تلاعب المارد الكوري بمنتخبنا الوطني في أولى مباريات الدور الثاني من منافسات لعبة كرة اليد ضمن دورة الألعاب الآسيوي بعد أن حقق عليه فوزا ساحقا ومستحقا بنتيجة كبيرة قوامها 43/29، إذ كان الشوط الأول انتهى كوريا كذلك بنتيجة 21/15 في المباراة التي أقيمت على صالة نادي الغرافة.
ولم يقدم المنتخب الوطني المستوى المؤمول منه في هذه المباراة ولم يقدم ولو ربع الأداء والروح القتالية والحماسية التي ظهر بها أمام المنتخب القطري وكأنك تلك المباراة قد أثرت عليه نفسياً بخلاف التأثير البدني الناتج عن لعب المنتخب مباراتين قويتين في أقل من 24 ساعة وبدا المنتخب في غالبية أوقات المباراة إن لم يكن في المباراة بشكل عام قليل الحيلة وفاقد العزيمة وفاقد كل مقومات الفوز فيما استحق المنتخب الكوري نتيجة المباراة بهذا الفارق الكبير من الأهداف وتحصيل أو 3 نقاط في المجموعة الحديدية جعلته في صدارة المجموعة بفارق الأهداف عن المنتخب الكويتي الذي فاز على اليابان بـ 35/25 هدفا في افتتاح مباريات المجموعة في الدور الثاني.
وبذلك يدخل المنتخب الوطني مباراة اليوم ضد بطل آسيا المنتخب الكويتي وهي مباراة الفرصة الأخيرة إليه إذا ما أراد أن يحافظ على حظوظه في المنافسة على المركزين الأول والثاني المؤهلين إلى دور الأربعة وإذا ما لعب المنتخب بالصورة التي ظهر بها أمام المنتخب الكوري فسيكون صيدا سهلا للكويتيين الذين ظهروا أقوياء في لقاء اليابان، إذ إنهم يمتلكون لاعبين على مستوى عال أمثال سعد العازمي ومشعل السويلم أصحاب الخبرات الكبيرة ولذلك فالمهمة لن تكون سهلة وليست مستحيلة بأي حال من الأحوال وتلعب المباراة في الساعة 12.00 ظهر على صالة نادي الغرافة أيضا.
وبالعودة لأجواء المباراة فقد بدأ المنتخب الوطني بالتشكيلة الاعتيادية أحمد منصور في الحراسة بالإضافة إلى عباس مال الله وصادق علي ومهدي مدن وجعفر عبد القادر والسيد مجيد الموسوي وعبدالرحمن محمد في مركز الدائرة وكالعادة كذلك لعب المنتخب الوطني في الدفاع بطريقة 5/1 بتقدم حسين فخر الذي يحل محل صادق علي في حالة الدفاع فيما بدأ المنتخب الكوري في الدفاع بطريقة 3/3.
والمنتخب الكوري الذي درس منتخبنا جيدا على ما يبدوا قبل المباراة بدء واضح الأهداف وعارفا كيف تؤكل كتف منتخبنا الوطني ولذلك بدء بطريقة 3/3 قاصدا الحد من خطورة الخط الخلفي القوي في المنتخب المكون من صادق علي ومهدي مدن وجعفر عبدالقادر الذين يعتمد عليهم المنتخب في التصويب المباشر من الخط الخلفي وبالفعل نجح الكوريون في مساعيهم وضيقوا الخناق بما فيه الكفاية على ثلاثي الخط الخلفي ليقعوا إثر ذلك في أخطاء هجومية منها سوء التمرير والدخول الخاطئ في ظل سلبية تحركات عبدالرحمن محمد في هذا النوع من الدفاع ليتقدم المنتخب الكوري (2/صفر) في أول 6 دقائق حارما المنتخب من التسجيل ومضيعا أكثر من فرصة تصدى لها أحمد منصور ببراعة ولم يفتتح المنتخب التسجيل إلآ مع تلك الدقيقة عن طريق صادق علي.
وفي الوقت الذي كان فيه دفاع المنتخب مضيقا الخناق كما يجب على لاعبينا كان دفاع المنتخب مفتوحاً على مصراعيه لهجوم المنتخب الكوري الذي قاده الكابتن بيك بالإضافة إلى لي جو ولي جيو الذين لم يجدوا أية مضايقة تذكر في الاختراق والتصويب من الخط الخلفي وسط غياب حوائط الصد لمعاونة أحمد منصور في موقع الحراسة وفي المقابل تحسن الأداء الهجومي بالنسبة إلى المنتخب وخصوصا جعفر عبدالقادر عبر محاولات فردية إيجابية على مرمى المنتخب الكوري لتصبح النتيجة (5/4) مع الدقيقة 9.
وفارق الهدف هذا هو أقل فارق في النتيجة وكان المنتخب مرشحا لمعادلة النتيجة بعد الأداء الإيجابي في الشق الهجومي بتألق جعفر عبدالقادر بعد إيقاف لي بو لمدة دقيقتين إلا أن الرعونة في استغلال الفرص والأخطاء الهجومية المتكررة حتى والكوريون ناقصي العدد أعانتهم على توسيع الفارق من جديد (8/5) ثم (9/5) في الدقيقة 13 وطلب حينها مدرب المنتخب نبيل طه وقتا مستقطعا لإصلاح ما يمكن إصلاحه في المنتخب.
