كشفت دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة التي تستضيفها الدوحة حتى الخامس عشر من الشهر الجاري ان دول شرق آسيا تتميز بتنوع كثيف للألعاب خلافا لغرب القارة إذ تميل دولها إلى الحفاظ على الألعاب التقليدية.
وسمحت إقامة الألعاب للمرة الأولى في المنطقة العربية والثانية في غرب آسيا بعد إيران العام 1974، أمام الجمهور العربي بمشاهدة أنواع جديدة من الألعاب عن كثب، ربما لم يكن يعرها أي انتباه في السابق، أو حتى لم يكن على علم حتى بتفاصيلها وبطريقة تأديتها، لكنها ما تزال تبدو غريبة بالنسبة إليه، في حين أنها تحظى بشعبية لافتة لأفراد دول شرق آسيا.
ابرز الرياضات التي اكتشفها الجمهور العربي في «آسياد الدوحة 2006» الكبادي والسيباك تاكراو والبيسبول والسوفت بول والسوفت تنس والبادمنتون والجمباز الإيقاعي، فضلا عن بعض الألعاب القتالية كالووشو.
يذكر ان الكريكت، وهي لعبة شعبية جدا في بعض الدول وخصوصا الهند وباكستان، لم تدخل حتى الآن ضمن منافسات الألعاب الآسيوية، وربما تلتحق بركب الألعاب الأخرى في النسخة المقبلة المقررة في مدينة غوانغ جو الصينية العام 2010.
ومن المبكر الحديث عن رواج بعض هذه الرياضات الجديدة في المنطقة العربية، لكن وبما أن أسطورة احتكار استضافة الألعاب الآسيوية على دول شرق آسيا تحطمت في الدوحة العام 2006، قد تشهد السنوات المقبلة ممارسة لهذه الألعاب في غرب القارة في حال نالت الاهتمام الملائم من المسئولين الرياضيين فيها أو التشجيع المناسب من الجمهور الرياضي.
ومن أفضل الأمثلة على بعض هذه الألعاب، منافسات السباك تاكراو وخصوصا المباراة النهائية التي جمعت فيتنام والصين، وهي كناية عن لعبة شبيهة بالكرة الطائرة الشاطئية لكن كل فريق يتألف من 3 لاعبين يرسلون الكرة بأقدامهم وليس بأيديهم إذ غصت صالة المباراة بالجمهور الذي أعجب بها جدا.
ولفتت أيضا مشاركة منتخب الأردن للسيدات في منافسات كرة القدم على رغم قلة خبرته والهزائم الثقيلة التي لقيها، لكنها تؤشر إلى انطلاقة كرة السيدات في الأردن، وقد تدفع أيضا بدول أخرى للاهتمام بفرق السيدات وإنشاء منتخبات للمشاركات المقبلة.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل ان دول شرق آسيا على سبيل المثال تولي اهتماما كبيرا بدورات الألعاب الآسيوية داخل الصالات، والتي تمارس فيها أنواع كثيرة من الرياضات التي تختلف في أسلوبها عن طبيعة المنطقة العربية.
رئيس المجلس الاولمبي الآسيوي الشيخ احمد الفهد بدا متنبها لهذا الأمر بقوله في تصريح إلى وكالة فرانس برس «إن العاب الصالات لم تحظ بالاهتمام المطلوب من الدول العربية حتى هذه اللحظة والتي تقام فيها أنواع مختلفة من الرياضة ليست مألوفة في منطقتنا».
وتابع «هناك العاب كالرقص الإيقاعي والدراجات الاستعراضية والألعاب الالكترونية لم تمارسها الدول العربية بشكل واسع وهي تركز على العاب معينة ككرة القدم والسباحة والبولنج وما شابه».
واعتبر الفهد أن «ما وصلنا إليه في العالم العربي في بعض الألعاب تحقق بعد مشاركات عدة في الدورات الإقليمية والاولمبية، إذ مارسنا هذه الألعاب وأسسنا لها منظمات لإدارتها»، مضيفا «أم الآن فقد نكون أمام مدخل لبعض الألعاب الجديدة في المستقبل»، ضاربا مثل «مشاركة الكويت بفريق في لعبة الووشو في آسياد الدوحة».
رئيس اللجنة الاولمبية اللبنانية اللواء الركن سهيل خوري اعتبر «أن دول شرق آسيا تطلق ألعابا جديدة لكن لست ادري إذا كانت ستكون مقبلة من جمهور منطقتنا».
وأضاف «أن هذه الألعاب الجديدة تعني دول شرق آسيا أكثر من الدول العربية وتحتاج إلى وقت لتجد لها قاعدة جماهيرية عندنا».
أمين عام اللجنة الاولمبية الكويتية عبيد العنزي قال لفرانس برس أيضا «لا اعتقد ان بعض الألعاب الجديدة ستنتقل إلى الدول العربية، فدائما تكون هذه الألعاب من ضمن تراث منطقة شرق آسيا وتمارس في دولها»، مشيرا إلى أن الأمر «ليس تقصيرا أو عدم إلمام من الدول العربية بهذه الألعاب لكنها تخصص شرق آسيوي ترتكز على التراث والتاريخ القديم لهذه الدول».
وتركز البلدان العربية على الألعاب التقليدية، أو بالأحرى المعتمدة في دورات الألعاب الاولمبية، وأبرزها كرة القدم وكرة السلة وكرة اليد والسباحة والعاب القوى والغطس والكاراتيه وكرة المضرب ورفع الأثقال والملاكمة.
وحتى في دورات غرب آسيا التي تضم الدول العربية في القارة الصفراء مع إيران، فان سلة الألعاب لا تخرج عن التقليد، وتبدو أيضا خجولة في كثير من الأحيان على صعيد المشاركات النسائية على رغم التقدم الذي طرأ في الآونة الأخيرة على هذه الناحية وخصوصا في بعض الدول الخليجية
العدد 1555 - الجمعة 08 ديسمبر 2006م الموافق 17 ذي القعدة 1427هـ