وصار طريق مرمى المنتخب سهلا للاعبي المنتخب القطري، وخصوصا بعد أن أشرك مدرب المنتخب القطري محمد السويدان بدلا من محمد غزال في الخط الخلفي، وهذا اللاعب هو الذي صنع الفارق في الهجوم القطري وبالإضافة إلى ذلك بدأت تتدخل خبرة أحمد سعد في المباراة في الوقت المناسب بالنسبة إلى القطريين، وهو الذي لم يقدم شيئا في الشوط الأول وكأنه يختزل جهوده للشوط الثاني.
أما بالنسبة إلى المنتخب في الجانب الدفاعي فقد كان عمقه مفتوحا على مصراعيه للهجوم القطري، ولم يجد القطريون عناء في التصويب في ظل غياب حوائط الصد التي تعين أحمد منصور، وفي الجانب الهجومي كان جعفر عبدالقادر ومهدي مدن موفقين في التصويب من الخط الخلفي، ومن ثم بقت النتيجة متعادلة بين المنتخب (18/18) عند الدقيقة 12.
وبعد ذلك بدأ القطريون يلعبون بمبدأ طريق الفوز على البحرين هو الضرب المتعمد وسط مباركة صريحة من الطاقم السوري الذي تساهل كثيرا مع القطريين، وتعمد القطريون ضرب نجم المنتخب جاسم محمد أكثر من مرة في لعبات كانت تستوجب البطاقة الحمراء لأنه ضرب متعمد (شاهر ظاهر) وبالإضافة إلى ذلك تعمدوا «نرفزة» جعفر عبدالقادر بهدف التأثير على مستواه بعد أن كان أكثر اللاعبين بروزا في الشوط الثاني، وفعلا نجح القطريون في ذلك، وما زاد الطين بلة خروج أحمد منصور مصابا إثر احتكاكه بناصر سعد أمان ليحل محله البديل تيسير محسن، ودانت المباراة على طبق من ذهب للقطريين، وتقدموا لأول مرة في المباراة (19/18) مع الدقيقة 16 وكانت بداية النهاية لطموح الأحمر.
وسط كل هذه الظروف وقلة خبرة لاعبي المنتخب وخصوصا بعد طرد مهدي مدن، الذي أصاب المنتخب في مقتل، ولم يستوعب لاعبو المنتخب أجواء المباراة المشحونة، وفي الوقت الذي كانوا بحاجة لتهدئة الأجواء واللعب بهدوء لامتصاص حماس القطريين عملوا على تسريع اللعب ليفقدوا التركيز ويقعوا في الأخطاء الهجومية والدفاعية على حد سواء، مضافا إلى ذلك عدم توفيق تيسير محسن الذي لم يتأقلم مع أجواء المباراة، ليواصل القطريون تفوقهم في النتيجة (21/18) في الوقت الذي لم يسجل فيه المنتخب أي هدف لتسع دقائق متوالية.
وفي الدقائق التالية، اُرتُكبت أخطاء هجومية بالجملة ترجمت إلى أهداف...! مقابل عنف واضح من قبل القطريين تجاه لاعبي المنتخب كانت نتيجتها إيقاف لمدة دقيقتين على القطريين لأكثر من مرة لم يستغلها المنتخب بسبب فقدانهم التركيز والحماس اللازم لذلك إلى أن أنهى قطر المباراة لصالحه (29/25).
طه: سنقاتل حتى النهاية... والإصابات أكبر خسائرنا
أكد مدرب منتخبنا لكرة اليد نبيل طه أن الأحمر سيقاتل في جميع مبارياته من أجل التمثيل الأفضل لمملكة البحرين في دورة الألعاب الآسيوية والبطولات المقبلة، معتبراً أن وقوع منتخبنا في المجموعة الأقوى في الدور المقبل لا يهمنا بقدر ما يهمنا بناء الفريق بمباريات قوية.
وقال طه: «إن الحكام لم يوفقوا في اتخاذ قرارات الإيقاف للاعبينا في كثير من الحالات بسبب سرعة المباراة واللعب المفتوح، رافضاً التعليق على صحة القرارات من عدمها»، وأضاف «إن هناك جهة تقيم أداء الحكام، مبرراً عصبية بعض لاعبينا برغبتهم في الفوز».
وتابع «إن الفريق يتكون من مجموعة عوامل، وإذا عاش لحظات عصبية سيلجأ لأساليب لا نرتضيها، وهذا ما ظهر على لاعبينا لرغبتهم في تأكيد الفوز والمحافظة على تقدمهم الذي حققوه في بداية المباراة بأكثر من هدفين»، معتبراً أن مثل هذه المباريات هي التي تبني الفريق، منوهاً إلى أن الجهازين الفني والإداري سيكون لهما اجتماع مع اللاعبين لنضمن تحسن الفريق في المباريات المقبلة، محيياً اللعب القوي من منتخبنا، وقال: «إن الجهاز الفني يهدف لبناء المنتخب، ولكن بانضباط».
واعتبر طه أن المباراة جاءت قوية لأهميتها بالنسبة لمنتخب قطر الساعي لتصدر المجموعة، مضيفاً «إن منتخبنا قدم أداء جيداً في الشوط الأول الذي سيطر عليه الأحمر، منوهاً بحسن أداء لاعبي منتخبنا في المباراة على رغم الأخطاء البسيطة التي ارتكبها الفريق.
وأوضح طه أن الأحمر خسر اثنين من أفضل لاعبيه قبل وأثناء المباراة، وأضاف إن البعثة تنتظر تقرير الجهاز الطبي اليوم اثر الأشعة المقطعية التي ستجرى للاعب محمود عبدالقادر، بينما نأمل ألا تكون إصابة الحارس أحمد منصور معيقة عن تكملة البطولة.