وبعد ذلك دفع الجنرال بجاسم محمد بدلا من صادق علي وحسين فخر بدلا من مهدي مدن الغير موفق وأحمد التاجر بدلا من عبدالرحمن محمد على الدائرة وذلك لعجز الثنائي مدن وصادق علي في عمل أي شيء في الخط الخلفي إذ أن الثنائي يمتازون بالتصويب ولا يمتلكون المهارة الكافية للاختراق ولذلك دفع بجاسم محمد وبهذه التغيرات حسن الحال الهجومي بالنسبة إلى المنتخب وكان للتاجر دور كبير في ذلك وهو الذي عمل على إيجاد المساحات لجعفر عبد القادر للتصويب المريح وفي مقابل ذلك التطور النسبي في الهجوم ظل الدفاع كئيبا غير قادرا على مجاراة الهجوم الكوري المنسق ليرتفع الفارق إلى 6 أهداف (13/7) مع الدقيقة 18.
وثم أشرك الجنرال تيسير محسن بدلاً من أحمد منصور في الحراسة ولكن المشكلة لم تكن في الحراسة بقدر ما كانت في عمق دفاع المنتخب جهة جعفر عبدالقادر ومهدي مدن بالذات وأحيانا عبدالرحمن محمد؛ إذ إن الخط الخلفي الكوري سيصوب على مرمانا دونما حوائط صد في مرمى ويكون المرمى بذلك مكشوفا تماما بالنسبة إليهم وبقى فارق الستة أهداف ساريا (18/12) في الدقيقة 24 حينها دخل التاجر بدلا عن جعفر عبدالقادر في الشق الدفاعي فقط في مركز الباك الأيسر ونجح التاجر في غلق هذه الثغرة بدليل أن الكوريين لم يسجلوا إلا 3 أهداف خلال الست دقائق الأخيرة من الشوط وهذه النسبة جيدا قياسا بمستوى المنتخب الدفاعي السيئ في هذا الشوط ؛لينتهي الشوط الأول بعد ذلك (21/15).
وكنا نأمل أن يوفق الجنرال في إيجاد حل لمشكلة الدفاع المتهالك الذي ظهر به المنتخب في الشوط الأول وأن يبث روحا جديدة في صفوف المنتخب تعينهم على مقارعة التفوق الكوري، إذ إن فارق الستة أهداف الذي انتهى عليه الشوط الأول يمكن تعويضه في لعبة كرة اليد ولكن شيء من ذلك لم يحدث ودخل المنتخب الشوط وكأنه قد سلم الأمر راضيا قانعا وإزاء الأخطاء الهجومية المتكررة أيضا لم يحتاج الكوريون سوى 11 دقيقة لمضاعفة الفارق لتصبح النتيجة (29/17) بفارق 12 هدفا ثم (31/19) في الدقيقة 16 أي أن المنتخب لم يسجل سوى 4 أهداف خلال 16 دقيقة من الشوط في دلالة واضحة على قلة الفاعلية الهجومية واستقبل 15 هدفا خلال 16 دقيقة وهذه دلالة أيضاً على قلة الجانب الدفاعي في المنتخب الوطني خلال المباراة عموما.
والدقائق التالية لم تشهد أي جديد وعمل مدرب المنتخب الكوري على إتاحة المجال لجميع لاعبيه للمشاركة في المباراة بعد أن ضمن فوز منتخبه واستحالة أن يلحق منتخبنا بالنتيجة وسهل الطريق نحو مرمى المنتخب الكوري بالنسبة للمنتخب بمجهودات فردية من جعفر عبدالقادر وجاسم محمد ومهدي مدن وقل رتم المباراة بالنسبة إلى الكوريين وعلى رغم ذلك أنهى الكوريون المباراة بفوز عريض وبفارق 14 هدفا (43/29).
أدار المباراة طاقم دولي كازاخستاني مكون من أوسيبوف وبورول.
وبعد المباراة تحدث حارس منتخبنا أحمد منصور لرجال الصحافة وطمأن الجماهير البحرينية على إصابته التي تعرض لها في مباراة قطر وقال: إنها مجرد «رضة قوية» وأنه تماثل للشفاء بدليل انه لعب مباراة الأمس أمام كوريا، وأضاف منصور «إن منتخبنا واجه منتخباً قوياً وممتازاً كالمنتخب الكوري»، وأشار إلى أن المنتخب الكوري استطاع أن يتفوق على منتخبنا في جميع النواحي.
وأوضح أحمد منصور أن جدول المباريات أثر كثيراً على الفريق الذي لم يخضع للراحة سوى 24 ساعة فقط بعد المباراة القوية التي لعبها مع المنتخب القطري، وتمنى منصور بأن يظهر المنتخب بصورة مغايرة في مباراة اليوم التي ستجمعه مع المنتخب الكويتي مشيراً إلى أن الفريق الكويتي «قوي للغاية»، وأكد أن اللاعبين عازمون على الفوز من أجل إرضاء الجماهير البحرينية الوفية.
أما اللاعب المتألق لمنتخبنا الوطني جعفر عبدالقادر فتحدث هو الآخر وقال: «إن مباراة التي جمعت منتخبنا مع المنتخب القطري كانت قوية وحماسية وجعلت اللاعبين يبذلون مجهوداً كبيراً فيها مما أثر عليهم بشكل واضح وسلبي في مباراة اليوم (مباراة كوريا)»، وأضاف جعفر «إن الخبرة الكورية تفوقت على النشاط والعزيمة والحماس البحريني»، وأوضح جعفر أن كرة اليد البحرينية لم تفز على المنتخب الكوري على مر العصور.
وأكد جعفر كذلك أن من أهم أسباب الهزيمة من كوريا هي تراخي لاعبي الفريق في بداية المباراة، وعن مباراة اليوم التي ستجمع المنتخب بالمنتخب الكويتي قال جعفر: إنهم كلاعبين يمتلكون الثقة بأنفسهم وإن تعودوا دائماً على التعويض بعد الهزيمة
العدد 1554 - الخميس 07 ديسمبر 2006م الموافق 16 ذي القعدة 1427هـ