وأشار طه إلى أن إيقاف غالبية لاعبي منتخبنا لدقيقتين أكثر من مرة أحد أهم عوامل الخسارة، بالإضافة لاستعجال لاعبينا وارتكابهم بعض الأخطاء السهلة، وقال: «إن كرة اليد يعتبر طريق الفوز يمر عبر قلة الأخطاء، وتفوق القطريون عددياً في بعض فترات المباراة»، موضحاً أن منتخبنا استطاع التعامل مع فترات الإيقاف بشكل جيد في الشوط الأول عبر الاستحواذ على الكرة بمساعدة حارس المرمى، بينما لم نستطع التعامل مع ذلك في الشوط الثاني.
وأوضح طه أن منتخبنا لا يهدف إلى الحصول على إحدى الميداليات في مسابقة كرة اليد بأية طريقة، بل يريد اللعب والفوز وتحقيق الانتصارات والأهداف البعيدة التي وضعها الاتحاد والجهاز الفني، مضيفاً أن منتخبنا يجب أن يتحلى بالروح التي تؤهله للفوز.
وبيّن طه أن الإصابات من أكبر الخسائر في الأحمر، وعمّا إذا كان منتخبنا افتقد لاعبي الخبرة وخصوصاً في النصف الثاني من الشوط الثاني، قال طه إن الجهاز الفني يهدف من مثل هذه المباريات للاستفادة من جميع النواحي ومنها رفع درجة الخبرة للاعبين، متمنياً أن يكون لاعبونا أهدأ في المباراة.
جاسم محمد: لو أعيدت المباراة لن نخسر من العنابي!
من جانبه، قال لاعب منتخبنا جاسم محمد إنه تعرض للضرب بقوة من غالبية لاعبي المنتخب القطري في الوجه وبعض مناطق الجسم، وقال: «إن اطمئنان لاعبي المنتخب القطري من ناحية الحكام جعلهم يتمادون في الضرب قرب مرماهم لحرماننا من التفكير في تسجيل الأهداف، وخصوصاً عندما اقترب من المرمى، بالإضافة إلى أن الحكام ساهموا بدرجة كبيرة في عدم اكتمال منتخبنا طوال المباراة بتوزيعهم قرارات الاستبعاد لدقيقتين في الأوقات التي يشعرون فيها بحماس واقتراب لاعبينا من التقدم، وذلك لمنح الفرصة للمنتخب القطري للفوز، مبرراً منح لاعبي منتخبنا الفرصة للاعبي العنابي لتسلم واستلام الكرات بالرغبة في التعرف على الطريقة القطرية.
وأضاف محمد «إن لاعبي قطر لعبوا مصارعة حرة بمساعدة طاقم التحكيم، وإيقاف لاعبينا على رغم عدم استحقاق لاعبينا بذلك»، موضحاً أن «هبوط مستوى الأحمر يعود لتعامل الحكام مع المباراة، إذ إن الاستبعاد حكم علينا ألا نلعب مكتملي الصفوف طوال المباراة».
وقال جاسم: «إن المباراة لو أعيدت لن يتمكن العنابي من الفوز، بل سيفوز الأحمر بفارق 10 أهداف على أقل تقدير، إذ إن النقص جعلنا نلعب 40 دقيقة من دون أهم لاعبينا، وقتل الحكام طموحنا، وعندما تقدمنا بفارق 4 أهداف قتل الحكام طموح الفوز فينا، واستغفلونا آخر الدقائق بعد أن ضمن القطريون الفوز».
الحكام لم يحبوا الفوز لنا
من جانب آخر، قال لاعب منتخبنا لكرة اليد عبدالرحمن محمد: «الفريق لعب بشكل جيد وقدم مباراة كبيرة، استطعنا تحقيق نتيجة التقدم طوال الشوط الأول بالاعتماد على اللعب السريع والدفاع القوي وساندنا الحارس أحمد منصور».
شعرنا منذ الدقائق الأولى من الشوط الأول أن المباراة ليست من نصيبنا ويعود هذا الشعور لارتكاب الحكام جملة أخطاء متعمدة، لكننا حققنا الأهم على رغم من صافرتهم الظالمة في مجريات الشوط الأول، وتغير الحال تماما في الشوط الثاني ولم نستحوذ على الكرة، بل إن كل كرة تقع في أيدي لاعبينا يرافقه خطأ إما مشي أو أي خطأ، المهم أن تعود الكرة للمنتخب القطري.
كل هذه القرارات كان عائدها واضحا على تشتيت الذهن العام للفريق والخروج عن جو المباراة والتفكير في إكمالها كما يحب الحكام أن تنتهي.
وعن خروج أحمد منصور والإصابة التي تعرض لها محمود عبدالقادر رد عبدالرحمن قائلا: «الحال سيبقى هو الفوز لصالح المنتخب القطري، صحيح أن إصابة محمود تعد خسارة كبيرة في مثل هذا اللقاء، وهو القوة الهجومية التي نعتمد عليها وخصوصا في الهجوم الخاطف، إضافة للمستوى الذي ظهر عليها أحمد منصور في مباراة قطر والإصابة التي تعرض لها أثناء المباراة كانت مؤثرة على مستوى الفريق، ولم يتسن لتيسير الدخول في أجواء اللقاء ونحن نستقبل الأهداف نتيجة لرغبة حكمي اللقاء»
العدد 1553 - الأربعاء 06 ديسمبر 2006م الموافق 15 ذي القعدة 1427هـ